Al Jazirah NewsPaper Wednesday  10/09/2008 G Issue 13131
الاربعاء 10 رمضان 1429   العدد  13131

عبدالله بخيت ورمضان

 

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة - وفقه الله -

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكر لكم تميزكم في الطرح في جريدتكم الغراء وأسأل الله لكم التوفيق والسداد وبعد..

فقد اطلعت على مقال الكاتب عبد الله بخيت في يوم الاثنين الأول من رمضان وذلك في جريدة الجزيرة العدد 13122، الذي يبدو أنه شديد الفرحة لأنه سوف يقضي رمضان في كندا، وأراد أن يبين للقارئ سر هذه الفرحة بأن صيامه هناك سوف يكسبه الروحانية والإيمان وإخلاص العبادة دون المجاهرة بالصيام، من ذلك قوله (لن أقول لأحد إني صائم ولن أتلطم بشماغي حتى يعرف الناس أني ظمآن!؟) عجيب هذا الفهم، فالمجتمع كله صائم؟

ويسترسل في السياق (ولن أضع في فمي سواكا طوال اليوم ليعلم القاصي والداني أني صائم!؟) ما شاء الله هكذا هو عبد الله المخلص البعيد كل البعد عن الرياء والسمعة حتى السواك سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذي قال فيه كما في الحديث الصحيح (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك) وقوله - صلى الله عليه وسلم - (السواك مطهرة للفم مرضاة للرب)، فعبد الله يحذر من المجاهرة فالذي يتسوك يرائي ومن يصفح عن الجهلة كما هو هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله (فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم) فمن يفعل ذلك فهو ينافق أو يرائي على حد فهم عبد الله، أما عبد الله المؤمن فكما قال (فليفعل الناس ما شاؤوا) فلن أخبرهم أني صائم، ما شاء الله قمة الأخلاق والتزكية للنفس؟! ولكن يا ترى لماذا أعلن عبد الله المخلص أنه سيصوم في كندا!؟

أما الشيء الذي أزعجه ولم يعجبه فهي تلك البيانات شديدة اللهجة كما يقول التي تصدرها الجهات المسؤولة تؤكد فيها احترام حرمة هذا الشهر، فهذه لا حاجة لها لأن عبد الله لا شيء يجرح صيامه (فليفعل الآخرون ما يريدون أمامي، يشربون يأكلون يلبسون ملابس فاضحة.. إلخ) فهو لن يبتعد أو يتورع عنها. فأهم شيء عنده الابتعاد عن ضجيج المايكروفونات؟! والشيء الثاني التخلص من الداعية الذي (يسفط) على حد زعمه خمسين ألف ريال على الحلقة.. يا إلهي! الداعية الذي يدعو إلى الخير يدعو إلى اتباع هدي الله ورسوله يدعو لدخول الجنة والنجاة من النار فعبد الله المؤمن شديد الفرحة في التخلص منه لأنه كما يقول ليس بحاجة إلى عكاز دنيوي ليقوي إيمانه، فقد وصل إيمانه إلى درجة.. ربما كشف الحجاب كما تقول الصوفية. وصدق من قال:

يقضى على المرء في أيام محنته

حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن

ولم يكن عبد الله ناقدا وناقما فقط لمجتمعه بل تعداه إلى البلاد الإسلامية عامة حيث يختم مقاله بأن المسلمين هناك يعني في كندا لا يزعجهم إلا نفحات العنف والتناحر والقسوة القادمة من العدو عفوا من بلادهم بلاد الإسلام، سبحان الله بلاد الإسلام لا تصدر إلا هذه الأخلاق وأترك التعليق للقارئ الكريم ليرى كم يستحق عبد الله المبدع أن (يسفط) على هذه.. فهنيئا لعبد الله خلاصه وانفكاكه في هذا الشهر من بلاده الطاهرة بلاد الحرمين التي يبذل الكثيرون الغالي والنفيس من أجل العيش في ظل هذه الأجواء الروحانية والإيمانية في رمضان الرحمة والمغفرة.

وصدق الله إذ يقول في كتابه الكريم {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فإن اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء} أسأل الله لنا وله الهداية وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه وأن يعيذنا من اتباع الهوى ونزغات الشيطان.

يوسف بن خالد السعوي - الرياض


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد