Al Jazirah NewsPaper Wednesday  27/08/2008 G Issue 13117
الاربعاء 26 شعبان 1429   العدد  13117
تنامي ظاهرة (نساء القاعدة الانتحاريات) في العراق هذا العام

بغداد د ب أ:

في غمرة التفجيرات الانتحارية التي تنفذها نساء في العراق لم يكن لأحد أن يستغرب أن يشهد الأحد الماضي تفجيرا آخر كان من المفترض أن تنفذه فتاة لم يتجاوز عمرها الخامسة عشر عاما، ولكن غير المألوف أن تستسلم الفتاة التي تدعى رانيا إبراهيم في اللحظات الأخيرة، بحسب بعض الروايات، إلى قوات الأمن العراقية.

وبغض النظر عن ملابسات الواقعة التي أعقبها اعتقال والدة الفتاة بعد أن أقرت ابنتها بأنها كانت ستنفذ بدورها عملية انتحارية أخرى، فلاشك أن العام الحالي شهد تناميا كبيرا فيما بات يسمى ظاهرة (نساء القاعدة الانتحاريات)، على الرغم من التحسن الواضح في الجانب الأمني في البلاد.

وتتضارب الآراء في العراق حول اتساع هذه الظاهرة فالجهات الحكومية ترى فيها إفلاسا لتنظيم القاعدة وعدم قدرته على تجنيد رجال لتنفيذ عمليات انتحارية سواء بسيارات مفخخة أو أحزمة ناسفة مثلما كان الحال في السابق، فيما يشير آخرون إلى أن عدم الاهتمام بقطاع المرأة وتلبية احتياجاتها جعل هذه الشريحة صيدا سهلا للجماعات المسلحة وخاصة تنظيم القاعدة. وبحسب تقارير حكومية وتحليلات إخبارية، استطاع تنظيم القاعدة اختراق النساء الفقيرات والبسيطات في المناطق النائية والفقيرة من العراق عبر اتباع أساليب (غسيل الأدمغة وسياسة الترهيب والتهديد وإشاعة أفكار تحريضية منها أن المرأة في العراق لم تحظ باهتمام الحكومة ومازالت تعيش أوضاعا مزرية). وتشير هذه التحليلات إلى أن تنظيم القاعدة يقوم في بعض الأحيان باختطاف آباء وزوجات بعض النساء لإجبارهن على تنفيذ هذه الأعمال مقابل إطلاق سراحهم أو استغلال النساء اللواتي قتل أبناؤهن وأزواجهن والاستعانة بهن في تنفيذ عمليات انتحارية من خلال تحريضهن على الانتقام والقصاص. وبحسب إحصائيات عراقية فإن أول عملية انتحارية نفذتها امرأة تابعة للقاعدة وقعت في بلدة القائم عام 2004 واستهدفت تجمعا لمتطوعي الأجهزة الأمنية. وتشير هذه الإحصائيات إلى أن إجمالي عدد ( نساء القاعدة الانتحاريات) وصل إلى 49 امرأة تتراوح أعمارهن بين 15 و35 عاما، منهن أكثر من 32 امرأة خلال العام الحالي، غالبيتهن في مدينة بعقوبة ذات الغالبية السنية.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد