Al Jazirah NewsPaper Monday  08/09/2008 G Issue 13129
الأثنين 08 رمضان 1429   العدد  13129
مستعجل
جيوش المتسولين..
عبد الرحمن بن سعد السماري

آفة أو قضية التسول.. تزداد عاماً بعد آخر.. إذ يندر في رمضان.. وربما في غيره.. أن تصلي في مسجد دون أن يقوم شخص أو أكثر.. يسأل الناس ويقطع عليهم التسبيح والذكر والاستغفار.. بل ربما يصيح بأعلى صوته في المسجد وبطريقة لا تتناسب أو تلتقي مع قدسية ومكانة المسجد.

** لماذا.. وكيف تضاعف أعداد المتسولين في السنوات الأخيرة؟

** ومن أين جاءت جيوش المتسولين؟ وكيف حطت في بلادنا؟

** الذي أشاهده بنفسي.. أن كل المتسولين الذين أراهم وأسمع أصواتهم.. كلهم أجانب.. بل كلهم من جنسية واحدة معروفة.

** ولا يقتصر تسول هؤلاء على المسجد فقط.. بل يلاحقون الناس بعد خروجهم من المسجد.

فتجد أحدهم وربما أكثر.. يتبعك وأنت خارج من المسجد حتى تدخل منزلك وهو (ناشب) فيك.. وهكذا في الأسواق وفي المحلات التجارية وفي مواقف السيارات ينتظرون أصحاب السيارات وفي المواقف ينتظرون عودة النساء من الأسواق. لأن النساء عادة لديهن عاطفة جياشة وبالذات في رمضان.. فهي تصدق أي شيء.. وتغدق العطاء.. بل ربما دفعت بالآلاف لمجرد أنه مرر عليها كذبة أو كذبتين بحجة أنها تلتمس الخير.

** لقد سعدنا عندما قرأنا أخباراً عن بعض الجهات المسؤولة بملاحقة جيوش المتسولين ومنعهم ولو من الإساءة للمسجد وتفويت فرصة الذكر والتسبيح بعد أداء الصلاة وإشغال المصلين بعد الصلاة.

** اليوم.. أكثر المتسولين من شباب جاءوا من بلدانهم لغرض العمل وبتأشيرات عمل.. ثم سارعوا لشراء ثوب وشماغ وعقال.. وتحولوا إلى شحاذين في مساجدنا وفي شوارعنا وفي المؤسسات والهيئات وفي أسواقنا وفي كل مكان.. يحاولون تقمص الشخصية السعودية حتى بالحديث.. بل ربما نسب بعضهم نفسه إلى منطقة من مناطق المملكة وهو كاذب.. لأنه يدرك أنه لن يطلب منه إثبات ذلك.

** المساجد اليوم.. تشهد عودة للمتسولين بقوة.. نساء ورجال.. وإشارات المرور هي الأخرى مليئة بالنساء المتسولات.. وهكذا الأطفال.. بنين وبنات.

** هؤلاء المتسولون لو أنهم يدركون أن وراءهم جهة رقابية قوية تلاحقهم وتمنعهم وتحاسبهم لما تزايدوا هكذا.. ولما أخذوا راحتهم حتى في المساجد.

** اليوم.. في المساجد.. الناس تتلفت بعد التسليم من الصلاة تبحث عن متسول يصرخ هنا أو هناك.. لأنها اعتادت على ذلك.. بل إنه أحياناً.. تشاهد ثلاثة أو أربعة متسولين كلهم يتحدثون في لحظة واحدة ويمسكون الأبواب كلها.

** الخوف.. هو أن تتحول جيوش المتسولين تلك - وأكثرهم كما قلت شباب - يتحولون إلى لصوص أو ربما أكثر من اللصوصية وهي السلب والنهب والخطف.

** هناك تهاون في التعامل مع هذه الظاهرة الخطرة التي أساءت لبلادنا ولمساجدنا وضايقت الناس وشوهت سمعتنا.. وتنذر بأخطار وعواقب مستقبلية فيما لو تزايد أعداد هؤلاء دون أن نضع لذلك حداً.

** المشكلة.. أن الناس ما زالت تعطي هؤلاء وتغدق عليهم وهي تدرك أنهم أساساً غير محتاجين.. وأنهم نشيطون بوسعهم العمل ولكنهم اختاروا أسهل الطرق وأسوأها لجمع الأموال من البسطاء.

** مطلوب قرارات حازمة بحق هؤلاء..

** ومطلوب وقف جيوش المتسولين من مساجدنا على الأقل.. كخطوة أولى.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5076 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد