Al Jazirah NewsPaper Thursday  04/09/2008 G Issue 13125
الخميس 04 رمضان 1429   العدد  13125
هذرلوجيا
ينبشون قبور الأجداد
سليمان الفليح

حسناً فعلت قناة mbc التلفزيونية بإيقافها أو تأجيل عرض المسلسل البدوي (فنجان الدم) كما أعلنت من موقعها الالكتروني وذلك لأنه يتناول مشاكل وخلافات عائلات كريمة لم تزل تعيش بيننا ونسي أحفادها وأولادها تلك الخلافات والمشاكل التي كانت قائمة قبل توحيد هذا الكيان العظيم على يد موحده العظيم عبد العزيز بن عبد الرحمن طيب الله ثراه.

وكان من الحسن بل ومن الضروري أن توقف محطة أبوظبي التلفزيونية مسلسلها التي بثت أولى حلقاتها في اليوم الأول من رمضان، ذلك المسلسل الذي يحمل عنوان (سعدون العواجي) وذلك لما يثيره هذا المسلسل من حزازات ونعرات انتهت أيضاً بالوحدة المباركة.

وما زال أبناء وأحفاد أبطال هذا المسلسل التاريخي يعيشون بيننا بكل محبة واحترام ووئام بل إنني سمعت أبناء الخصوم سابقاً أو بالأصح أحفادهم (يتمازحون) في مجلسي بقولهم ماذا لو رأينا المسلسل وثارت النعرات القبيلة بيننا فهل نتقاتل اليوم أمامك يا أبا سامي انتصاراً للأجداد؟

وكانوا يسخرون من هكذا مسلسل لا يضيف شيئاً لتاريخ آبائهم المجيد بقدر ما يذكر الأجيال (اللا واعية) بالعداوات التي كانت بسبب المرعى والمورد والتي انتهت بحمد الله حينما أصبحنا كلنا (حضراً) وأبناء وطن واحد ونأكل من طبق واحد ونعمل في دائرة واحدة كموظفين، نعمل من أجل الوطن لا من أجل القبيلة التي كانت حياتها تعتمد أصلاً على السلب والنهب والاقتتال، أي أن وظيفتهم الأساسية كانت تعتمد على هذه الأعمال لأن عرف الصحراء يقول ان لم (تَغزو تُغزى) أو كما يقول الشاعر الكبير سعد جدلان الأكلبي:

يا غازي أما أخذت الناس والا خذوك

تبي المجد مشي والازحف والاحبي!

وأقول من الحسن أيضاً لو أوقف مسلسل (عودة بن تايه) زعيم قبيلة الحويطات الشهير وذلك لأن المسلسل يثير الحساسيات والحزازات بين القبائل العربية التي كان لها تماس حربي مع تلك القبيلة التي ينتمي جزء كبير منها إلى المملكة وينتمي جزؤها الآخر إلى المملكة الأردنية الهاشمية.

وأقول كان من الحسن أيضاً لو أوقف مسلسل (نمر بن عدوان) لذات الغرض وأيضاً كان من الحسن أيضاً لو أوقف المسلسل الذي كان يحكي قصة الفارس العنزي مجول المصرب مع الليدي دغبي والذي عرض قبل عدة أعوام.

***

أما دواعي المنع التي تتمناها فلأن الذين كتبوا هذه المسلسلات لا يعرفون مدى تأثيرها بل لا يعرفون حقيقة أبطالها لأنهم يعتقدون أن هذه القصص موغلة في القدم أو هي خيالية ولا يدركون أن أبناء أبطال تلك المسلسلات لم يزالوا على قيد الحياة وبمقدورهم مقاضاتهم على تشويه تاريخ أجدادهم وآباءهم بل الإساءة إلى تاريخهم المجيد المليء بالبطولة والكرم والشجاعة وإقحام الخيانة والنذالة والمؤامرات التي لا يعرفها مجتمعنا البدوي الذي يحرص على القيم النبيلة العظمى.

***

بقي أن أقول أن حلمنا الكبير هو عمل فيلم ضخم عن موحد الجزيرة العربية، شريطة أن يكتبه ويشرف عليه رجال ثقاة لهم إلمام بالتاريخ والإعلام والاجتماع، ولكن ولحكمة في أنفس أبنائه الكرام حتى مثل هذا العمل التاريخي النبيل لم يسمحوا بعد بتنفيذه احتراماً لمشاعر الآخرين إذن كيف يعبث هؤلاء المنتفعين من الكتاب بقبور الأجداد ومن يوقفهم إذن؟



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7555 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد