Al Jazirah NewsPaper Wednesday  24/09/2008 G Issue 13145
الاربعاء 24 رمضان 1429   العدد  13145
يارا
أوه يا الأخضر
عبد الله بن بخيت

يبدو أننا ندخل مرحلة جديدة من الخرابيط. الخرابيط حركة أممية شاملة. لا يمكن التنبؤ بها كما لا يمكن تحديد مصدرها التاريخي. أستطيع أن أقول إن أول من فعلها هم الصينيون. المعروف أن الصيني يأكل أي شيء. يقول مثلهم السائد: نأكل كل شيء طائرا ماعدا الطائرة وكل شيء واقفا ماعدا الطاولة.

عزمني مرة صديق صيني على وجبة حشرات. جزاه الله خيرا صار يقطع من ها الهبر وينطل في دربي. بعضها لا أعرف لها اسم, لكن خبرتي الطويلة مع أكل الفصفص والهبيد علمتني فصفصة أصغر حشرة. اكتشفت أني قادر على عرمشة ساق نملة. تعجب الصيني من قدراتي. ليست المرة الأولى التي أتناول فيها حشرة. أكلنا الجراد أيام زمان. لم اخبره بذلك. بعدها قام صديقي الصيني بإلقاء محاضرة عن الطعام في الصين وتحولاته إلى حالة ثقافية ثم إلى دوره العلاجي. في الطب الشعبي الصيني كل شيء له علاج. يدافع الصينيون عن علاجاتهم بشاهد العمر الطويل عند الإنسان الصيني. كلام غير دقيق ولكنه شائع. مثل الخرابيط التي يسوقونها في دكاكين عطاراتهم. عندهم علاج لأي مرض وإذا لم تنفع الوصفة فعليك أن تقرنها ببعض الطقوس. المهم يا تطيب يا تموت. ما تجلس مريض تغثهم. هذا أقرب تفسير لطول عمر الصيني. المريض يودع بأسرع وقت ولا يبقى سوى الأصحاء ينجبون أصحاء مثلهم. الشيء الوحيد الذي يمكن أن أصدقهم فيه مقويات الباءة. ألف وخمسمائة مليون آدمي ما جاؤوا للدنيا من الباب للطاقة. لعل السر يكمن في تلك الأعشاب التي يسوقونها, لكن أي من تلك الأعشاب هو الذي يؤدي إلى الليالي الملاح. الله اعلم. خلونا مع الفياجرا إلى أن ينجلي السر.

نقرأ هذه الأيام عن فوائد الشاهي الأخضر. نسمع الآن أن هذا الشاهي يساعد على حرق الدهون ويساعد على تنظيم حركة الأيض ويساعد الكبد على أداء وظائفه ويخفض مستوى السكر في الدم ويمنع تجلط الدم ويقتل البكتيرياء الضارة ويمنع التسمم ويحسن رائحة الفم وأخيرا صار يؤدي إلى الوقاية من السرطان. الشيء الغريب أنه حتى الآن لم يصل إلى تقوية الباءة. أنا متأكد أنه في الطريق إلى ذلك. جرت العادة أن أهم مسوق لأي دواء شعبي أن يقرن بالجنس. إذا ابتلشت بكمية كبيرة من الكركم وأردت أن تتخلص منها يمكنك أن تدعي أن الكركم يخفف السكر في الدم ويقضي على الكلسترول الضار ومدر للبول ومنشط للجهاز العصبي وأي شيء يأتي على بالك لكن اختمها بقولك (ويقوي الباءة). مسوقو الشاي الأخضر أذكياء أيضا بدؤوا دواءهم مع موضة تخفيف الوزن العالمية ولكنهم لم يكتفوا بزبائن الأوزان الثقيلة. مثلهم مثل غيرهم لابد من توسيع قاعدة الزبائن فصار يعالج كل شيء لينضم إلى الخرابيط الطبية الكثيرة وعلى رأسها الثوم. الثوم مستشفى كامل في بيتك. يعالج القلب والدم والدماغ والجلد ويقوي الباءة طبعا. بالنسبة للثوم أنا متأكد أنه يقوي الباءة. السبب واضح. فالروائح المنبعثة من جسدك وفمك ستطرد الناس عنك بما فيهم زوجتك.

هذا وحده كفيل بتخزين طاقتك وشحنها إلى حدودها القصوى. تتمنى ساعة بقرب الحبيب لتنفجر. على أي حال طالما أن موضة شفط الجيوب هذه الأيام بالشاهي الأخضر ليس أمامنا سوى أن نردد: (أوه يا الأخضر العب في الساحة).

YARA.BAKEET@GMAIL.COM


لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6406 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد