الخصية الهاجرة هي خصية غير موجودة.. وأحياناً كلتا الخصيتين توجدان في كيس الصفن حيث تكون إما في جدار البطن أو داخل البطن.. وتُعد أسباب الخصية الهاجرة غير معروفة بالتحديد لكن هناك عوامل تؤثر منها: نقص بعض الهرمونات عند الأم أو عند الجنين نفسه والتي تلعب دوراً في إنزال الخصية.. أو بسبب عدم استجابة الخصية لتلك الهرمونات، ووجود انسداد تشريحي في القناة الإربية والذي يمنع نزول الخصية، وتناول الأم لبعض الأدوية الهرمونية خلال الحمل.. وبخصوص هذا الموضوع التقينا الدكتور خالد فودة استشاري أمراض المسالك البولية بمركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي.
ضرورة فحص وتشخيص الطفل بعد الولادة
* دكتور فودة هل هناك أعراض تدل على هذه الحالة.. وكيف يتم تشخيص الخصية الهاجرة؟
- بعد ولادة الطفل يكتشف الطبيب أو الأم أثناء تغسيلها لطفلها أن كيس الصفن فارغ لا توجد به الخصيتان أو تُوجد به خصية واحدة وفي بعض الحالات لا يتم اكتشاف ذلك إلا في شهور متأخرة من عمر الطفل تكون قد حصلت مضاعفات.. كما أن من أعراض الخصية الهاجرة في بعض الحالات الشعور بألم في المكان الموجود فيه الخصية.
إذا كانت كلتا الخصيتين غير نازلتين عندها سيلاحظ أن كيس الصفن يبدو صغيراً وغير مكتمل النمو.. أما إذا كانت واحدة من الخصيتين غير نازلة فسيبدو الصفن غير متناظر أي أنه يوجد فراغ في جهة وممتلئ في الجهة الأخرى.
وجود الخصية بعيداً عن كيس الصفن يؤدي لتلفها
* وهل يترتب على بقاء الخصية الهاجرة في البطن أي مشاكل أو مضاعفات؟
- إذا لم يتم الكشف المبكر عن الخصية الهاجرة أو تأخر علاجها حتى سن البلوغ فإن الخصية قد يصبح بها ضمور وتتعرض للتلف الأبدي فتفقد المقدرة على تكوين النطف المنوية.. وبالتالي قد يصاب هذا الذكر بالعقم إذا كانت كلا خصيتيه لم تنزلا إلى كيس الصفن أما إذا كان واحدة فقط فإن الأخرى بإمكانها القيام بالوظائف الجنسية والتناسلية.. وسبب تلف الخصية الهاجرة أنها وضعت في مكان لا يتلاءم مع الحرارة المطلوبة لتكوين وحياة الأمشاج المنوية حيث إن المولى عز وجل قد خصص كيس الصفن للخصيتين لأن حرارته تكون أقل من حرارة الجسم وهناك خطر آخر يهدد الخصية الهاجرة وهي احتمالية تحولها إلى سرطان الخصية.
التشخيص السليم من أساسيات العلاج
* وماذا عن كيفية العلاج؟
- إن أهم أمر في العلاج يكون بالتشخيص الأكيد للمشكلة ذلك أن في بعض الأطفال قد تصعد الخصية من كيس الصفن ثم تنزل ويحصل هذا إما أثناء القيام والجلوس أو عند تعرض الطفل لطقس بارد أو ممارسته نشاطاً كبيراً وتكون كل هذه الحالات مؤقتة وبسيطة إذ بالإمكان إنزال الخصية في حمام دافئ.. أما إذا تم التأكد من تشخيص الخصية الهاجرة فيتم العلاج عن طريق عملية جراحية لتثبيتها في كيس الصفن وهي عملية روتينية وآمنة -بإذن الله- ومن عمليات اليوم الواحد.
* هل يلعب الطبيب أو وعي الوالدين دوراً في اكتشاف الخصية الهاجرة؟
- بالتأكيد نعم.. فالطبيب يقوم بالفحص الكامل للطفل لتشخيص أي عيوب خلقية ومتابعة صحة الطفل مع الأسرة كما أن على الأب والأم أن يكونا أكثر وعياً لمتابعة صحة طفلهما.
تأخر العلاج يؤدي للعقم في حالة وجود الخصيتين الهاجرتين
* هل تؤثر الخصية الهاجرة على الإنجاب؟
- في حالة تأخر العلاج وبخاصة في حالة أن تكون الخصيتان هاجرتين فقد يكون هنالك تأثير على عملية الإنجاب في المستقبل.
العلاج السريع بالجراحة في حالة التواء الحبل المنوي
* نسمع عن حالة تُسمى بالتواء الحبل المنوي Testicular torsion هل لك أن توضح لنا ما المقصود بها؟
- تُعتبر حالة خطيرة يتم التعامل معها ضمن حالات الطوارئ حيث يحصل التواء للحبل المنوي الذي يحمل الأوردة والشرايين للخصية مما يؤدي إلى توقف جريان الدم إلى الخصية وبالتالي موتها وتلفها.. لذلك لا بد من العلاج السريع لهذا المرض ويكون بإجراء عملية لإعادة وضع الخصية إلى حالتها الطبيعية وتثبيتها في هذا الوضع.
* وهل من أعراض أو علامات لهذه الحالة؟.. وماذا عن علاجها؟
- تسبب ألماً شديداً جداً مفاجئاً في الخصية يصحبه غثيان وقيء وربما حمى وقد يصل الألم إلى أسفل البطن، ويحدث تورم بالخصية وتكون مؤلمة عند اللمس وكيس الصفن يكون محمراً ومنتفخاً.. ويتم العلاج بعملية جراحية فورية مستعجلة من أجل تقويم الحبل المنوي وإبعاد الالتواء وإعادة التروية الدموية للخصية.
