Al Jazirah NewsPaper Thursday  04/09/2008 G Issue 13125
الخميس 04 رمضان 1429   العدد  13125
لا تقلدوا غير المسلمين في أعيادهم

تعقيباً على ما نشر في عدد الجزيرة يوم الاثنين 24-8-1429هـ العدد 13115 ما كتبه الأخ فايز الشراري حول عيد الميلاد حيث قال بأنه لا يرى في ذلك حرمة وعبر بقوله إنه غير محتاج في هذا الأمر إلى فتوى فهو من الأمور المباحة وعلى حد قوله إنه لا يحتاج أن ينتظر أن يأتي أحد يبيحها له..... إلخ.

وأود أن أعقب بوجهة نظري حول هذا الموضوع أقول ماذا بقي لنا من هويتنا كمسلمين إذا كل شيء استسقيناه من الغرب فأصبحنا فقط متلقين مقلدين لكل تقاليدهم وعادتهم ولباسهم وتصميم بيوتهم وطريقتهم في الأكل والشرب.. إلخ. قال الرسول صلى الله عليه وسلم (لتتبعن سنن من كان قبلكم خذوا القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا أي (الصحابة) يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال (فمن) أي فمن غيرهم. وعن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلهن في النار إلا واحدة قالوا وما تلك الفرقة قال ما أنا عليه رواه الطهراني في الصغير.

وعن عون بن مالك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وسبعون في النار وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة والذي نفس محمد بيده لتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة فواحدة في الجنة واثنتان وسبعون في النار).. إذاً ماذا بقي لنا كي يميزنا كمسلمين عنهم فإذا كل أفتى لنفسه فما تشتهي نفسه فهو حلال وما لا تشتهي فهو حرام فسوف نضل!.

وهذا تحذير من سيد البشر من اتباع اليهود والنصارى وتقليدهم فمن تشبهه بقوم فهو منهم. ونحن كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر.. فحينما نستقي جميع عاداتهم ونطبقها فنحن نطمس بذلك هوية وديناً ونجعل مكانها هوية أخرى ولو كان الاحتفال بعيد الميلاد حلال لكان أولى أن نحتفل بعيد أكرم البشر (محمد) صلى الله عليه وسلم، وإذا فتحنا الباب على مصراعيه لهذه الأعياد فنحن لن نخلص، فهناك أعياد كثيرة منها عيد الحب وهو عيد قسيس للأسف أصبح المسلمون يحتفلون به تقليداً ومحاكاة!! أو يستحق هذا القسيس أن يذكر لو مجرد الذكر في بلاد المسلمين.

وأنا لست هنا في مجال الفتوى فالحمد لله الفتوى لها أهلها وهم أهل لذلك ولكن هذا شيء عرفناه وعرفنا أن الرسول حذرنا من تقليد اليهود وحذرنا من هذا الزمن الذي سوف نقلد فيه اليهود في كل شيء!!!

جدير بنا نحن المسلمين أن نقف وقفة واحدة أمام كل شيء يغير علينا ديننا ويلبس علينا أكثر الأمور التي عرفنا أنها حرام فنشكك في حلالها أو حرامها لنتمسك بالدين وسنة الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال: (تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك)، فالرسول أدى الرسالة وبلغ الأمانة وحذرنا من مغبة تقليد اليهود والنصارى.

جواهر عبدالله الكنعان - الرياض



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد