Al Jazirah NewsPaper Wednesday  24/09/2008 G Issue 13145
الاربعاء 24 رمضان 1429   العدد  13145
بلا تردد
1 الميزان 23 سبتمبر
هدى بنت فهد المعجل

لا وطن ينافس وطنك..

لا أرض تستبدل بأرضك..

لا قلب يزرع بجانب قلبك..

لا دم يجري في وريدك مثل دمك..

فمن بمقدوره أن يكون قطرة دم في كيان الآخر.. الوطن أم أنت..!؟

الامتزاج لا يمكننا من الفصل ومن ثم التحديد..

أن تمتزج في وطنك يعني أن تخلص له، تذبّ عنه، تحافظ عليه.

ما معنى أن تفتخر بوطنيتك وفي الجانب الآخر تلوث البيئة..!؟

ما معنى أن تدعي الذب عن وطنك وفي الخارج تستغل الفرصة كي تطعن في صميمه..!؟

***

- أذكر في سفر واجهت عائلة الظروف.. ظروف وطنها أجبرتهم على تبديل الجنسية.. كي يعيشوا في وطنهم آمنين.. منحوا جنسية لا يريدونها.. كان لدى العائلة ابنة اسمها (وطن).. سألت نفسي ولم تجبني: وطن! أي وطن قصدوا وقد جعلوه اسماً لابنتهم.. وطن الأرض.. أم وطن الجنسية.. أو وطن الأصل.!؟

- حاك ذهني أسئلة عريضة طويلة قصيرة..

- هل وطن الأصل يشبهه في الملامح وطن الجنسية..؟

- وهل حقوق الوطنين واحدة؟ أو المشاعر والإحساس والانتماء أو الولاء..؟

بصيغة أكثر إيضاحاً.. ما معنى أن تكون وطنياً.. ولا وطني؟

الثلاثاء 23 سبتمبر يصادف 1 الميزان يوم المملكة الوطني.. واليوم الأربعاء 24سبتمبر فهل تتعطل المشاعر تجاه الوطن بمجرد خروج يومه..!؟

الولاء والانتماء لا يرتبطان بمناسبة أو زمن ووقت.. الكل يعلمون ذلك.. بيد أن التركيز على يوم بذاته وجه من أوجه (فذكر).. أفهم، أنتبه، أدرك، تجهز، تهيأ.. جدد دم الولاء والانتماء في عروقك..

ما أكثر من تتقد وطنيتهم في الغربة.. وبعد الأوبة ينطفئون!!

ومظاهر اتقادها ظاهرة للعيان.. أحياناً جميلة ولطيفة.. وفي الغالب سيئة ومبالغ فيها.

ما أجمل أن يدلل العلم على وطنيتك.. باللونين الأخضر والأبيض.. لون السحب شديدة البياض وهي حبلى بالغيث الذي إذا نزل على الأرض أخضرت..

بياض القلب عند الصفح.. وخضرته في حضرت البشاشة..

تأمل هذين اللونين بما يحملان من أبعاد نفسية وروحية.. أو حسية.. ثم عش في ثنايا اللونين مستحضراً وطنك بسماء حبلى وأرض معطاءة..

الاستغراق في التأمل ينقى من ذهنك السموم ويمحوها عن جسدك وظنونك.. لماذا؟

لأن التأمل علاج لم نفرغ له طاقتنا المرجوة المدخرة بعد..

واليوم الوطني فرصة ينبغي ألا تمر إلا وقد تدربنا على طاقة إيجابية تسهم في إخراج كل طاقة سلبية لديك.

taboohfm.maktoobblog.com










لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6086 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد