Al Jazirah NewsPaper Sunday  24/08/2008 G Issue 13114
الأحد 23 شعبان 1429   العدد  13114
المنشود
سفاراتنا والدور المنقوص!!
رقية سليمان الهويريني

أثناء إقامة معارض المملكة بين الأمس واليوم التي قدمتها السفارات السعودية في بعض الدول انبهر الغرب بالإمكانيات المادية السعودية والتراث الوطني المتنوع الذي نال إعجاب سكان تلك الدول ببلادنا التي تحوي ألواناً من الفلكلورات والرقصات الشعبية.

واستطاعت تلك المعارض إظهار التطور الحضاري لهذه البلاد المباركة، فهي بحق تعد من الوسائل الجميلة التي تُعرِّف الشعوب الأخرى بما وصلت إليه بلادنا من تقدمٍ وحضارة، وأصبح الفرد منهم يدرك الفرق بين الأمس المقفر واليوم المزهر!.

وفي لُجَّة الفرح والحماس الذي أبداه شبابنا هناك ممثلاً بالرقصات الشعبية والضيافة العربية وتقديم أصناف التمور ونكهات القهوة وعرض الملابس التراثية، لم يتذكروا أنهم مسلمون! وهذا الإسلام يقتضي منهم أن يكونوا دعاةً له في كل وقتٍ وفي كل بقعة تطؤها أقدامهم! وإن تهيأت أمامهم الفرصة فلابد أن يكون لهم هدف سامٍ هو نشر الإسلام، ذلك الدور الذي قصرنا فيه طيلة سنواتٍ مضت مما جعل الشعوب الأخرى لا تقيم وزناً لديننا ولا قيمة لرسولنا وكأنها تنتقص قوماً لا يحرصون على نشره إما تهاوناً أو انشغالاً! وهذا الدين العظيم الذي جعله الله خاتم الأديان وخيرها جدير بالدعوة له!.

وإن المرء ليتساءل عن دور بعض السفارات السعودية في بيان الوجه الناصع لهذه البلاد وحملها راية الإسلام وقيامها بمهمة نشره وهي التي ترفع علم التوحيد أمام وفوق أسطح أبنيتها! ذلك العَلم الذي يرفرف بالعبارة الخالدة (لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله)، وماذا عن رسول الله محمد سيد البشر ومخرجها من الضلال إلى النور وهاديها إلى الحق والطريق المستقيم وقائدها إلى جنات النعيم وشفيعها؟ فهو الذي يقول عنه تعالى: وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} فرسول بشفاعته ينقذ أمته من العذاب لهو جديرٌ بالحبِّ والفداء!!.

إننا بحق نتعجب من أنفسنا حين نعرض على تلك الشعوب ارتداء زينا الوطني واحتساء قهوتنا العربية العابقة بالهيل والزعفران وننسى أن نعرض عليهم إسلامنا وعقيدتنا الصافية التي تنفي العبودية عن البشر وتخصها لربٍّ واحد وإله أوحد يشترك الناس في الخضوع له، ورسول غير مؤله ولا معبود، بيد أن حبه يسمو على النفس والولد والمال.

نعم، لابد أن يكون الهدف أكبر من رقصةٍ فلكلورية أو إطلاق أهازيج شعبية، ولا مانع أن تكون معروضاتنا من ضمن آليات الدعوة للدين الإسلامي بحيث تبين أنه دين تسامح ومحبة وليس دين قتلٍ وإرهاب، وهو الدين الذي يفرد العبودية لرب البيت الذي أطعمنا من جوعٍ وآمننا من خوف.

وأي جوع عاناه أسلافنا حصد أرواحهم!!.. وأي خوف زلزل نفوسهم، وأقض أمنهم!!.

rogaia143@hotmail.Com
ص. ب260564 الرياض 11342


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد