Al Jazirah NewsPaper Wednesday  10/09/2008 G Issue 13131
الاربعاء 10 رمضان 1429   العدد  13131
يارا
كلنا عيال قريَّة
عبد الله بن بخيت

شاهدت مسلسل كلنا عيال قريَّة من خلال النت، ولن أردد القول المأثور: لا يمكن الحكم على العمل من الحلقات الأولى لأني لا أرغب أن أقدم حكما على العمل أصلا. كل ما أتمناه أن ينجح هذا العمل لكي يبتعد الفنانان ناصر القصبي وعبدالله السدحان عن طاش نهائيا.

كما أرجو أن ينجح هذا العمل ليكون فرصة لصديقيَّ العزيزين تقديم أعمال أخرى جديدة وعدم الوقوع في التكرار وذلك بتكرار هذا العمل مرة أخرى.

مغامرة القفز على الماضي وحتى على النجاح هي سمة الفنان.

تكرار الأعمال وتكرار الشخصيات جعلت الدراما السعودية تدور في فراغ تجاري سنوات وسنوات وقللت من فرص الإبداع ومن ظهور وجوه جديدة وأساليب عمل جديدة.

أصبحنا نعرف كل فنان بشخصية أو شخصيتين.

شخصية مناحي وشخصية الجنوبي وشخصية الشمالي وشخصية الحجازي وشخصية فؤاد الأهبل الخ.

معظمها تأتي في صورة كاريكاتير يمكن أن يلعبها طالب على خشبة مسرح مدرسي.

الفنانون الكبار كعادل إمام، عبدالحسين عبدالرضا, دريد لحام... الخ لا يتخفون وراء كركترات.

يقف الفنان أمام الكاميرا كما هو في الحياة العادية فيقنعك بأنه مجرم أو طبيب أو قروي أو إمبراطور أو زبال بدون مكياجات أو تغيير طريقة الكلام أو المبالغة في تعابير الوجه والعبث في الملامح أو الإيغال في اللهجة المحلية دون داع درامي.

شاهدنا عادل إمام ضابطا وقرويا ومهندسا دون أن يغير في شكله الخارجي أو حركاته.

في درب الزلق قبل سنوات يلعب الأستاذ عبدالحسين عبدالرضا شخصية متطورة دون أن يخرج من شخصيته العادية أو يغير طريقته في الكلام أو يتوسل الحركات لزيادة جرعة الإضحاك.

آفة الكوميديا السعودية تخفي الفنانين السعوديين وراء الشخصيات الكاريكاتيرية لسهولة أدائها.

لا ألوم ناصر وعبدالله على تسرب طاش على (كلنا عيال قرية), فطاش هو سر مجدهما وعنوان تاريخهما حتى أنهما لم يعلنا القطيعة معه.

تركاه عزوتهما في حال الفشل كما صرحا بذلك في أكثر من مناسبة.

خمسة عشر سنة من تكرار الشخصيات نفسها لا يمكن تفاديه في يوم وليلة, فطاش لم يؤثر في صاحبيه بل أثر في جيل كامل من الفنانين.

صار كل فنان سعودي يبحث عن شخصية يعرف بها.

كل من حقق نجاحا وإن كان تافها تمسك به وراح يجره معه أينما ذهب حتى يتعفن.

من السهل طبعا الارتباط بشخصية كاريكاتيرية.

فالشخصية الكاريكاتيرية تخفي قلة خبرة الفنان ونقص موهبته أو خوفه.

أتمنى أن يخلع الأستاذ محمد الطويان فروة الشمالي نهائيا وأن يترك ناصر وعبدالله شخصيات طاش ما طاش الكاريكاتيرية تذهب مع التاريخ.

لاحظت في كلنا عيال قريَّة صراعا بين ناصر القصبي وبين طاش من خلال شخصية سليِّم التي أعاد ناصر إنتاجها مع الأسف.

روح الفنان في داخل ناصر تريد أن تقدم عملا جديدا في شخصية طبيعية كما يفعل الفنانون الكبار -وناصر واحد منهم- لكن دفء طاش الأمومي وقف له بالمرصاد، ومع ذلك انزلق خارج شخصية سليم الكاريكاتيرية عدة مرات.

راقب موقفه في حلقة مزايين الإبل كمثال.

انتقل ناصر إلى شخصية جديدة.

كنت أتمنى أن لو دخل ناصر هذا المسلسل بهذه الشخصية، أو كان من واجب المخرج أن يعيد تصوير المشاهد التي خرج فيها ناصر عن شخصية سليِّم ليحتفظ العمل بوحدته.



Yara.bakeet@gmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6406 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد