تظهر الإحصاءات المختلفة المصادر تأفف النساء وتذمرهن من وجود الدهن الزائد في شعرهن. كما تشير هذه الإحصاءات نفسها إلى خلو شعر الأطفال عامة من هذه المواد وإلى إمكانية ظهورها غالباً في شعر الرجال.
ويرجع الأطباء المختصون بأمراض الجلد أسباب ظهور الدهن في الشعر إلى إفرازات الغدد الدهنية بكميات تزيد على المعدل المطلوب مما يجعل جلد الرأس يتحول إلى جلد دهني يؤثر بدوره على الشعر، ويجعله مفعماً بالزيوت.
والحقيقة أن الشعر الدهني يسبب الإزعاج الدائم سواء للرجل أو للمرأة. من جهة يبدو صاحبه مشمئزاً من الغبار العالق به دائماً ومن جهة أخرى يضطر إلى غسل رأسه وتنظيفه خلال مدة أقصاها يومين لئلا يسيء إلى نفسه فيبدو قبيح المظهر والمنظر.
وعلى العموم يؤكد الأطباء أن إفرازات الغدد الدهنية المتزايدة لا تعتبر داءً خطيراً أو مستعصياً. وفي حال ظهور مواد دهنية على شعر الأطفال فإن الأمر يكون عادياً للغاية ولا شيء يدعو إلى القلق والارتباك.
إذ ربما كان الدهن متأتياً عن فعل الوراثة ليس أكثر، وعندها لا يلبث حتى يختفي كباقي البقع والأمراض الجلدية الأخرى التي تصيب أحياناً رؤوس الصغار.
ويذهب الأطباء أبعد من ذلك في توضيح أسباب ازدياد الدهن في الشعر فيذكرون أن اختلال التوازن الهرموني، وتبديل النظام الغذائي، والعصبية، والصدمات النفسية، وتغيير طريقة العيش، كلها تساهم في تنشيط إفرازات الغدد الدهنية، كما أن ثمة هورمونات عند الرجل تثير هذه الغدد وتدفعها إلى إفراز كميات أكبر من المواد الدهنية.
ومع ذلك فإن الأبحاث الطبية المتعددة لم تصل بعد إلى إيجاد الحل الصحيح لهذه العلة الشائعة. إلا أن الصبر والمثابرة على اتباع النصائح يعطيان نتائج لا بأس بها.
أولاً: ليحاول المصاب بالشعر الدهني تعرض شعره دائماً للهواء الطلق لأن هذا الأخير يحتوي على الأوكسجين يعمل على تنشيط الدورة الدموية التي بدورها لا تتأخر عن إعطاء الشعر نتائج إيجابية مرضية.
ثانياً: يتخذ، كذلك، طعاماً غنياً بالفيتامينات والنشويات مثل الفاكهة الطازجة والخضار والألبان والسمك واللحم الخالي من الدهن.
ثالثاً: لا بأس باستشارة الطبيب قبل تناول العقاقير المختلفة، ذلك أن بعضها يحتوي على هرمون مؤنث مثل الاوستروجين ومن شأنه أن ينشط إفرازات الغدد الدهنية.
رابعاً: ليغسل الشعر كلما دعت الحاجة إلى ذلك لأن الماء لا يؤذيه مطلقاً كما أنه لا يحرك الغدد ولا ينشط إفرازاتها مثلما يعتقد أكثر الناس.
إن ترك الشعر غير نظيف لمدة طويلة من الوقت أمر لا ينصح به الأطباء أبداً. ولا بأس في استعمالك لمستحضر خاص بالشعر الدهني تستخدمه مع الماء الفاتر لا الساخن في غسل شعرك كما أنه من المستحسن أن تستفيد من المركبات الخاصة التي من شأنها منع تساقط الشعر والتي بمقدورها أن تمتص بعض الزيوت العالقة به.
خامساً: لا ينبغي الإفراط في استعمال (السبراي). ومع ذلك فبإمكاننا الاستفادة من الأنواع المخصصة للشعر الدهني، التي يمكن إزالتها مساء مع كل ما يكون قد علق بالشعر من غبار وشوائب أخرى التي تكون قد امتصت مقادير من المادة الدهنية المفرزة.
سادساً: سرّح شعرك باستعمال المشط والفرشاة مساء ولا تعامله بقسوة لئلا تلحق ضرراً بفروة الرأس.
سابعاً: إذا كان شعرك من النوع الذي يستعيد حالته الدهنية بسرعة فإن الشامبو الجاف يمكن أن يفيدك كثيراً.
ولا يخفى عليك أن هناك أصنافاً عدة من هذا الشامبو بوسعك أن تجربها كلها حتى تجد النوع الملائم لك.
وثمة منها ما هو على شكل مسحوق يمتص المواد الدهنية وعليك أن تعمد إلى إزالة المسحوق بالفرشاة بعد الاستعمال بوقت كافٍ لا يقل عن 15 - 30 دقيقة.
د. عبدالعزيز النوشان
استشاري أمراض طب وجراحة الجلد والعلاج بالليزر