Al Jazirah NewsPaper Friday  05/09/2008 G Issue 13126
الجمعة 05 رمضان 1429   العدد  13126
نبض المداد
قصور وتقصير
أحمد بن محمد الجردان

من المؤلم جداً أن ترى من لا يعرف أن يقرأ القرآن قراءة صحيحة في وقت تراه قد أخذ بحكم الأهمية لديه من علوم معينة نصيباً كبيراً!!, يا لها من مصيبة حقاً عندما تسمعه يقرأ القرآن حيث تجده يفتح المضموم ويضم المفتوح ويحرك الساكن ويسكن المتحرك وهكذا بل ويتعتع في قراءته للقرآن وكأنه قد أصيب بعلة في لسانه أفقدته روعة بيانه!!.

لا شك أن هذه مصيبة والمصيبة الأعظم أن ذات الشخص إذا كان يلقي الشعر أو يرويه أو يتحدث عن الأسهم أو ينشد أو يغني أو يقرأ نصوصا أدبية أو نقولات فكرية أو أي أمر من الأمور التي تقع تحت اهتمامه تجده مبدعاً لا يعرف التعته!!.

نتفق أن ذلك قصوراً لدى ذلك الشخص ولا أحد منا يعاب لأن لقصور (ما) لحق به لكن العيب كل العيب في التقصير وهو أن يمضي العمر ويبقى ذلك القصور دون علاج وذلك عين التقصير وخصوصاً أن ما نتحدث عنه ليس في أمر ثانوي!!.

ولو سألته عن قراءته للقرآن في صلاته تجده لا يجب وربما اكتفى بأنه سيتعلم قراءة القرآن بعد أن يفرغ من مشاغله ويا ليت شعري هل سيمهله الأجل حتى يفرغ من مشاغله ليتعلم القرآن؟!، ومن العجب الذي يكاد أن لا ينتهي أن ذلك المقصر في قراءته للقرآن إذا وجه ودعي إلى علاج ذلك تجده يبرر ذلك أنه يرى أنه ليس من المتخصصين في علوم القرآن وقراءاته!!، إضافة إلى أنه ليس بإمام للناس لست هنا أريد من أولئك تعلم علم القراءات بل أتمنى أن يقرؤوا القرآن القراءة الصحيحة!!

من العجب أن ذلك الجاهل بالقراءة الصحيحة للقرآن لو أن جهلة يتعلق باللغة الإنجليزية أو بالحاسب ونحو ذلك لوجدته يبذل قصارى جهده ليتعلم حتى يزيل جهله رغم مشاغله ولست هنا ضد تعلم هذه العلوم لكن لا يختلف اثنان أنها من المؤكد ليست أهم من تعلم القراءة الصحيحة لكتاب الله؟!

اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء همومنا وغمومنا وأحزاننا اللهم ذكرنا منه ما نسينا وعلمنا منه ما جهلنا وارزقنا تلاوته آناء الليل وآناء النهار على الوجه الذي يرضيك عنا.



amaljardan@gmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد