Al Jazirah NewsPaper Friday  05/09/2008 G Issue 13126
الجمعة 05 رمضان 1429   العدد  13126
حولها ندندن
خواطر معتمِرة
د. جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ

ارتبط الحَرَمان الشريفان في الزمن المعاصر ببلادنا السعودية المباركة، وارتبطت العمرة أكثر ما ارتبطت بشهر رمضان الكريم، لذا فإن الأفواج البشرية المسلمة تنهال في كل موسم حج أو عمرة على بيت الله الحرام ومسجد الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم.

ورغم أن المعتمرين في ازدياد ولا سيما بعد التوسعات الجديدة المستمرة، إلا أن الأمر كان حتى الزمن الماضي القريب في حدود المعقول والمحتمل، حتى أن المشاهد للحرمين الشريفين عبر وسائل الإعلام يتوقع أنه لم يعد هناك المزيد من الأماكن لمن يرغب في العمرة، ولكن حينما يقدر الله له أن يعتمر يجد أن بركة الحرمين تشمله وغيره فيلاحظ نوعاً من السعة المعقولة.

أما الآن وبالتحديد (بعد فتح تأشيرة العمرة على مدار العام) أصبحت العمرة والزيارة فيهما الكثير من الصعوبة، حتى الصلاة في الحرمين صرنا نفتقد فيها الروحانية والمتعة السابقتين حيث السباب والشتائم هما السائدان بين كثير من المصلين سواء رجالاً أو نساء، وهذا ما لا يريده القائمون على الحرمين وجميع ولاة أمرنا الكرام، لأن الهدف من كل هذه التوسعات المستمرة والتأشيرات الدائمة هو احتساب الأجر من الله تعالى ثم إرضاء المسلمين حكومات وشعوباً، ولكن هذا الهدف لم يتحقق كما هو مرجو حيث صار (كثير من الناس يصلون فوق بعضهم البعض) فافتقدوا الخشوع والسكينة المطلوبين.

ورغم أنه ضمن الإنجازات القديرة لحكومتنا المعطاءة تلك التوسعات العظيمة، إلا أن (التوسعة إذا لم تكن داخل الحرمين) فإنه لوحظ أنها لم تحقق كل أهدافها، حيث ينصرف معظم المصلين عنها، ويتزاحمون داخل المسجد، ولا يبقى في التوسعات المكشوفة إلا القليل من المصلين الذين يستغلونها فيما بعد للافتراش والأكل والشرب والنوم فقط في معظم الأحيان، وليس لها عندهم حرمة المسجد حيث يتوجب خلع النعال وعدم الدخول بالأمتعة وما أشبه ذلك، إضافة إلى أنها أصبحت ممراً وتسلية للمتسوقين والمتسوقات، مما زاد هذه القناعة عند المعتمرين والمصلين.

فالحل إذن هو (أن تدخل هذه التوسعات داخل المسجد) حيث تضمها الجدران والأبواب، ويستفاد من أسطحها أيضاً، فتحقق تلك التوسعات أهدافها ولا يذهب فيها التعب والتكلفة أدراج الرياح.

ومن ضمن الأمور التي تسهم في السعة والفسحة أيضاً، هو أن تصلي بعض النساء وكبار السن والمرضى والمعاقين في مساكنهم التي هي بجوار الحرمين لأن مكة كلها حرم وكذلك معظم المدينة المنورة، ولكن أنّى لهم ذلك وهم لا يسمعون صوت الإمام حتى لو كانت مساكنهم ملاصقة للمسجد؟! وهذا مما نرجوه من وزارة الحج والأوقاف وجميع المسؤولين عن خدمة الحرمين الشريفين وهو أن (يعاد رفع صوت الصلاة في الحرمين كما كان الأمر سابقاً)، ولا يعلم الناس سبب خفض الصوت إلى هذا الحد، فالناس لم يأتوا إلا للعبادة ولم يأتوا للفسحة أو السياحة، ومن يريد ذلك فليسكن بعيداً عن الحرم.

لعل هذه (الأمور الثلاثة المهمة) التي تشغل بال المعتمرين والمعتمرات تنال اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين التي ما فتئت تحرص على راحة زوار بيت الله ومسجد رسوله عليه الصلاة والسلام، وهي أمور سهلة التنفيذ تتمم الجهود العظيمة المستديمة التي تقدمها بلادنا لأمة الإسلام.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 9701 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد