Al Jazirah NewsPaper Saturday  06/09/2008 G Issue 13127
السبت 06 رمضان 1429   العدد  13127
الغرض واحد.. حفظها وتشميلها جمالياً
من كنز التمور بـ(الجصة).. إلى كنزها بالطرق التقليدية والتقنية الحديثة

في الماضي، كان أهلونا يعتمدون بشكل كبير على التمور كوجبة رئيسة تمدهم بالسعرات الحرارية اللازمة لمتطلبات أعمالهم اليومية الشاقة. كانت طرق الحفظ والعبوات المستخدمة بسيطة ولكنها تفي بكثير من الاستخدامات المناسبة في تلك الظروف وحسب الإمكانيات المتاحة. من أمثلة الأوعية التي كانت تستخدم في نقل التمور وهي المخرف، الزبيل، والقلّة.. ومن المخازن التي كانت تستخدم لحفظ التمور الجصّة (المدابس).

الجصة كانت هي الحل الأمثل وكانت جديرة بالاعتناء بسبب ما تؤديه من دور رائع يقوم على حفظ التمور من كل الشوائب ولأطول فترة ممكنة.. ولهذا فيصعب أن نجد بيتاً واحداً في نجد يخلو من هذا البناء الصغير المتكفل بحفظ التمور... لقد كانت طريقتهم في بناء هذه الجصة رائعة وجميلة ومميزة إذ أنهم قاموا ببنائها بالطين المنقى من الشوائب حتى يتم إحكام إغلاقها من الفتحات ومن ثم قاموا بطليها من الداخل بالجص الأبيض حفاظاً على التمور من الاتساخ أو أن تعلق بالطين.. الجصة تأتي في الغالب بطول الإنسان وفتحةُ بابها تكون في متناول أيديهم ليسهل عليهم طريقة إنزال واستخراج التمور.

أما طريقة إنزال التمور... فهم لا يضعون في الجصة شيء حتى ينتهي وقت الصرام عندما يكون التمر قد نضج بالكامل وبدأ يميل إلى القسوة... يأتون به ويقومون بإنزاله على شكل دفعات حتى تمتلئ الجصة... وبعدها يُحضر إناء من الماء وحجمه يكون على حسب رغبة صاحبه ثم يبدؤون برش التمر داخل الجصة وهناك فتحة صغيرة جداً أسفل الجصة يخرج منها ما يفيض من ذلك الماء ليعاد من جديد ويصب على التمر حتى يشربه بالكامل.

بعد ذلك تبدأ مرحلة الرص بوضع حصير فوق التمر داخل الجصة ويرص بعدد من الأحجار وعددها يكون على حسب رغبة صاحبها.

ثم يتم إحكام إغلاقها ومتى ما إحتاج صاحب المنزل أن يأكل منها أو أن يكرم ضيوفه يقوم بفتحها وأخذ شيء يسير منها ومن ثم إغلاقها من جديد..

الكنز أو الضمد من الطرق المهمة في حفظ التمور وتعد طريقة مثلى لتخزين التمور بشكل يحفظ قيمتها وذوقها بل لإعطائها شكلاً جذاباً، ولذلك يعمد الناس على ضمد أو كنز التمر حتى يطول عمره ويكون معداً للأكل في أي وقت.

وأما حالياً فيمكن حصر طرق تعبئة وتصنيع التمور في ثلاث قطاعات رئيسة وهي قطاع التعبئة التقليدية، قطاع تعبئة التمور بالتقنية الحديثة، وقطاع تقنية الصناعات التحويلية للتمور. وتنتشر الطريقة الأولى بين عدد من المستهلكين وبعض مزارعي ومنتجي التمور وهو ما يطلق عليه كنز التمور، وتتلخص هذه الطريقة في تنظيفها بالماء، ثم تجفيفها تحت أشعة الشمس ومن ثم تعبئتها في أكياس بلاستيكية وأخيراً كبسها وتخزينها بوضع أثقال عليها. ولقد أدخلت التقنية الحديثة لإنتاج التمور المعبئة من خلال خطوط الإنتاج المختلفة من فرز وتنظيف وتجفيف صناعي وتعقيم وكبس، وتعبئة.

وفي السنوات الأخيرة بدأ قطاع إنتاج المشتقات التحويلية للتمور وذلك للاستفادة من تمور الدرجة الثانية حيث تشمل خطوط الصناعات التحويلية للتمور التي أنتجت عدداً من المنتجات منها الدبس، المربى، عجينة التمر، عصير التمر، عصير التمر الفوار، الخل، الكحول الطبي، الرحيق، وغيرها.

لظروف نقل وتخزين التمور دور رئيس في المحافظة على جودة التمور في مراحل نضجها المختلفة في عمليات النقل. من المهم مراعاة الخواص الميكانيكية للتمور وتجنب الخدوش والتمزق وغيرها من أضرار ميكانيكية. هذا بالإضافة إلى التحكم في درجة الحرارة والرطوبة النسبية للتمور المنقولة في عمليات التخزين. ومن المهم مراعاة توافر ظروف التخزين المناسبة للتمور، هذه الظروف قد تشمل درجة الحرارة، الرطوبة النسبية، نسب غازات CO2 وO2. وهناك عوامل أخرى خاصة بالتمور (الصنف، مرحلة النضج، مشتقات التمور) وأخرى خاصة بطريقة التصنيع والعبوات المستخدمة، بالإضافة إلى فترة التخزين و درجة الحرارة والرطوبة النسبية ونسب الغازات خاصة ثاني أكسيد الكربون والأكسجين تلعب دوراً هاماً في التحكم في العمليات الحيوية للثمار، بالإضافة إلى تأثيرها على الأنشطة الإنزيمية والميكروبية.

لذا فيتحتم تحديد الظروف المثلى المؤثرة على جودة التمور المخزنة وبالتالي تقدير فترة صلاحية التمور عند ظروف تخزينية مختلفة.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد