Al Jazirah NewsPaper Monday  15/09/2008 G Issue 13136
الأثنين 15 رمضان 1429   العدد  13136
من القلب
تميمة الاتحاد!!
صالح رضا

كنت ولا زلت إذا سكنت فندقاً في مشارق الأرض أو مغاربها أقيم رقي ذوق مديري الفندق من الرسومات واللوحات التي توضع في غرف النزلاء.. فوجدت أن الفنادق ذات الديكور عالي الذوق تكون لوحاتها من اللوحات الطبيعية الجميلة والخالية من الأرواح، فتشرح الصدر وتعطي بعداً جمالياً للغرفة، بينما إذا وجدت لوحات فيها صور لأرواح سواء كانت لأناس أو لحيوانات فأقلب الصورة أو أضعها عند باب الغرفة من الخارج ليأخذها عمال الفندق.. ولترتاح نفسي ولأقيم صلاتي ومن معي براحة وروحانية لا تتفق ووجود الصور والرسوم واللوحات التي يكون عليها ذوات أرواح. وسبق وأن كنت في بلد (إسلامي) فأردت أنا ومعي صديق أن نصلي الجمعة في المسجد الجامع، وفوجئنا بوجود صورة أسدين متقابلين وحولهما هالات وألوان وزخارف في لوحة علقت في سقف المسجد، وبعد انقضاء الصلاة وانفضاض جميع المصلين ذهبت ومن معي إلى إمام المسجد ونبهناه بعدم جواز وجود تلك الرسمة في المسجد شرعاً، فسألنا عن جنسيتنا وقال سأنقل وجهة نظركما إلى المسؤولين عن المسجد وأحسسنا من كلام الرجل أنه يكاد يقول لنا وما دخلكم، ربما لوجود معتقدات بدعية لديهم، فكثير من الثقافات تتخذ من صور الأسود أو الحيات والثعابين ورسوم الخيال (الروحي) مجالاً خصباً لمعتقدات ما أنزل الله بها من سلطان.

والصور ليست مستحبة كمنظر أو رمز في الملابس الرياضية، والشركات الناجحة والكبرى ذات العراقة غالباً ما يكون شعارها عبارة عن رسم أو إشارة رياضية عدا شركة ملابس رياضية وحيدة اتخذت من صورة حيوان رمزاً لها وهي محل شؤم كبير، وكنت لا أشك لحظة أنه من كان ذا عقل فلن يرتدي أو يقتني تلك الماركة، ولم يدر بخلدي أن تتسرب ثقافة الرسوم والتمائم للأندية العربية عامة والسعودية خاصة حتى رأيت تميمة نادي الاتحاد لدوري المحترفين وهو الاسم الرياضي الصحيح لشعار نادي الاتحاد في بطولة كرة القدم للمحترفين أو ما يعرف بكلمة logo تأكدت أن هناك من تمادى في المغالاة نحو الرسوم والتماثيل والدمى بعاطفة ضيقة تجاه الأندية وهو ما يمثل خواءً روحياً لم أكن أصدق يوماً أن يصلنا هنا في بلد التوحيد وبلد الحرمين الشريفين، صور لا أظن أن تقبل صلاة أو يقبل دعاء من ارتداها، هذه التمائم التي تحمل صوراً لأسود أو لفيلة أو لثعابين وغيرها إنما تمثل ثقافة لا تتفق وثقافتنا والتي تربينا وتعلمنا فيها ما لتلك البدع من شرور أكثر من منفعتها هذا إذا كان لها نفع. إن من وضع تلك التميمة التي تحمل رأس حيوان هو مسؤول أمام الله عنها، وكيف غاب عليه أن يعبر عن شريحة كبيرة من المجتمع الذين يأخذون الرياضة والأندية بمعنى الرياضة وليس للمغالاة في صورها وتماثيلها وتمائمها؟!!.. وما موقفهم إذا مثل الاتحاد المملكة في دورات عربية أو آسيوية وهو القادم من مدينة لا تبعد عن حرم الله إلا سبعين كيلا؟!! وهل جرت العادة في الأندية السعودية اتخاذ تمائم الحيوانات أو أي رسومات لأرواح حلياً لأنديتها؟!!.. هذه الأسئلة وغيرها كيف لم تتطرق لفكر من رسم وفكر من وافق على هذه التميمة؟!! إن تلك الثقافات الأجنبية في مشارق الأرض ومغاربها التي تتخذ من الأسود أو الحيات وما شابهها شعاراً لها وتميمة تضعها على صدور منسوبيها ورؤوسهم إنما تتخذها لخوائهم الديني وتوجههم الشركي الذي لا يجوز أن يكون لمسلم، ولكن كيف تتفق مع من كان تشبع بثقافة الإسلام والإيمان الحقيقية ولجأ إلى مثل تلك الأمور بغفلة قد تخالطها عاطفة غير سليمة.

إنني ومن خلال هذا المنبر أنبه إخواني في نادي الاتحاد لما لهذه التميمة من أثر سيئ على نادي الاتحاد قبل غيره مع معرفتي باتحاديين هم ضد هذا التوجه وبقوة من داخل الأسرة الاتحادية.. علماً بأن الرسوم والصور ممنوعة في النظام الأساسي لرعاية الشباب.. ولا أنسى أن أشيد هنا بنادي الشباب السعودي، حيث إن لقبه مجازاً الليث فلم يجعل تميمته logo تحمل رأس أسد لسلامة التوجه والفكر السليم لإدارة نادي الشباب السعودي وبعدهم عن أي ثقافة غير ثقافة التوحيد الخالص لله تعالى فكانت تميمة فريق الشباب بسيطة وسلسة وجميلة تعكس صفاء نفوس الشبابيين.. والله وحده الهادي إلى سواء السبيل.

نبضات!!

* الثلاث نقاط التي حصلنا عليها باستحقاق تام من منتخب الإمارات إنما كانت بلسماً وترياقاً أعاد روح المنتخب الوطني وثلاث نقاط وهذا هو المهم الآن، ولكن الأهم هو إبقاء المدرب الوطني ناصر الجوهر مدرباً للمنتخب لأسباب كثيرة تطرق لها الكثير، ومن ضمن من تطرقوا لذلك الكابتن يوسف خميس الذي يعجبني تحليله للمباريات كثيراً.. علماً بأن الجهاز الفني والإداري عليهم مهمة صعبة جداً لانتشال المنتخب من المستوى الذي هو عليه الآن، ولا بأس من إضافة أو تسريح بعض الأسماء، كما يأتي على رأس الاستعداد التدخل العلمي عن طريق البرمجة اللغوية العصبية للاعبين.

* لائحة الاحتراف الجديدة (رائعة) وهناك ما كنا نطالب به وفعل في هذه اللائحة ولا شك أنها قد أخذت وقتا مضنيا حتى ظهورها على صورتها الأخيرة، ولكن تنقصها آليات التطبيق في بعض بنودها وتركت تحت رحمة (المزاج) وهذا ما قد يفقدها قيمتها إذا اختلف التطبيق من ناد لآخر..

والخشية كل الخشية أن تطبق على أندية وتترك أخرى، كما قد حصل في اللائحة القديمة والشواهد كثيرة.. وبالتوفيق والسداد مع كامل التقدير للرجل القدير الدكتور صالح أحمد بن ناصر أمده الله بالصحة والتوفيق!!

تواصل

* الأستاذ إبراهيم العمر: ذكر الحكم بأنه أعطى ذلك اللاعب كرتا أصفر مستحقا دون تردد.

* الأستاذ عبدالرحمن الزيد نائب رئيس لجنة الحكام الرئيسية: كنت أظن أن حكم المباراة التي أصيب فيها اللاعب ناجي مجرشي هو حكم محلي وليس أجنبيا.. وعلى العموم أخطاء الحكام لابد منها في كل مباراة.. ولكن واقع حكامنا السعوديين غير سليم بالمرة؛ نظراً للضغوط الإعلامية الهائلة بكل أنواعها صحفية وإذاعية وتلفزيونية عليهم وذلك قبل وأثناء وبعد المباراة حتى رأينا الموسم الماضي ضربات الجزاء تهدى لفريق حتى سمي بفريق (بلنتي).. ونحن مع الحكم السعودي قلبا وقالبا متى ما استطاع مقاومة التأثيرات والضغوط التي تأتي من خارج أرضية المباراة.. وهذا ما ننتظره على الأقل في موسمنا هذا بإذن الله.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6891 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد