Al Jazirah NewsPaper Tuesday  23/09/2008 G Issue 13144
الثلاثاء 23 رمضان 1429   العدد  13144
دفق قلم
أين أمتنا؟
عبدالرحمن بن صالح العشماوي

إجابات القراء:

حينما يكون السؤال ذا علاقة بقيمة الإنسان المسلم، وقيمة أمته ومستقبلها فإن التفاعل معه يكون قوياً، ولا يكون كذلك إلا إذا كان أبناء هذه الأمة على مستوى الإحساس بالمشكلة، ومستوى البحث عن حلول ناجعة لها.

وهذا ما لمسته -حمداً لله- من تلك الرسائل التي تلقيتها عبر رقم الجريدة الخاص الذي يكتب في آخر المقال، أو عبر وسائل الاتصال الخاصة بي.

كان عنوان المقال السابق (أين أمتنا؟) سؤال ساخن وجهه إلي شاب مسلم منفعل، كان يشعر بحرقة دفعته إلى قدر كبير من اليأس والقنوط، وملأت قلبه بالأسى على أمته التي ماتت - في نظره - ولم يعد لها كيان في هذا العصر.

وإليكم - أيها الأحبة- عدداً من تلك الرسائل التي تلقيتها منكم، وسرني ما فيها من الحرص والتفاعل، وقد أخذت منها أقصرها، واختصرت بعضها مراعاة لهذه المساحة.

الأخ فهد يقول: كيف تسأل عن الأمة وأنت أدرى بها، وأنا متأكد أن الجواب عندك يا أبا أسامة، ولكن إذا أردت جواباً مني أنا فهو: (الله يخلف علينا وعليك في أمة أصبحت تابعة للغرب في كل شيء وقد انتهت من حجر الضب، وتابعت أعداءها في جحور الجرابيع).

الأخت أم عبدالرحمن تقول: قل للشاب الذي سألك (أين أمتنا): إنها موجودة وجوداً قوياً، وما مشكلتها إلا في روح الهزيمة التي تسكن في قلوب أبنائها كباراً وصغاراً، وفي انحراف سلوك الكثير من رجالها ونسائها عن طريق الدين المستقيم، وقل لذلك الشاب أمتنا موجودة في قرآننا الكريم، وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فهي مثل الشمس التي يراها الناس ما عد الذين يطبقون أجفانهم حتى لا يروا.

قارئ لم يذكر اسمه يقول: هذا الشاب الذي يسأل عن أمتنا يريد أن يقول عن واقعنا الذي لا نختلف عليه كمسلمين، فحياتنا اليوم تقوم على الكذب والرشوى النصب وعدم المبالاة بحقوق الناس، والتسيب والتأخر عند بعض الموظفين والنميمة والغيبة والشتم بسبب وبغير سبب، كلها تحكي واقعنا اليوم نسأل الله السلامة.

رسالة من موظف في الاتصالات في خدمة العملاء يقول: تعال يا دكتور لترى أساليب رجال الأمة ونسائها، حتى تعرف الجواب عن سؤال ذلك الشاب، فنحن في عملنا تعودنا أن نسمع عبارات (الله يلعنك، ويلعن أبوك) وغيرها من ألفاظ السب والشتم بدون أي سبب، نسمعها من الرجل الكبير والمرأة الكبيرة، ومن الشباب، ومن الأطفال، وأعتقد أن هذا جواب واضح على سؤال (أين أمتنا).

أما الأخت بنت الخنساء فتقول: السلام عليكم، طلبت من القراء إجابة عن تساؤل الشاب ويسعدني أن أشارك بقولي: الأمة الإسلامية هي التي أصبحت أيها الشاب عضواً فيها دون تسجيل أو رسوم، وإنما بشهادة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) صلى الله عليه وسلم نحن نخاطب في الأمة ضميرها النائم ووجدانها لعله يستيقظ، أنت أيها الشاب واحد من هذه الأمة، فهيا امنح الأمة وقتك دعوةً للدين، مناصحة، أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر، ارتق بعلمك، والسعي لاكتساب مسببات الحضارة، حتى وإن اقتبسته من الغرب، فلا بأس باقتباس ما يفيد بحضارتهم التي قامت على أسس علمية نقلوها عن المسلمين لا يتمكن منك اليأس فيزيح آخر قطرة من حبك لأمتك.

أبو راشد يقول: أنا أخبرك أين الأمة، انظر إلى الدماء المراقة في العراق، وفلسطين، وأفغانستان، وإلى الأوضاع المحزنة في لبنان، وإلى شاشات الفضائيات العربية في رمضان، وإلى أولئك الشباب القابعين في جوانتنامو، وإلى الجائعين العارين في بلاد المسلمين، فهناك سترى الأمة، عفواً يا دكتور الأمة ضائعة.

أيها الأحبة:

في هذا الفلك دارت معظم الرسائل التي وصلتني معبرة عن رأي شرائح من الناس في حالة أمتهم.

سأعلق على هذه الرسائل في المقالة القادمة - بإذن الله -.

إشارة: قد نستفيد من السحاب الظلَّ إنْ لم يَغْدُ ماطِرْ.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5886 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد