Al Jazirah NewsPaper Monday  15/09/2008 G Issue 13136
الأثنين 15 رمضان 1429   العدد  13136
د. السمان: أهمية اتخاذ قرار العلاج المناسب.. ومراعاة الشكل الجمالي في جراحات كسور عظام الأطفال

تعتبر كسور العظام من أكثر الحالات الطبية التي تتطلب سرعة قصوى في التوجه إلى الطبيب واتخاذ رد فعل علاجي إيجابي دون سكوت المصاب على حالته، كما تجعل الطبيب الجراح يخصص معاملة مستقلة لكل حالة على حدة ليدرس معطياتها ويتخذ قراراً بشأنها، وفي ظل تطور الأدوات الجراحية والتقدم التقني الكبير في علاجات كسور العظام لم يعد هناك ما يشكل قلقاً كبيراً لدى المصابين بالكسور، لكن الوضع قد يختلف قليلاً عندما نتحدث عن كسور العظام لدى الأطفال والتي تتطلب خبرة طبية وجراحية كبيرة لدى الطبيب. الدكتور بدر السمان استشاري جراحة العظام والمفاصل ليطلعنا على مراحل العلاج وأحدث الوسائل الجراحية في هذا الشأن.

* في البداية نود أن نعرف هل تختلف كسور عظام الأطفال عن نظيرتها لدى الكبار؟

- تكثر حالات إصابة الأطفال بكسور العظام خاصة مع زيادة ممارستهم للأنشطة والألعاب الرياضية أو عند الحوادث المختلفة، إلا أن هناك اختلافات وفروقاً جوهرية عن الكسور لدى البالغين، فعظام الأطفال أكثر ليناً ومرونة عن عظام الكبار كما أن عظام الأطفال أسرع نمواً وهو ما ينعكس على سرعة شفائهم والتئام الكسور في عظامهم، والطفل يشعر بنفس مقدار الألم عند حدوث الكسر مثل الشخص البالغ.

دراسة الحالة وخط سير العلاج

* كيف يتم تصنيف الكسور باختلاف أنواعها؟

- من المعروف أن أنواع الكسور بشكل عام هي الكسور البسيطة التي يكون فيها الجلد والعضلات سليمة وغير مصابة، والكسور المضاعفة والمركبة التي تكون فيها تهتكات في الجلد والعضلات والأنسجة المحيطة بالعظم المكسور، وبالنسبة للأطفال توجد بعض الاختلافات حسب نوع العظمة المكسورة كما تصنف كسور الأطفال طبقاً لأعمارهم، فهناك اختلاف بين كسر العظام الطرية اللينة للطفل الصغير وبين كسور الطفل الأكبر سناً فالأكبر وهكذا.

* إذن ما الذي يحدد القرار في اختيار أسلوب العلاج المناسب؟

- وسائل العلاج كلها واحدة سواء للذكر أو الانثى والإختلاف فقط في اتخاذ القرار بكيفية وتوقيت إجراء العملية الجراحية، حيث يعتمد ذلك على الفهم الجيد لخط سير العلاج ونمو العظم وموقع الكسر وعمر الطفل، ومن المهم عدم لمس الكسر عند وقوع الحادث قبل أن يتم التشخيص حيث يتم إجراء أشعة سينية أحياناً للجزء المصاب لتحديد نوع الكسر واتخاذ القرار بكيفية رد الكسر وتحديد نوع العلاج، وفي أحيان أخرى يتم استخدام الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي للمساعدة في التشخيص.

تقليل شعور الطفل بالألم بعد العملية

* ما هي الأساليب الجراحية لرد وعلاج الكسور في عظام الأطفال؟

- لجراحة العظام عدة أساليب وتكنيكات ففي البداية وعند اتخاذ قرار الجراحة لابد أن تكون نسبة نجاح العملية مطمئنة لأن الطفل لا يتحمل مضاعفات فشل العملية، وهناك ثلاثة أساليب رئيسية لتثبيت الكسر والذي يتم بشكل عام من خلال جراحي العضام، الأسلوب الأول هو سلك معدني يتم تثبيته من خارج الجسم غالباً بدون فتح جراحي ثم يتم نزعه بعد فترة، والأسلوب الثاني هو استخدام مسأمير (أسياخ) معدنية يتم إدخالها في تجويف العظم لوضعها في مكانها الصحيح وهذا يتطلب غالباً عمل فتح جراحي، ويحاول الطبيب دائماً وبقدر الإمكان تصغير الفتحة الجراحية أو تجنبها للحرص على الشكل الجمالي وعدم إحداث تشوهات بعد الجراحة والشفاء من الكسر كما يحاول تقليل شعور الطفل بالألم بعد العملية.

تقنية الليزاروف إسلوب خاص جداً

* وماذا عن الأسلوب الثالث؟

- الأسلوب الثالث هو خاص جداً لعلاج حالات التشوهات في الأطراف أو الكسور المضاعفة والتي لا يمكن تثبيتها بالأساليب العادية، وأيضاً في حالات عدم تساوي فرق الطول في الأطراف السفلية والتي يحدث فيها قصر الطرف المصاب بعد تأثر أماكن نمو العظمة بالكسر مما يؤثر على طول ونمو العظمة، وهذا الأسلوب يتم من خلال تقنية الليزاروف بتثبيت إطارات معدنية خارجية والتي تتحكم في علاج التشوهات وتثبيت الكسور المعقدة وكذلك إحداث تطويل للعظام القصيرة.

* كيف يمكن السيطرة على شعور الطفل بالألم وما يخص عملية التخدير؟

- بالنسبة للتخدير فغالباً قد لا يستطيع الطفل التعاون مع الطبيب في حالة تخديره موضعياً، إلا أن الأعمار الأكبر قليلاً يمكن معها استخدام التخدير الموضعي طالما أن الطفل لا يشعر بألم في مكان الجراحة وسيتعاون مع الطبيب، وقد يتم تخديرهم كلياً أيضاً فهذا القرار يعتمد أيضاً على شخصية الطفل وإدراكه وخوفه أو شجاعته.

الطفل قد لايحتاج علاجاً طبيعياً

* حدثنا عن كيفية معاملة الطفل في مرحلة ما بعد العملية الجراحية وعملية التأهيل؟

- إن أفضل مافي كسور العظام عند الأطفال هو التأهيل بعد العملية الجراحية حيث إنه أسهل عن تأهيل الكبار، فالبالغون يحتاجون إلى إجراء علاج طبيعي وقد لا يلتزمون بالتعليمات حرفياً فيتحاملون على الألم ويضغطون على إصابتهم ببذل المجهود والحركة، وذلك بعكس الطفل الذي يتصرف على طبيعته وبشكل تلقائي فلا يضغط على مكان إصابته ولا يبذل مجهوداً كبيراً يرهقه ويتوقف فوراً عن استخدام الطرف المكسور بمجرد شعوره بالألم، وفي النهاية يجب التأكيد أن جراحة كسور الأطفال يجب أن تكون بين أيدي طبيب جراح خبير ولا تصلح للمبتدئين، لأن جراحة العظام ليست فقط إجراء روتينياً بل تتطلب خبرة كبيرة بها واتخاذ القرارات في وقتها المناسب ومعرفة متى ينبغي أن تصبر على الإصابة ومتى تقوم بعمل الجراحة.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد