Al Jazirah NewsPaper Monday  08/09/2008 G Issue 13129
الأثنين 08 رمضان 1429   العدد  13129
سلطان الخير.. وكلمات مضيئة.. وتوجيهات صائبة سديدة
د. أحمد بن يوسف الدريويش

في يوم أغر مبارك من أيام صيف هذا الوطن الحبيب، وتحديداً يوم الأحد 17-7- 1429هـ حيث الجو حار والشمس صافية ملقية بأشعتها ونورها الوهاج، وضوئها البرّاق على أرض الرياض الحانية...

...وبصحبة نخبة مختارة من مسؤولي هذه الجامعة الشامخة (جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية)يتقدمهم معالي مديرها، وابنها البار معالي الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل - وفقه الله - اجتمع الكل في استراحة إدارة الجامعة والبشر يعلو محياهم.. والشوق والفرح باد على تصرفاتهم.. وذلك تمهيداً للانطلاق إلى مطار الملك خالد الدولي ومنه إلى مطار الملك عبدالعزيز بجدة الوادعة لمقابلة شخصية مرموقة، وقائد فذ محنك حكيم، ندي الكف، وافر العطاء والبذل.. يعطي بلا منة.. الجود والكرم سجيته، والخصال الحميدة والقيم الأصيلة طبعه، والأخلاق الفاضلة سمته، والشموخ وبعد النظر والفطنة والحذق والسماحة دأبه.. فهو صرح شامخ من العطاء والبذل والإنسانية حتى صار اسمه مقروناً بالخير أينما ذكر، وحيثما حلَّ.. وما إن اكتمل العقد، وانتظم الحضور، واستوفى العدد حتى تهيأ الجميع لصعود الطائرة الخاصة المتجهة إلى البلد المستهدف وذلك للتشرف بالالتقاء والسلام على تلك الشخصية المقصودة ألا وهو صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود نائب خادم الحرمين الشريفين وولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام أيده الله وحفظه ورعاه.

وما إن وصلنا بحفظ الله حتى انتقلنا إلى مجلس سموه الكريم في قصر السلام حيث المكان المقرر للاستقبال وكان في الانتظار معالي وزير التعليم العالي/ خالد بن محمد العنقري - حفظه الله - وبعد أن استقر بنا المقام في القاعة الخاصة قَدِمَ سموه الكريم مبتهجاً باسماً كعادته بحيث أدخل علينا السرور برؤية وجهه الكريم الذي يشع نوراً ووضاءة وسروراً زاده الله من الصحة والعافية والضياء والنور والحبور والبركة في العمر والأهل والمال والولد.. وأطال في عمره على طاعته.

وبعد أن قمنا بالسلام عليه - وفقه الله - يتقدمنا معالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري وزير التعليم العالي، ومعالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل - حفظهما الله -.. رحب بنا ترحيب الأب بأبنائه، والأخ المشتاق بإخوانه.. بفرح وحنو وسرور وابتسامة وضاءة مشرقة صادقة ملؤها الحب والابتهاج والسرور.

وبعد أخذ الصور التذكارية مع سموه الكريم وجه يرعاه الله ويحفظه كلمة ضافية وافية.. تضمنت ابتهاجه وغبطته بهذا اللقاء وهذه المقابلة.. وشاكراً لمعالي وزير التعليم العالي وكذا لمعالي مدير الجامعة إتاحة الفرصة له للالتقاء بأبنائه وإخوانه وزملائه أعيان ووجهاء هذه الجامعة وأساتذتها.. مقدراً ما يقومون به من جهد علمي وعملي مضنٍ خدمة لهذا المجتمع بعامة، ولأبنائنا الطلاب وبناتنا الطالبات بخاصة.. لافتاً إلى أهمية الحرص على تربية الناشئة تربية إسلامية مستمدة من الكتاب والسنة، والصبر على ذلك، مع أخذهم باللين والرفق وتقدير أوضاعهم وظروفهم الصحية والنفسية والاجتماعية والتحصيلية والعلمية.. وإعطاء كل ذي حق حقه.. وتنزيل كل واحد منهم منزلته التي يتبوؤها.. حاثاً الجميع على العمل المخلص والجاد، وبذل الجد والاجتهاد خدمة لهذا الدين وهذا الوطن ومواطنيه.. مجدداً ثقته بالجميع، وحرصه الأكيد على تتبع أحوالهم وأخبارهم والسؤال عنهم، وتلمس احتياجاتهم.. موضحاً أن كل ما لديه عنهم - بحمد الله - أنهم مجدّون مخلصون يؤدون أعمالهم على خير وجه وأتم حال.. شاكراً ومقدراً لمعالي وزير التعليم العالي متابعته لأحوال الجامعات وتزويده بأخبارها أولاً بأول لا سيما أخبار هذه الجامعة الرائدة التي لها مكانتها ورسالتها المهمة في الداخل والخارج.. ولها مكانة خاصة لديه.. داعياً الجميع إلى التحلي بالاستقامة والوسطية والاعتدال وبذل المزيد من العطاء والجهد خدمة للدين ثم المليك والوطن.

بعد ذلك استأذن معالي الشيخ الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل مدير الجامعة - حفظه الله - من سموه الكريم فارتجل كلمة ضافية نافعة أجاد فيها وأفاد كعادته.. شاكراً لسموه الكريم إتاحة الفرصة للالتقاء به والسلام عليه وتقديم مجلس الجامعة له لتجديد الولاء والسمع والطاعة لولاة أمر هذه البلاد - حفظهم الله - والاستفادة من مجالستهم وتوجيهاتهم وآرائهم السديدة، وأقوالهم الصائبة الحكيمة.. مبيناً ما تحظى به هذه الجامعة من دعم ورعاية وعناية واهتمام من ولاة أمرنا وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - حفظهما الله تعالى ورعاهما -.. وما لتوجيهاتهما النيرة من أثر على مسيرة هذه الجامعة ونمائها وتحقيقها لأهدافها، وأدائها لرسالتها على خير وجه، وأتم حال.. مشيراً إلى أن الجامعة بحمد الله تعيش عهداً جديداً لها من النماء والتطور العلمي والتقني.. وأن رسالتها امتدت ونمت وتعدت العلوم الشرعية والعربية والاجتماعية إلى العلوم الطبيعية والتطبيقية والتقنية والطبية.. مكرراً الشكر والتقدير لسموه الكريم على هذا اللقاء المبارك وماله من أثر طيب وانطباع حسن انقدح في نفوس الجميع عنه.. ناهيك أن هذه التوجيهات وهذه الكلمات الوضاءة الصادقة المخلصة النابعة من قلب سموه ستجد أثرها في نفوس الجميع، وستكون نبراساً لهم في الجدية والعمل والولاء والسمع والطاعة ولزوم الجماعة، والالتفاف حول ولاة أمرهم وعلمائهم الموثوقين والإخلاص والتفاني خدمة لهذا الدين ثم هذا الوطن وأهله، والبعد عن كل ما من شأنه أن يخل بأمن هذا الوطن أو ثوابته أو مقدراته ومكتسباته.. معاهداً الله ثم معاهداً سموه الكريم أن يكون الأخوة جميعاً مستقيمون سائرون على خطى وتوجيهات ولاة أمرهم السديدة.. دفاعاً عن الدين والوطن بالقلم واللسان.. وأن تسعى هذه الجامعة إلى الإسهام مع مثيلاتها وأخواتها من الجامعات في هذا البلد المبارك وسائر الوحدات والمؤسسات التعليمية والتربوية الأخرى في تنمية هذا الوطن وإمداده بالكوادر البشرية المؤهلة تأهيلاً علمياً وسلوكياً وتقنياً عالياً.. متسلحين بالعلم الشرعي، متمسكين بهدي الكتاب وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وسيرة سلف هذه الأمة الصالح، محافظين على ثوابت هذا الوطن ومقدراته ومكتسباته.

واختتم كلمته - حفظه الله - بالدعاء لسموه الكريم بالتوفيق والسداد وطول العمر والبقاء والصحة والسعادة في الدارين.. سائلاً الله أن يجعل هذا البلد آمناً مطمئناً رخاء سخاء وسائر بلاد المسلمين.. وأن يجنبه الفتن ما ظهر منها وما بطن.. وأن يوفق قادة هذه البلاد وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين ونائبه وولي عهده وأعضاء حكومته الرشيدة إلى كل خير وفلاح ورشاد.

بعد ذلك شكر سموه الكريم معاليه على هذه الكلمة الضافية الصادقة المعبرة عن مكانة هذه الجامعة ومنسوبيها.. ثم شكر الجميع على إتاحة الفرصة له لهذا اللقاء الطيب المبارك. ثم قام معالي مدير الجامعة بتقديم درع لسموه الكريم بهذه المناسبة عبارة عن مجسم للجامعة وبعض مطبوعات الجامعة.. الذي اعتز بها سموه الكريم مشيراً إلى أنه سيحتفظ بهذا الدرع في مكتبه الخاص.. وكذا هذه الكتب سيطلع عليها ويقرأها متى ما حصل على وقت فراغ.

ثم تم التقاط الصور التذكارية مع سموه الكريم ومعالي وزير التعليم العالي.. وكذا مدير الجامعة ثم غادر الجميع مودعين بمثل ما استقبلوا به من حفاوة وتكريم.

وفي الحقيقة أن هذا اللقاء وما تفضل به سموه الكريم من كلمات مضيئة، وتوجيهات صائبة سديدة نيّرة.. أعادت بي الذاكرة إلى ما تفضل به سموه - وفقه الله - من تسطير بعض العبارات المشرقة التي تفيض ثناءً على هذه الجامعة، وتفاؤلاً بمستقبل واعد لها.. وذلك أثناء كلمته التقديمية لكتاب الجامعة في (40عاماً) الذي صدر بمناسبة افتتاح المدينة الجامعية عام 1412هـ حيث يقول - رعاه الله - : ((لقد وفقنا الله - في المملكة العربية السعودية - لأن نقيم حياتنا المعاصرة على العلم، العلم التجريبي، ولهذا جامعاته ومؤسساته، والعلم الذي يحفظ وجودنا المعنوي، وشخصيتنا الحضارية المتميزة، وهو العلم الديني.. ويسرنا أن تكون جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية قلعة حصينة من القلاع التي تحمي جبهتنا العقدية والنفسية والفكرية. ولقد لمسنا منها ذلك في الماضي، ونلمسه منها في الحاضر، وسنراه في المستقبل بحول الله وقوته...)) ونحن نبشر سموه الغالي الكريم أن الجامعة عند حسن ظنه، وتسير وفق تطلعات القيادة الرشيدة، وتوجيهاتهم.. وقد حافظت على ثوابتها الدينية والشرعية مع أخذها بالعلوم التقنية والتجريبية المعاصرة وذلك تمشياً مع تطلبات الحياة الحاضرة ومستلزماتها، وهي في أيدٍ أمينة تحقق الطموحات، وتنفذ التعليمات والتوجيهات، كما أشار معالي مديرها - وفقه الله - فلكم سيدي من الحب أخلصه، ومن الشكر أجزله، ومن الوفاء أصفاه وأنقاه.. ومن الدعاء أشمله وأصدقه، حفظ الله سموه وأبقاه ذخراً للعباد والبلاد.. وشكر الله له ووفقه لكل خير وفلاح ورشاد.

وحفظ الله هذا البلد وأبقاه آمناً مطمئناً رخاءً سخاءً وجنبه الفتن ما ظهر منها وما بطن ووفق ولاة أمره وقادته لكل خير وعز وتمكين ورفعة وعلو وجمع بهم كلمة الإسلام والمسلمين وأعز بهم الدين وأهله، والوطن ومواطنيه.. إنه جواد كريم وبالإجابة جدير.. وهو حسبنا ونعم الوكيل. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

*وكيل الجامعة لخدمة المجتمع والتعليم المستمر



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد