لم يكن هذا المساء مختلفاً
كان يشبه مساء أمس وما قبله من مساء
لا شيء هنا يدعو للتفاؤل
وليس هناك من يشاركني مرور الوقت
هكذا تبدو الحياة التي أتوسطها عيشاً
فكل شيء قد تأبد في داخلي
لم أعد أستطيع أن أميز نفسي
سوى عند نفسي!
يراني الآخرون في نظراتهم
وأبداً لا تحالف نظراتهم أو تطابق الواقع
وحين أكون وحيداً
تأتي المفردة
تهزمني أمام إصراري على الكتمان
ترسمني أحرانا على بياض الورق
وترسم نظراتي التي تختلف عن نظرات الآخرين!
أدع كل شيء
أعاند حبر أوراقي
وأطرد أحرفي
متعللاً بأن الإلهام لم يزرني بعد
لحظتئذ أكذب على نفسي
أحتاج إلى دمعة تغسل كذبي
ولا أجدها
وحين تغمر الابتسامة ملامحي
تأتي الدمعة معلقة عليها
وحيدة لا أحد يحتاجها
ولا أحد يرفضها
أعود إلى صمتي بلا أوراق
وأحتفل بهزيمة أحرفي
ليرضخ صمتي إلى الصمت!
حتى صمتي لا يشبهني
وكل أشيائي لا تشبهني
ولا أنا أشبه أشيائي