Al Jazirah NewsPaper Thursday  28/08/2008 G Issue 13118
الخميس 27 شعبان 1429   العدد  13118
للرسم.. معنى
صلاح ذات بين التشكيليين
محمد المنيف

تلقيت رسالة رائعة كنت أتوقعها من أحد التشكيليين فجاءت من خارج المحيط ما جعلها أكثر وقعاً في نفسي لكشفها ما تحظى به الفنون التشكيلية من اهتمام غير المختصين فيها، هذه الرسالة التي بعث بها القارئ زيد غرم الله من الباحة تحمل تساؤلا كبيرا وضع القارئ به يده على الألم، حيث يقول في رسالته أن ما أشرنا به في زاويتنا السابقة يكشف وجود خلافات في ساحة الفن التشكيلي كما هي مختلف الأنشطة الإنسانية محليا وعالميا إلا أن سؤال هذا القارئ كان عن إصلاح ذات البين وأين المصلحين في ساحتنا التشكيلية، هذا السؤال الكبير والمؤلم يجعلنا نضع الواقع التشكيلي تحت المجهر لكشف أسباب الخلافات، منها اجتهاد البعض في كيفية طرح ردود فعلهم بالخطأ في التعبير فأثاروا الشقاق بين الأطراف، أما الأهم والأكثر خطورة فهم من يضع الزيت على النار أو يحمل لها الحطب، لذا فنحن بحاجة للإصلاح بين أفراد الأسرة التشكيلية من خلال حوار حضاري بالمكاشفة وتبيان الأخطاء، لإيقاف زحف من تخيلوا أن كل صيحة عليهم، المتعاملين مع النقد بمنظار العداء المبطن لعدم قدرتهم في الرد المباشر على ما ينشر بالصحافة مع علمهم أن ما يكتب فيه أمر مشاع يحق لكل من لديه رأي آخر أن يدلي بدلوه بشكل واضح ومباشر، ومع ذلك نتمنى لهم الهداية وأن نكون معا ممن يسعون لإصلاح ذات البين و يقبلوا سعي ومبادرات الآخرين فيها.. يقول عز وجل (لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا). وكما أوضحه رسولنا الكريم من خير هذه الخصلة بقوله صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة! قالوا: بلى، قال: صلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين). رواه الترمذي وصححه الألباني.

من هنا نعلن للأحبة أننا على استعداد للوقوف مع أي مبادرة تجمع أطراف اتسعت فجوة الخلاف بينها، و فتح حوار مع أي وجهة نظر تجاه موضوع (نقد) طرح في صفحات الفن التشكيلي بالجزيرة لنضع أمام القارئ والمثقف عامة والتشكيلي على وجه الخصوص آراءنا من مبدأ قبول الاختلاف ورفض الخلاف، ليدلي الجميع برأيهم ويسهموا في تحقيق الأهداف التي نعي دورنا فيها ونثق بمستوى طرحنا لها. وقبل أن نختم نذكر ما قال العرب قديماً (الشرف التغافل) ونختم بالمسك من رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (... مَا زاد الله عبداً بعفو إِلاَّ عزاً...) بهذه العبارة المضيئة ندعو الله في هذه الأيام التي نستقبل فيها شهرا كريما أن يلهمنا العفو وأن يهدينا إلى الحق.



monif@hot mail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد