Al Jazirah NewsPaper Thursday  11/09/2008 G Issue 13132
الخميس 11 رمضان 1429   العدد  13132
للرسم.. معنى
حضور متأخر.. للمقدمة
محمد المنيف

يعجبني كثيراً حضور بعض الهواة (وليسوا الموهوبين) في مسيرة الفن التشكيلي ولو كان هذا الحضور متأخراً ويسعدني أيضاً إصرارهم وثقتهم بأنهم قادرون على اللحاق بالركب رغم نقص زاد رحلتهم وعدم امتلاكهم الخبرات مع جهلهم بالدروب التي سلكها من سبقوهم، حدثني أحد هؤلاء الذين نراهم في السنوات الأخيرة يشاركون ضمن بعض المعارض التشكيلية عن صعوبة الأمر كونهم أتوا دون سابق تجارب أو علاقة مبكرة بالساحة إضافة إلى أنهم بلغوا سناً لا يمكن فيه تبنيهم أو تعليمهم أسس العمل الفني، مضيفاً اعترافه أن حضوره وأمثاله جاء بناء على مجاملة من بعض منظمي المعارض تقديراً لما يمتلكونه من ميول للعمل الحرفي (من الحرفة) ففتحوا لهم باب المشاركة والعرض تلطفاً وتعاطفاً لتحقيق رغبتهم (كما يقول صاحبنا) لسماع ردود الفعل تجاه ما يقدموه من محاولات يجترونها من بقايا ما قدمه السابقون، هؤلاء الباحثون عن موقع لهم بين أجيال الساحة التي تعددت وتنوعت مشاربها وامتلكت الهوية والأساليب، تجدهم تارة يرسمون وتارة أخرى يميلون إلى الخط أو إلى الفنون التطبيقية، إلى آخر المنظومة لعلهم يجدون ما يناسب قدراتهم ويريحهم من التخبط، مع ما ينتابهم من الشعور بالحرج كما يقول هذا الصديق حينما يرى سيرة كبار الساحة سنا وخبرات، أو بالغبطة من إبداعات الأجيال الجديدة التي تحمل الراية بكل اقتدار وكفاءة من الشباب المؤهلين علماً وثقافة معاصرة الممتلكين للموهبة الحقيقية القادرين على مواكبة الزمن والمنافسة مع الجديد.

هؤلاء رغم علمهم أن قدومهم في الوقت الضائع لا يمكنهم من مسايرة الواقع والوصول إلى المقدمة وأن بينهم وبينها مسافات طويلة ومنافسين من الجيلين السابقين الرواد والشباب مع ما ينتظر من الموهوبين في هذا المضمار، لا زالوا يسعون لتحقيق هدف مشروع في حال وجود أهم شروطه وهي القدرة التي لا يمكن إخفاؤها المتمثلة في الموهبة المدعمة بالتطبيق العملي وعلى مدى فترات تكسبهم الحق في أن يدخلوا هذا المعترك، ومع ذلك فهم يجاهدون بكل السبل بحثاً عن موقع قدم بين الآخرين، مع قناعتهم أن جميع من بالساحة يرونهم حالات غريبة في جسد الفن، فهم لا مع هؤلاء ولا أولئك، لا تاريخاً سابقاً لهم يستندون إليه ولا أملاً لجديد في مستقبلهم، يقول صديقي إنه يحرج حينما يطلب منه رأي في معرض أو حديث صحفي لعدم قدرته على فهم لغة الساحة وإن حدث مثل ذلك فيلجأ لما يسمعه من أحاديث الفنانين ويعيد تكراره، تلك الفئة لا تستطيع أن تعيش مكشوفة الغطاء أمام الضوء بقدر ما نجدها في ضل الأشجار الكبيرة ما يجعل احتمال نموها ضعيف أمام أشعة الشمس وقوة الرياح.

كم هذا مؤسف يا صديقي الصادق مع نفسه ومعي ومع مع القراء.

MONIF@HOTMAIL.COM



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد