يعتبر البعض أن ارتجاع الحموضة للمريء أمر طبيعي خلال شهر رمضان ويستهينون به معتقدين أنه يحدث لمجرد الأكل الزائد، لكنهم لا يدركون أن وراء الارتجاع المريئي خللاً كبيراً في صمام يسمح بمرور الطعام من المريء إلى المعدة وربما خلل في حركة عضلات المريء نفسها، في الوقت نفسه فإن هؤلاء لا يعلمون كيفية تجنب حدوث هذا المرض والوقاية منه خصوصاً خلال شهر الصيام، وهو ما أوضحه الدكتور رامي شعث استشاري الجهاز الهضمي والكبد والمناظير، حيث أشار في البداية إلى أهم أعراض الارتجاع المريئي مثل الشعور بحرقة المعدة مع الإحساس بعدم الارتياح خصوصاً عند امتلاء المعدة بالطعام، بجانب أعراض أخرى تحدث أحياناً مثل الشعور بطعم حارق في الحلق أو الفم بسبب وصول الارتجاع لهذه المنطقة والإحساس بشرقة أو بحة في الصوت قد توقظ الإنسان من نومه في بعض الأحيان، كما قد يشعر المريض بصعوبة في البلع وهو عرض مهم يجب أخذه مبلغ الجد حيث إنه قد يكون مؤشراً لحدوث ضيق في المريء نتيجة الالتهاب المزمن أو تحوله لسرطان في المريء، وبعض المرضى يشتكون من آلام في الصدر تشبه إلى حد كبير آلام أمراض شرايين القلب.
وأكد د. رامي على أهمية تجنب مرضى الارتجاع المريئي تناول بعض المأكولات والمشروبات في رمضان مثل الدهون والمقليات والمشروبات الحمضية كعصير الطماطم والبرتقال والمياه الغازية والقهوة والشوكولاتة، ولعل هذا ما يجعل بعض مرضى الارتجاع المريئي يتضررون من الصيام ليس بسبب الصيام في حد ذاته ولكن بسبب العادات الغذائية الخاطئة والإفراط في الطعام، مطالباً إياهم بعدم ملء المعدة دفعة واحدة واتباع السنة النبوية بالإفطار على قليل من التمر ثم صلاة المغرب قبل العودة لتكملة الفطور مع التقليل من حجم الوجبة، مع تخفيف وجبة السحور بقدر الإمكان وعدم النوم مباشرة بعدها، بالإضافة إلى مراعاة بعض السلوكيات م ثل التوقف عن التدخين والكحوليات وتجنب النوم مباشرة بعد الفطور على ألا تقل الفترة الزمنية بين الأكل والنوم عن 3ساعات، ورفع المخدات أثناء النوم في حدود 15سم حتى تكون الرأس أعلى من الجسم.
وأضاف د. رامي أن هناك بعض الأدوية التي تزيد من نسبة حدوث ارتجاع المريء مثل بعض مضادات التقلصات وبعض أدوية الربو وأدوية ارتفاع ضغط الدم وأقراص منع الحمل وأدوية الروماتيزم والمسكنات، ويمكن تجنبها لكن بعد استشارة الطبيب المختص، ويوجد الآن العديد من الأدوية التي تعالج ارتجاع المريء مثل مثبطات الحموضة ومثبطات النوع الثاني من مستقبلات الهستامين، ولكن أهمها على الاطلاق وأكثرها قدرة على التأثير هي مجموعة الأدوية التي يطلق عليها مثبطات مضخة بروتون التي يؤدي استخدامها إلى اختفاء الأعراض والتئام الالتهابات في حوالي 90% من المرضى، وبالتالي فالغالبية العظمى من المرضى تستطيع الصوم بدون أي متاعب.