Al Jazirah NewsPaper Tuesday  02/09/2008 G Issue 13123
الثلاثاء 02 رمضان 1429   العدد  13123
خداع (المِلْكة)!
منيف خضير

لا أعرف شاباً طوال حياتي قرر الزواج بفتاة أقام معها علاقة محرمة، وحتى أكون منصفاً -ولكل قاعدة شواذ طبعاً- حتى أولئك الذين يرتبطون ببعضهم هاتفياً بعلاقات أثيرية لا يرغبون غالباً في الزواج من بعضهم، وأظن أن هذا الأمر محسوم تماماً بالنسبة للشاب، أما الشابة فقد تقع فريسة لحسن ظنها بزوج المستقبل الذي ينقلها - عبر الأثير- مباشرة إلى عالم خيالي جميل يهدف من ورائه إلى السيطرة على مشاعرها الرقراقة وتحقيق أهدافه المتنوعة التي يريدها سواء العاطفية منها أو (العفطية)، ولا تهم الأخطاء الإملائية والأسلوبية في هذا الموضوع فحتى حينما أردت أن أكتب (محرمة) كتبتها خطأًً (محمرة) فأعجبتني فكرة الأخطاء هذه تعالوا مثلاً إلى كلمة (مشاعرها) كدت أن أكتبها (معاشرها) ولكن الله ستر.

المهم نعود إلى موضوعنا؛ فالفكرة أن هذه العلاقات لا تنتهي بالزواج هذا فيما أعرفه عن الرجل، وإن كان الرجال قد تغيرت أفكارهم مع العولمة فلا أدري، لذلك تقع معظم الفتيات اللاتي يسلكن مثل هذا الطريق في شراك خطيئتهن وتدفع إحداهن الثمن طوال حياتها -في مجتمع لا يرحم-.

في الزميلة الرياض نشر يوم الجمعة 28-8-1429هـ تحقيق بعنوان (الفتيات ضحايا ما قبل الإشهار.. الخلوة الشرعية في فترة (الملّكة) مباحة شرعاً ومنكرة عرفاً. للمحررة نورة العطوي)، وقد تناول التحقيق ظاهرة الخلوة الشرعية للزوجين بعد عقد القران، والحقيقة أن هذه الخلوة شبيهة بخلوة ما بعد الخطبة والتي نجدها في كثير من المجتمعات في الدول المجاورة، ودائماً نشاهدها في المسلسلات العربية حيث يبدو زوج المستقبل في فترة الخطوبة في أحسن حالاته الرومانسية، كذلك زوجة المستقبل تتخلى في تلك الفترة الذهبية عن رائحة (الكشنة) وتظهر في شكل جميل يختلف عن الأشكال الهندسية التي درسها الرجل طوال حياته، ثم تتحول العلاقة بعد الزواج إلى علاقة روتينية لا تخفى على متابعي تلك المسلسلات، وطبعاً أنا لا أحكم على الواقع من خلال المسلسلات بل أحكم على المسلسلات من خلال الواقع، كل ذلك إذا افترضنا أن الأمور بين الخاطبين تسير بشكل يؤدي إلى الزواج، ولكن الكارثة الحقيقية التي تحدث في فترة الخطوبة إذا كان الرجل يخطط لغير الزواج ولكم أن تتخيلوا الويلات التي تنتظر المخطوبة والحال كذلك.

وما يحدث عندنا في فترة (الملكة) مشابه تماماً لما يحدث في فترة الخطوبة عندهم، الفرق فقط في الغطاء الشرعي، لذلك من الغباء أن تكشف المرأة أوراقها كاملة في هذه الفترة الذهبية، يجب أن تبقي (الجوكر) للحظات المرتقبة، والرجل بطبعه يفضل المرأة التي تجعل غده أفضل من يومه ويفضل الترقب المثير على طريقة قصص ألف ليلة وليلة.

وفي حياتنا العامة وفي (التحقيق) آنف الذكر قصص ومواقف تدمي الفؤاد حدثت نتيجة أن الشابة لم تستطع إقناع فتاها بأن إكمال القصة في يوم الغد أفضل لاستمرار العلاقة فتعجلت في إنهاء القصة وفي نهايتها هي، ثم انتهت الحبكة! (لم أخطئ هذه المرة في كتابتها!).

ولنا أن نتساءل بكل صدق:

أين دور الأم؟

لماذا لم تثقف فتاتها؟ هل اكتفت بعد الوليمة بفُتَاتِها؟

ألم تقع كثير من الفتيات في مشكلات لا حد لها بسبب الثقة المفرطة، في غياب من الأم والعائلة.

وطبعاً الأم تتحمل المسؤولية الكبرى باعتبارها الأقرب إلى البنت ومكمن أسرارها.

والفتاة الذكية يجب ألا تثق برجل يطلب منها الفصل الأخير قبل الفصل الأول، فمتعة كل قصة أن نقرأها بالتدريج من أولها إلى آخرها، أليس كذلك؟.



Mk4004@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد