Al Jazirah NewsPaper Thursday  18/09/2008 G Issue 13139
الخميس 18 رمضان 1429   العدد  13139
صدى لون
غياب التنسيق وازدواجية العرض!!
محمد الخربوش

تشهد الساحة التشكيلية في السنوات الأخيرة بالذات حراكاً عددياً في مجال المعارض ولا يكاد الشخص المتابع والمهتم يجد الفرصة والوقت الكافي لمتابعة هذه المعارض المتلاحقة التي تقام هنا وهناك خصوصاً في الرياض العاصمة ومحافظة جدة الأكثر حراكاً في هذا الجانب. هذا النشاط العددي للمعارض هو ربما يكون ظاهرة صحية وربما يكون في منحى آخر عكس ذلك لكنه يكون ظاهرة صحية متى ما كان متابعاً وتحت الضوء خصوصاً من وسائل الإعلام التي ندرك جيداً أن لها تأثيراً قوياً في نشر هذا المسار الجمالي والتعريف به وبأهله ومبدعيه وبالتالي فهي فرصة لأن يكون للإعلام أدوار ربما تكون أكثر جدوى من غيرها في تسليط الضوء على المنجزات الفنية والجمالية والتعريف بها وبالتالي إيجاد أرضيات ومناخات ونوافذ يصل من خلالها المتلقي إلى مثل هذا النوع من الإبداع الإنساني.. إضافة إلى مقدرة هذا الإعلام ومن خلال وسائله وقنواته المتعددة إلى المساهمة في خلق ذائقة جمالية والعمل على رفع هذه الذائقة لدى المشاهد والقارئ والمتابع وبالتالي بناء جيل يتمتع ببعد ثقافي جمالي وثراء بصري يساهم في رفع الذائقة لدى هذا الجيل بشكل عام.. لكن أن تقام هذه المعارض وهذا الصخب العددي في مجال العرض على نحو ما يحدث أحياناً بما يصل إلى وجود أكثر من معرض في اليوم الواحد فإن مثل هذه الافتراضية قد يكون نتاجها سلباً أكثر من إيجابيته وقد تساهم أيضاً في الوصول إلى حالة من التشبع لدى المتابعين وكان من الواجب أن تكون لكل جهة أو جماعة تشكيلية أو غير ذلك أن يكون لديها جداول زمنية مبرمجة تحدد بالزمان والمكان حتى يكون هناك نوع من التنسيق المسبق الذي يمنع حدوث الازدواجية وتشتيت ذهن المتابع.. لأن إنسان هذا العصر أصبح لا يجد الوقت الكافي للمتابعة بعد أن تعددت المعطيات وتنوعت وتسارعت عجلة الحياة ورتم هذا العصر ومن هنا فإن البرمجة المسبقة حتمية ضرورية ومطلب حضاري هام.خلاصة القول إن الحراك المتسارع في حركة العرض التشكيلي هو حراك ايجابي متى ما كان مبرمجاً ومنسقاً ومدروساً.

أما أن تسود فوضى العرض إن جازت التسمية فهذا هو الحال غير المفيد للساحة التشكيلية بشكل عام، ومن هنا فإن دور الجهات والمؤسسات ذات الصلة بهذا الشأن يجب أن يكون أكثر حضوراً ومتابعة بما يحقق للساحة التشكيلية مساراً صحيحاً يحقق الانضباطية وجمالية الأداء.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد