Al Jazirah NewsPaper Saturday  06/09/2008 G Issue 13127
السبت 06 رمضان 1429   العدد  13127
المستهلكون يقننون موائدهم ويبحثون عن الأرخص
غلاء الأسعار يغير عادات المستهلكين ويوجهها بمؤشر الاحتياجات

«الجزيرة» - ندى الربيعة:

أدى غلاء الأسعار إلى أن يفكر البعض في توفير احتياجاته الرمضانية بما يتناسب وإمكاناتهم المادية، فالكثير منهم ودع المشتريات العشوائية وشراء المتطلبات غير الضرورية وإعادة تحضير قائمة إفطار جديدة بعيدة عمّا كان يحصل في السابق من إسراف وهذا يعد الوجه الحسن من أوجه الغلاء فهذه فرصة لتحسين عادات سيئة يتبعها الكثير من أبناء مجتمعنا وهي طفرة التسوق والشراء العشوائي المبالغ فيه.

وفي جولة ميدانية داخل أسواق السوبر ماركت قالت أم يزيد: إنها لا تعترف بشيء اسمه مقاضي رمضان ذلك لأن مائدتها في الأيام العادية تقريباً هي نفسها مائدة رمضان وتضيف (حينما أرى الأسعار أتراجع فورياً عن الشراء لأن دخلي ضعيف ولا أستطيع مجاراة تلك الأسعار فأنا اكتفي بالمتطلبات الضرورية فقط خصوصاً مع موجة الغلاء التي تجتاحنا بشكل غير طبيعي، ويزعجني كثيراً ما أراه في الأسواق من إقبال الناس على شراء مواد غذائية بكميات هائلة حتماً لن تستهلك في شهر واحد وربما سينتهي شهر رمضان والأشهر التالية ولن تستهلك وحتماً سيكون مصيرها سلة المهملات).

أم أحمد (معلمة) تحدثت عن موجة الغلاء في رمضان التي استفادت منها كما تقول: (الغلاء له جانب سيئ ولا يخفى على أحد فأنا كموظفة ودخلي متوسط بالكاد أستطيع أن أوفر المتطلبات الأساسية مثل الحليب والرز والزيت وغيرها الكثير أما الجانب الحسن للغلاء فتعلمنا منه الاقتصاد والبعد عن شراء الحاجيات غير المستهلكة والاستفادة من الصيام والشعور بمعناه الحقيقي حتى تتطهر أجسامنا من كثرة السموم التي نتناولها من المقليات والسكريات مما جعلنا نفكر بغيرنا من الفقراء).

بدورها تنازلت أم عبدالله (ربة منزل) عن الكثير من المواد التموينية غير الضرورية وذلك بسبب ارتفاع الأسعار وتقول: (في السابق كنت اشتري جميع متطلبات رمضان بالكرتون لإعداد وجبة إفطار مميزة أما الآن مع هذا الغلاء الفاحش وبعد عودتنا من الإجازة وقضائها خارجاً لم أعد أستطيع شراء غير المتطلبات الأساسية وبعدد محدود بالكاد يكفي هذا الشهر الفضيل وتنازلت كذلك عن كل منتج عالي الجودة والقيمة واستبدلته بمنتج أقل قيمة).. وتتوقع أم عبدالله لو أن الأسعار عاودت النزول لترجع إلى عادة الشراء.

بندر العتيبي مرتبه الذي لا يتجاوز الثلاثة آلاف يشتكي من نار الأسعار وعدم قدرته على توفير المتطلبات الغذائية في رمضان ويقول: (من غير المعقول أن أفكر بشراء الكميات البسيطة فمثلاً علبة شوربة أو اثنتان طوال الشهر لا تسد حاجة عائلتنا المكونة من عشرة أشخاص فلا بد من شراء حاجياتنا بكميات وفيرة حتى نستطيع توفير وجبة إفطار كافية فمهما حاولت أن أقتصد فأنا لا أستطيع؛ لدي عائلة كبيرة ونستهلك المواد التموينية بكثرة ويجب أن يكون هناك مراعاة لظروفنا من قبل التجار).

الغلاء عمَّ العالم كما يقول أبو محمد وهذا ليس ذنب التاجر أو المستهلك لكن المشكلة أن المواطن أصبح دخله ثابتاً والأسعار مرتفعة وهذا سبب عجزاً لدى المواطن ويضيف: أحاول البحث عن المنتجات المخفضة بين الأسواق التجارية مع العلم أن الفارق بينها ربما لا يتجاوز مجملها ثلاثين ريالاً ولا تساوي شيئاً عند مشتريات قيمتها ألف ريال، وربما يتعداها بكثير، (فأنا مجبر على الشراء وعن هذه السنة اختلفت الميزانية وأصبحت أبحث عن أي منتج ضروري رديء لأنه رخيص وهذا هو باعتقادي الحل البديل لمواجهة الغلاء نبحث الآن عن الضروريات وبالكاد نستطيع فلا مكان للكماليات، وبالنسبة للمائدة الرمضانية ففكرنا في التنازل بدل أن تكون خمسة أصناف على المائدة أصبحت ثلاثة أصناف فقط).

ويرى أبو محمد أن من بين الحلول تدعيم السلع الضرورية أو تأسيس جمعيات غير ربحية كما في إحدى دول الخليج فكما يقول: نحن في أزمة.

وبسؤال عن مدى قوة الشراء وإقبال الزبائن وهل هناك تقنين من المشتريات بحكم الغلاء أم لايزال الوضع على ما هو عليه قال الأستاذ محمد أبو الفتوح (مدير مشتريات بأحد الأسواق التجارية): (أسعار بيع المنتجات المستهلكة في رمضان هذه السنة لم تختلف عن أسعار العام الماضي والزيادة نتيجة لارتفاع اليورو وكذلك الاستهلاك لم يتغير ونمو المبيعات ناتج من الزيادة السكانية ونسبة الهجرة من مدن صغيرة إلى الرياض وصحيح أنه يوجد إقبال على بعض المنتجات عن أخرى ولكن لم تقل المشتريات والمبيعات).

ومن جهة أخرى يقول أ.مفرح العنزي (مشرف صالة المبيعات): إنه بوجود منافسين وكثرة الأسواق التجارية توزع المستهلكين وأصبحوا يبحثون عن السعر الأقل قبل جودة المنتج ففي السابق يأتي الزبون ويتجه إلى حاجته ولا يسأل عن القيمة أما الآن فأول شيء يبحث عنه هو القيمة فبالتالي هناك تقنين بعدد المواد المستهلكة وهناك نسبة يتجهون للبديل بحثاً عن السعر الرخيص.

ويضيف الأستاذ العنزي أن هناك شكاوى ومشاكل بسبب الغلاء من الزبائن الذين ليس لديهم علم أو إلمام بالسعر مسبقاً وبنفس الوقت يأتون زبائن على علم بالأسعار مسبقاً لمتابعتهم مؤشر الأسعار الذي وضعته الأمانة.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد