Al Jazirah NewsPaper Tuesday  23/09/2008 G Issue 13144
الثلاثاء 23 رمضان 1429   العدد  13144
نقلة نوعية في الخدمات الصحية
د. حمد بن عبدالله المانع

تتوالى الأيام والسنوات وتمر بنا الذكريات وتبقى في ذاكرتنا ذكرى غالية وعزيزة على نفوسنا جميعاً.. إنها ذكرى يومنا الوطني.. هذا اليوم الخالد الذي توحد فيه هذا الكيان العظيم على يد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله.

إن اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية يعتبر نموذجاً يحتذى في البذل والعطاء وهو قصة بطل اعتمد على الله وأيقن أن قوة الأمة في وحدتها وتكاتفها فحقق الله مبتغاه في بناء دولة متماسكة وقوية دستورها الكتاب والسنة وتبعه أبناؤه البررة في الحفاظ على هذا الكيان والتمسك بالقيم الإسلامية والتقاليد العربية الأصيلة بدءاً من الملك سعود حتى آلت الأمانة إلى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - الذي تشهد المملكة في عهده نهضة حديثة ونقلة نوعية في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية حتى أصبحت المملكة من الدول التي يشار لها بالبنان في تطورها وتقدمها.

وفي إطار النهضة الحضارية والتنمية المستمرة لكل البنى التحتية والخدماتية في المملكة الحبيبة تحظى الخدمات الصحية كغيرها من الخدمات الحيوية والضرورية بكل رعاية واهتمام من ولاة الأمر يحفظهم الله.

وقد شهدت الخدمات الصحية في السعودية نقلة نوعية كماً وكيفاً في كافة المستويات الوقائية والعلاجية والتشخيصية والتأهيلية حيث تحققت إنجازات متميزة في كافة المنشآت الصحية خلال السنوات الخمس الماضية أهمها زيادة السعات السريرية بالمستشفيات التابعة لها.

كما أن هناك مستشفيات تم تنفيذها متوقع تشغيلها هذا العام حيث قامت الوزارة بالانتهاء من تنفيذ (29) مستشفى بسعة (1.950) سريرا منها (20) مستشفى جديد بسعة (1.000) سرير و(9) مستشفيات إحلال بسعة (950) سريرا سيتم افتتاحها خلال هذا العام 1429هـ لترفع إجمالي السعة السريرية إلى (32.420) سريراً.

كما ارتفع عدد المراكز الصحية من (1824) مركزاً صحياً عام 1424هـ إلى (1925) مركزاً صحياً عام 1428هـ. وجار افتتاح (150) مركزاً صحياً جديداً هذا العام ليصل عدد المراكز إلى (2.075) مركزاً كما تم البدء بمشروع وطني كبير لإحلال المراكز الصحية وفق أربع مراحل.

ولم تكتف الوزارة بالتطور الكمي المتمثل في إرساء البنية التحتية والتوسع في إنشاء المرافق الصحية، بل تعمل حالياً على إحلال أسلوب وثقافة طب الأسرة والمجتمع وما يعرف عالمياً طبيب الأسرة (Family physician) بدلاً عن الرعاية الصحية الأولية وذلك رغبة في تقديم خدمات ذات جودة عالية ترقى لتطلعات المستفيدين من خدماتها.

ولقد أعدت وزارة الصحة دراسة شاملة لتطوير النظام الصحي بالمملكة (بلسم) تضمنت إنشاء صندوق وطني للضمان الصحي للتأمين على المواطنين تابع للدولة ويمول خلال الميزانية العامة لها. وتم رفع الدراسة للمقام السامي الكريم.

وتهدف هذه الدراسة إلى مواكبة عجلة التطور المتسارع الذي تشهده الخدمات الصحية والارتقاء بمستوى أدائها.

ويتضمن النظام الصحي (البلسم) عدداً من المبادئ والقواعد الأساسية يأتي في مقدمتها التركيز على قيام وزارة الصحة بدورها الرئيسي في التخطيط والتنظيم والإشراف والتنسيق ومراقبة جودة الخدمات الصحية والعمل على إنشاء هيئة وطنية مستقلة لمعايير الجودة وكذلك الفصل بين ممول الخدمة ومقدمها ومشغلها ومراقب أدائها بما يضمن تحقيق أعلى مستوى من الأداء والجودة.

كما تعتزم الوزارة تشغيل المختبر الوطني الصحي الذي يقع في مساحة تبلغ 132 ألف متر مربع بتبرع سخي بالأرض المقام عليها المشروع من سمو ولي العهد وبتكلفة إجمالية بلغت 320 مليون ريال في نهاية العام القادم حيث يضم خمسة أبراج تشتمل على المعامل والمختبرات المرجعية المجهزة بأحدث الأجهزة والكوادر المخبرية المؤهلة.

وقامت وزارة الصحة ومنذ يوم 1-2-2008م بإعادة تسعير الأدوية المستوردة والمصنعة محلياً حيث تم اعتماد تعديل جميع أسعار التصدير للأدوية إلى الريال السعودي، وتخفيض أسعار الأدوية المبتكرة التي مضى على تاريخ تسجيلها بالمملكة خمس سنوات فأكثر بنسبة 1% عن كل سنة، وبعد تطبيق هذه الآلية استطاعت الوزارة أن تتوصل إلى تخفيض أو المحافظة على نفس أسعار 60% من الأدوية المسجلة بالمملكة، إلى جانب تثبيت سعر التصدير للدواء بالريال السعودي.

وقاد برنامج الفحص الطبي قبل الزواج الذي بدأت الوزارة تطبيقه إلزامياً منذ مطلع عام 1425هـ إلى انخفاض نسبة عدم التوافق في برنامج الزواج الصحي في السعودية إلى أكثر من 60% حتى نهاية العام الماضي.

وبدأت الوزارة في تطبيق نظام الضمان الصحي التعاوني الذي صدر بقرار مجلس الوزراء رقم (71) بتاريخ 27-4-1420هـ يهدف إلى توفير الرعاية الصحية وتنظيمها لجميع المقيمين غير السعوديين في المملكة خلال المرحلة الأولى.

ومن خلال دراسة وضع المملكة الديموغرافي ومقارنة توزيع الخدمات إقليمياً تبنت الوزارة استراتيجية نشر مستشفيات تخصصية توفر على المواطنين عناء مراجعة المستشفيات التخصصية بالعاصمة. لذا تم اعتماد (19) مستشفى مرجعي تغطي جميع المناطق الصحية بمسمى منظومة الحزام الصحي سعياً لتقديم خدمات صحية متخصصة متميزة من خلال هذه المستشفيات.

كما تعتزم الوزارة تحصين جميع طلاب الصف الأول بالمرحلة الابتدائية بلقاح الحصبة بداية من العام الدراسي القادم 1429هـ - 1430هـ والذي ينطلق في شهر شوال المقبل، كخطوة مهمة لدحر فيروس الحصبة من المملكة في وقت قياسي. وتسعى الوزارة حالياً للدخول في مرحلة خلو المملكة من مرض الحصبة كما ستعلن مع نهاية هذا العام وبداية العام 2009م خلو المملكة من مرض البلهارسيا بعد أن تم مؤخراً إعلان خلوها من مرض شلل الأطفال.

وقد وضعت وزارة الصحة خطة وطنية لمكافحة داء السكري بالمملكة مدتها 10 سنوات بدأت منذ العام 2008م حتى العام 2018هـ حيث تم تشكيل لجنة وطنية وفرق عمل على مستوى الوزارة.

وتمت حوسبة بيانات مرضى السكري وعمل أدلة إرشادية للعاملين على مرض السكري، حيث إن مرضى السكري يكلفون المملكة سنوياً ما يقارب 8 مليارات ريال كتكلفة مباشرة للمريض.

وختاماً.. نسأل المولى عزَّ وجلَّ أن يحفظ لهذه البلاد قائد مسيرتها خادم الحرمين الشريفين وأن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار وأن يوفقنا جميعاً لتحقيق ما نصبوا إليه إنه سميع مجيب.

وزير الصحة



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد