Al Jazirah NewsPaper Tuesday  02/09/2008 G Issue 13123
الثلاثاء 02 رمضان 1429   العدد  13123
سامحونا
وداعاً سفير الأخلاق الرياضية
احمد العلولا

أكاد أجزم أن الكرة من وجهة نظري الشخصية ستكون بدون طعم أو لون وحتى رائحة.. ونكهتها سوف تتوقف عند محطة اعتزال الفتى الذهبي.. نواف التمياط.. الذي قرر طلاقها - بالثلاث - وأعلن الرحيل بعد أن قدم الفن الكروي الأصيل لأكثر من 15 عاماً.. كان خلالها مضرباً للمثل كواجهة مشرقة حضارية للرياضي المثالي الذي أصبح كعملة نادرة الوجود.. وفي يقيني أن الانتظار سيطول كثيرا في بروز نجم بقامة نواف لعبا وخلقا.. لقد جادت ملاعبنا بالعديد من اللاعبين المبدعين المهرة.. وأحبتهم الجماهير الغفيرة.. كنا نتغنى كثيرا بلاعبي الوسط أمثال د. خالد التركي .. خالد الغانم رحمه الله.. عبدالعزيز الرزقان - يوسف خميس.. صالح خليفة.. صالح النجراني، وكان نواف التمياط امتداداً لتلك الكوكبة.. إلا أنه قدم شخصيته بصفة مغايرة واستثنائية.. والمتابع لسلوكه وتعامله مع الكرة داخل الملعب سيلمس بعين ثاقبة أن لذلك الفتى رؤية خاصة وحساسية متميزة.. تلك هي التي قدمته للجماهير داخل المملكة وخارجها على اعتباره (مودرن) جديد.. كان يقذف بالكرة على أساس أنها ليست (جلد منفوخ) يجب أن تلج الهدف! فالهدف أكبر وأسمى حيث ساهمت عقليته الناضجة منذ الصغر في أن ينتهج في حياته نمطا يستدل عليه كعنوان واضح المعالم.. لا بالمتعارف عليه (غير معروف لدينا).. ومن كان من قبل متابعا دقيقا لحركات وسكنات ابن (طلعة التمياط) سيدرك حتما أنه (الأنموذج) المختلف.. فقد وظف إمكاناته من مهارات وقدرات لحسن المعاملة والتعايش مع الآخرين من خصوم وجماهير معتبرا الرياضة ككل.. وكرة القدم تحديدا.. منبر توعية وإرشاد.. ولنشر رسالة المحبة والسلام!

.. لكن ما هي دوافع اعتزال نواف التمياط؟ وما مدى تقبل الوسط الرياضي لها؟

أعتقد أن ملاعب السعودية ستبقى شاهدة للأبد على أن نواف التمياط اللاعب الأول.. الأكثر عرضة للإصابات المتلاحقة.. وهي التي دفعته لقرار الاعتزال.. ولعل الفئة الجماهيرية الأكثر عشقا للأداء الممتع.. وممن هم من أصحاب الذوق الرفيع.. سوف تعلن (تضامنها) مع خطوة التمياط وتقرر هي الأخرى عدم المتابعة لاحقاً حتى موعد ظهور نجم يسير على خطى نواف سفيراً للأخلاق الرياضية والذي لم يكن ذات يوم يلعب الكرة من أجل الكرة!!.. لذلك كان يرفض كل التوصيات التي قدمت له مجانا.. تلك التي تحثه على ضرورة الالتحام القوي واللجوء تارة للعنف بهدف حماية نفسه من السلوك العدواني لدى عدد من اللاعبين الذين حالت قدراتهم عن مواجهته والحد من خطورته.. فكان اللجوء إلى استخدام تلك الأساليب -سلاح العاجزين- الأمر الذي أدى إلى إصابته عشرات المرات.. وهي التي ساهمت في استعجال قرار الاعتزال.. الآن.. وقد قالها.. نواف.. وداعاً.. فماذا نحن قائلون؟لعل كلمات الشكر والتقدير على ما قدم نواف طيلة سنوات العطاء الفني الكروي المتميز والأصيل ستكون متواضعة جداً.. وبقدر ما ستبقى قلوبنا عامرة بحب نواف الخلق الرياضي وتاريخه المشرف.. فإننا نتطلع ليوم تكريمه بالصورة اللائقة لمكانته.. والعشم بالإدارة الهلالية التي تعتبر غنية بسجلاتها الحافلة خصوصاً في ميدان التقدير والاحتفاء برموزها.. ونواف أحدهم.. فإن مسك الختام بالنسبة له سيأخذ شكلا وبعداً متميزاً.

ولعل آمالنا هي الأخرى كبيرة في تصوراتنا لمستقبل نواف العطاء والإبداع بأن يضع بصمة له في إدارة شؤون مدرسة كروية هلالية تستفيد من تجربته وخبرته الرياضية ليقدم للوسط الرياضي باكورة إنتاج جيل جديد متمكن من السير في الدرب الذي رسمه نواف لشخصيته بحيث نشهد في المستقبل القريب مولد أكثر من نجم يذكرنا بما كان عليه فتى التمياط الذهبي. وسامحونا!!

سقوط طائرة سعودية في البحرين

فجأة.. توقف أحدهم عند قناة البحرين الرياضية.. وكان لاعباً سابقاً في الكرة الطائرة.. فقال: أرجوكم السماح بمشاهدة مباراة ختام البطولة الخليجية الحادية عشر للشباب.. طرفاها البحرين المستضيف والكويت.. كانت بحق في غاية الإثارة.. وقد حسمها الأخير لمصلحته 3-2..

.. انقسم الحضور المشاهد -وكنت أحدهم- إلى فئتين.. الأولى -وهي الأكثرية- تعتقد أن البطولة قد حسمتها الطائرة السعودية لمصلحتها.. والأبطال يترقبون النهاية وإعلان مراسم التتويج.. وأعينهم تتجه نحو السجادة الحمراء (إيرانية الصنع) لبسطها على أرض الميدان لتكون أقدامهم هي أول من تسير عليها في طريق الصعود لمنصة التتويج!!

لكن فئة الأقلية الأخرى التي كانت تتابع أحداث المباراة قد أجمعت على أن البطولة ذهبت للمنتخب الإماراتي إذ استشهدت بفرحتهم في المدرجات مع كل تقدم كويتي.. والذي قدم الفوز هدية متواضعة.. وبالفعل.. ما إن مدت السجادة.. إلا وكان منتخب الإمارات يتقدم الحضور.. وجاء منتخب عمان وصيفا له والبحرين ثالثا!

يا ساتر!!

أين منتخبنا؟.. وما المرتبة التي احتلها خليجياً؟

أعلن المذيع الداخلي أن الكويت رابعاً!!

وكانت خيبة الأمل للطائرة السعودية التي وجدت مكانا لها في المركز قبل الأخير الذي كان من نصيب قطر بخسارته جميع مبارياته!التفت إلى اللاعب الدولي السابق وسألته عن مسببات الفوز بالمركز غير اللائق.. فقال: هناك عدة أسباب.. في مقدمتها سوء اختيار اللاعبين من قبل المدرب الأجنبي الذي لم يشاهد سوى الفرق الشهيرة كالهلال والأهلي والاتحاد.. وربما لم تتح له فرصة الوقوف على مستوى القدرات الشابة المؤهلة الموجودة في أندية الظل خصوصا الموج من الخبراء الذي فاز ببطولة المملكة.. ولم يتم اختيار أي لاعب تقديرا له من أمثال النجمين الطاسان والسحيباني! بعيدا عن بحث مبررات سقوط الطائرة السعودية في بطولة البحرين إذ سنكون في انتظار نتائج (الصندوق الأسود) علينا واجب استشعار الخطر القادم وذلك قبل وقوع الفأس على الرأس!! وسامحونا!!

سامحونا.. بالتقسيط المريح!

* مواجهة إيران السبت القادم سوف تختلف جذرياً عن ودية قطر.. والمطلوب أولاً مؤازرة جماهيرية كبيرة.

* على مدار بطولة الخليج للسباحة الـ19 التي اختتمت في أبوظبي مؤخراً كان اتحادنا السعودي للسباحة يزود الإعلام بحصيلته من الميداليات دون الإشارة لما حصدته المنتخبات الأخرى.. وفي النهاية.. كانت الضربة القاسية.. فالكويت اختطفت ما نسبته 85% من مجموع الميداليات العام!!.

* ثقافة العمل التطوعي (شاهدوها) في أولمبياد بكين لألعاب ذوي الاحتياجات الخاصة الذي سينطلق السبت المقبل، حيث سيشارك 44 ألف متطوع ينتمون إلى 27 دولة تم إعدادهم منذ ثلاث سنوات للعمل في خدمة الرياضيين من تلك الفئة وبدون مقابل!!.

* هناك أياد خفية تمارس العبث القائم في نادي القادسية.. لذلك من المحتمل جدا توقف المهرجان الرمضاني لأول مرة والذي اشتهر به النادي النموذجي دون بقية الأندية!.

* لأن إقامة مهرجان اعتزال للاعب الدولي السابق أحمد جميل سيكون من ثامن المستحيلات.. فقد تم تكريمه منذ أيام في مكة المكرمة بمباركة من عدد من زملائه اللاعبين القدامى وقدمت له عدة دروع تذكارية!.

* رائد التحدي سوف يطرح منتجاً جديداً لجمهور الممتاز هذا الموسم بمسمى (برنس) الكرة القصيمية.. إنه اللاعب طارق الشريف.. فقط (تابعوه) جيداً.. ثم لكم الحق في إبداء الرأي بخصوص مستواه.. شخصياً.. أشاهد الطريق مفتوحاً أمامه للانضمام للمنتخب وبجدارة.

* الرياض.. بداية متواضعة جداً.. ويا خوفي عليه من آخر المشوار.

* سلام.. سلام.. يا مجزل تمير.. هذا النادي المكافح الذي يرفع شعار (قادم.. وبقوة) ولا عزاء لغيره من الأندية النائمة!.

وسامحونا!



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6605 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد