Al Jazirah NewsPaper Friday  05/09/2008 G Issue 13126
الجمعة 05 رمضان 1429   العدد  13126

في حديثه عن صيام العين
الشيخ القرني: العين منفذ للقلب وباب للروح وهذه ثمرات صيامها

 

للجوارح صيام ومن تلك الجوارح العين، فكم منا من يصوم عن الأكل والشرب والنكاح لكنه يطلق بصره في المحرمات حول ذلك الموضوع المهم للشيخ الدكتور عائض بن عبدالله القرني حديث بين في بدايته ماذا يعني صيام العين؟!.

إغماضها عن الفحشاء

فقال صيام العين غضها عن الحرام وإغماضها عن الفحشاء وإغلاقها عن المناهي واستشهد بقوله تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ، وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} وبين فضيلته أن العين منفذ للقلب وباب للروح وذكر قول الشاعر:

وأنا الذي جلب المنية طرفه

فمن المطالب والقتيل القاتل

وقال الشيخ القرني وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن علياً سأله عن النظر فقال: (غض بصرك).

مصائب

وعن المصائب التي يصاب بها من لم يحبس نظره بين فضيلته أن منها تشتت القلب في كل وادٍ، وتمزقه في كل أرض، فلا يقر له قرار، ولا يهدأ له بال، ولا يجتمع له شمل، فهو مطعون يئن ويشكو من فعل العين سبب نظراتها وتلفتاتها. وكذلك إتعاب النفس وتعذيبها بفقد ما نظرت إليه وعدم تحصيله، فالنفس من فعل العين في حسرة وفي هم واضطراب.

وكنت متى أرسلت طرفك رائداً

إلى كل عين أتعبتك المناظر

أصبت الذي لا كله أنت قادر

عليه ولا عن بعض أنت صابر

إضافة إلى ذهاب العبادة وحلاوة الطاعة بإطلاق النظر، فقل على نور الإيمان السلام، إذا ما تأدبت العين، وصامت عن الحرام، ولا يجد ذوق الإيمان، ووجد اليقين إلا من غض بصره، وأطبق أجفان عينيه، وكذلك ثمة ذنب عظيم وإثم كبير جزاء وفاقا لما فعلت العين بالإعراض ولما هتكت من المحارم، وما وقع ساقط في الفاحشة إلا بعد إطلاق النظر، وضياع البصر، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، واستشهد الدكتور القرني بقول أحد السلف: أطلقت عيني مرة في حرام، فنسيت القرآن الكريم بعد أربعين سنة، جزاء من غض بصره عن الحرام أن يبده الله إيماناً يجد حلاوته في صدره، ثم نقل لنا الشيخ القرني أقوالاً قيلت عن العين فقال قالوا عن العين: هي رائد إذا أرسل صاد وإذا أنقيد انقاد، وإذا أطلق وقع بالقلب في فساد، وقالوا: إذا أفلت حبلها أوبقتك، وإذا أطلقت قيدها عذبتك، كما قال شاه الكرماني: من غض بصره عن الحرام وعمر باطنه بالتقوى، وظاهره باتباع السنة لم تخطئ له فراسة. وتلا قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ} في غض البصر.

ثمرات

وعن ثمرات وكرامات ومنافع حبس العين ذكر الشيخ القرني منها طاعة المولى جلت قدرته في أمره بغض البصر وحسبك بهذه نعمة وعزة في الدنيا والآخرة وسلامة القلب وعماره وجمع شمله وراحته واطمئنانه وسروره وفرحه والبعد عن الفتن والأمان من البلايا والتحرز من الخطايا. وكذلك الفتح على العبد منة الله بالعلم والمعرفة والتوفيق والسداد جزاء تقواه ومن ثمار حبس العين قال القرني إنها تورث فرقاناً من الله في قلوب العارفين ونور الباري في نفوس الصادقين يعطيه تبارك اسمه لمن غض بصره وأكد الدكتور القرني أنه إذا دخل رمضان طُلب من العين أن تصوم طاعة للحي القيوم، فكم للجوع من فضل على العين:

جزى الله المسير إليك خيراً

وإن ترك المطايا كالمزاد

مؤكداً أن الجوع يكسر جموع العين ويحبس خطاها ويقيد مداها ويضعف شهوة النظر ويطفئ حرارة البصر.

صيام البطن

وقال فضيلته لما أطلق العابثون أبصارهم وطفحوا بأعينهم وقعوا في براثن المعصية وفي أحابيل الفاحشة وبين أن من الناس من يصوم بطنه عن الشراب والطعام وترتع عينه في خمائل الحرام، فهذا الصائم ما عرف حقيقة الصيام.

نداء

وقال فلتصم عيوننا يا عباد الله عن الحرام كما صمنا عن الشراب والطعام، عل قلوبنا أن تصح وأرواحنا أن ترتاح قال تعالى: {وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً، مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلَا زَمْهَرِيراً}.

إدارة العلاقات العامة والإعلام بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد