Al Jazirah NewsPaper Saturday  06/09/2008 G Issue 13127
السبت 06 رمضان 1429   العدد  13127
خطبة الجمعة: الإنسان بلا قرآن كالحياة بلا ماء ولا هواء

مكة المكرمة - عمار الجبيري

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم المسلمين بتقوى الله عز وجل فإنها الزاد وبها المعاد زاد المبلغ ومعاد المنجح.

وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها يوم أمس في المسجد الحرام (لئن كان شهر رمضان المبارك شهر صيام وصدقة وتهجد وقيام فإنه كذلك شهر القرآن والفرقان).

أنزل الله القرآن نورا لا تطفأ مصابيحه، وسراجا لا يخبؤ توقده ومنهاجا لا يضل نهجه، وعزا لا يهزم أنصاره؛ فهو معدن الإيمان وينبوع العلم وبحر لا ينزفه المستنزفون، وعيون لا ينضبها المادحون، جعله الله ريا لعطش العلماء وربيعا لقلوب الفقهاء ودواء ليس بعده داء، هو حبل الله المتين والذكر الحكيم والصراط المستقيم، فيه نبأ من قبلنا وخبر ما بعدنا، وفصل ما بيننا، هو الحق ليس بالهزل بالحق أنزله الله وبالحق نزل، من عمل به أجر، ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم، من طلب الهدى منه أعزه الله، ومن ابتغى الهدي من غيره أذله الله، يرفع الله به أقواما ويضع آخرين، ويأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه.

قال عنه -صلى الله عليه وسلم-: من قرأ حرفا من كتاب الله تعالى فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها. لا أقول (ألم) حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف).

وقال فضيلته: (إن كتاب الله عز وجل بمثابة الروح للحياة والنور للهداية فمن لم يقرأه ويعمل به فما هو بحي بل هو ميت، وإن تكلم أو عمل أو غدا أو راح، ومن لم يؤمن به ظل وما اهتدى وإن طار في السماء أو غاص في الماء. إن الإنسان بلا قرآن كالحياة بلا ماء ولا هواء بل إن القرآن هو الدواء والشفاء شفاء للقلوب وشفاء للأبدان شفاء للمرء وأنيس كل ما ضاقت أمامه مسالك الحياة وافتقد النور عند الظلمة يجد القرآن خير جليس، لا يمل حديثه، وبه تنضبط النفس المترددة أمام الزوابع والأعاصير فلا تغرق في لجة المهالك، ولربما ضاقت بالمرء الضوائق ويشده ألمه فلا يجد إلا أن ينشد راحته في بعض آيات من القرآن يرددها.

وأضاف يقول: (يقرأ المسلم القرآن فإذا بالسكينة والطمأنينة يعمران قلبه وجوارحه ثم تقدم النفس بعد ذلك لا تبالي ما يحدث لها وهي تقرأ قول ربها: {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا} وبذلك تتبخر وساوس السوء ووساوس الضعف ويظهر للنفس أن الإنسان مبتلى بالأوهام أكثر مما يبتلى بالحقائق، وينهزم من داخل نفسه قبل أن تهزمه وقائع الحياة.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد