Al Jazirah NewsPaper Thursday  04/09/2008 G Issue 13125
الخميس 04 رمضان 1429   العدد  13125
أوتار
بذور التربية
د. موسى بن عيسى العويس

خطوة أعتقد أنها في الاتجاه الصحيح خطتها (وزارة التربية والتعليم) مع فئة معينة من شريحة الطلاب والطالبات تكالبت عليهم ظروف مختلفة، ولم يستطيعوا إثر ذلك التكيف مع المتغيرات، لتقدح في أذهان قيادات الوزارة فكرة إنشاء مؤسسة (تكافل) الخيرية، ذات الطابع الإنساني، لتنتشل هذه الفئات، وتدفع بهم مع غيرهم إلى معترك الحياة بكل عزيمة وإصرار.

* مسعى تربوي هادف من المسؤولين، دفعهم إلى ذلك وشدّ من أزرهم بيئات مدرسية متفاعلة مرشّحة لأن يستنبت فيها مثل هذا العمل المؤسسي على أكمل وجه، فالجميع يعرف أن التربويين مصادر خبرة في هذه الجوانب، والميدان غني بالكفاءات التي أدارت ولازالت تدير كثير من المؤسسات والجمعيات والصناديق الخيرية المنتشرة في هذه البلاد، ومن المؤكد أنهم سيكونون أول الملتفتين إلى هذه المؤسسة التي قدر لها أن تنشأ في محاضن أعمالهم، وأن تجد منهم التفاعل الكامل والمطلق، لاسيما وهم أقرب الناس وأكثرهم شفقة وحنانا وتعاطفاً مع هذه الفئات التي تعثرت بهم سفينة الحياة، منطلقين في هذا المشروع من منطلق رسالتهم الدينية، والتربوية، والوطنية، والاجتماعية في توجيه المجتمع، والأخذ بأيدي أبنائه وبناته - مهما واجههم - إلى مدارج الكمال، يحدوهم في ذلك أمل كبير، وثقة بلا حدود على عيشهم - إن شاء الله - في بيئة أكثر أمنا واطمئنانا وتطلعاً إلى المستقبل بروح يملؤها التفاؤل، ويعمرها الإيمان واليقين.

* لا أحد يجهل - فيما يبدو- أن هذه المؤسسة الفتيّة سبقتها جمعيات ولجان أسهمت في رعاية بعض الطلاب (ذوي الاحتياجات المادية)، لكنها لم تكن من التنظيم والجودة والرعاية والمتابعة ووضوح الأهداف مايؤهلها للاستمرار والصمود، لكنها كانت النواة الأولى التي استطلعت حجم المشكلة، وحاولت بشتى الوسائل أن تعالج ما استطاعت معالجته ومتابعته، رغم الإعاقات والإشكالات التي أعاقت سبل تطويرها، بل أدى إلى توقف بعضها. من هنا جاء الموافقة من وزارة (الاجتماعية) على إنشاء مؤسسة رسمية، تلبي هذه الاحتياجات، في إطار تنظيمي وآليات دقيقة وواضحة، في التنفيذ والمتابعة والمراقبة.

* إن أهم مايميز هذه (المؤسسة الخيرية) أنها ستكون محط ثقة كبيرة من رجال الأعمال، ووجهاء المجتمع، وقيادة هذا البلد المعطاء، بوصف هذه المؤسسة ستخضع بالكامل في جانبها التنظيمي والرقابي والمحاسبي تحت مؤسسة حكومية اعتقد أنها أول وزارة - باستثناء وزارة الشؤون الاجتماعية - التفتت مع منسوبيها إلى مثل هذا المشروع الذي سيتلوه مشاريع أخرى سيشهدها المجتمع ويقطف ثمارها، وخاصة إن بدأت وهو المتوقع من حيث انتهت إليه تجارب غيرهم وخبرتهم في هذا المجال. أملنا أن تكلل الجهود بالنجاح، وان هذه الفئات ثمرة هذا العمل. ا - ه



dr_alawees@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7789 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد