Al Jazirah NewsPaper Monday  25/08/2008 G Issue 13115
الأثنين 24 شعبان 1429   العدد  13115
موسوعة سوق عكاظ
محمد المنصور الشقحاء

يقال نحن العرب نقيم اليوم في عالم لم نصنعه، وها نحن العرب نجدد: سوق عكاظ الشعر والثقافة في موطنه؛ للعام الثاني (انطلق يوم الثلاثاء الثامن عشر من شعبان 1429 هـ). يقول الدكتور ناصر الحارثي في المعجم الأثر لمحافظة الطائف (أشهر أسواق العرب..

.....في الجاهلية وصدر الإسلام،ختلف الباحثون قدماء ومحدثون في تعيين موضعه، وتعددت الآراء حول ذلك ..الخ) بينما الشواهد الشعرية والجغرافية أغرقت في أشعارنا بالمكان والمناسبة والحدث وبالتالي جاء جدالنا في الحاضر مجرد إزجاء وقت: فالسوق من فروع الطائف المأنوس مكان ومجتمع.

إن ما يكسب هذه العناصر الدلالية على دور سوق عكاظ في أقطار الجزيرة العربية ومكوناتها السكانية والعمرانية يدل على عمق المكان ونسقه الخاص المرتبط باللغة كشعر يتنافس فيه الشعراء، وكتب التراث بها زخم من التنافس المشروع وغير المشروع في هذا المجال الراصد في الذاكرة العربية.

لست أدري ونحن نتذكر أننا منذ أربعة عقود، نبحث عكاظ التاريخ وصدر حينها عدد من الكتب والدراسات والمقالات الصحفية التي لم نرتق معها إلى التنفيذ وفي عام 1369 هـ زار الدكتور عبد الوهاب عزام الطائف برفقة الشيخ محمد بن بليهد بتوصية من الملك فيصل بن عبد العزيز ودون ملاحظاته فكان كتابه (موقع سوق عكاظ) وكما كان عكاظ للشعر والتجارة فهو سكون وراحة وأمن إذ يقام السوق في الأشهر الحرم (الأشهر الحرم ذوالقعدة وذو الحجة ومحرم ورجب) يقول الدكتور عزام:

1- كانت سوق عكاظ تجتمع في الأشهر الحرم.

2- وكانت تجارة تحمل من الأرجاء إلى عكاظ.

3- وكان لعكاظ شأن في الأدب تتفاخر فيه القبائل فينشد شعراؤها ويخطب خطباؤها، ويعرض الشعراء أشعارهم في غير المفاخرة ليذهب الشعر في الناس.

4- ولصيت عكاظ وكثرة المجتمعين فيها وأمن الناس بها في الأشهر الحرم..

كان العرب يقصدون إليها لأمر يريدون إذاعته، من مأثرة في الخير أو دعوة إلى صلح، أو تعاون على أمر جامع، أو استعانة على عمل جليل هذا هو سوق عكاظ الذي يقام مهرجانه اليوم بدعم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية، ورعاية تامة من أمير منطقة مكة المكرمة المثقف ورجل التنوير المعرفي الأمير خالد بن فيصل بن عبدالعزيز.

بعد توسع في الحديث عن عكاظ في كتابه (المجاز بين اليمامة والحجاز) يقول الأديب الباحث عبدالله بن محمد بن خميس (فيما بين هذه الأعلام يقع سوق عكاظ وهي تشكل شكلاً مستطيلاً لا يتجاوز طوله من الجنوب إلى الشمال أربعة أكيال، ومن الغرب إلى الشرق كيلين وهذا التحديد يدخل الأنصاب الحجارة المنصوبة والتي تدعى الآن (بالمرزز) كما أن هذه المنطقة هي مدفع الأودية الثلاثة العرج وشرب والمهيد) وموسوعة عكاظ مدونة إنما متناثرة في بطون الكتب وبين أوراق الصحف ونحن بحاجة إلى تجميعها من هذه المصادر والمراجع في ببقلورافيا راجعة تعين الباحث وتساعد المطلع على الوصول للمعلومة.

سوق عكاظ السيرة الذاتية القائمة على الحكي المعيش للعربي الذي يبحث عن نفسه من خلال همومه وقضاياه.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد