Al Jazirah NewsPaper Friday  26/09/2008 G Issue 13147
الجمعة 26 رمضان 1429   العدد  13147
خواطر صيف (8)
من وحي العمرة: مشاهدات وانطباعات
د. سعد بن عبد العزيز الراشد

أكتب هذه الخواطر ونحن نعيش أجواء رمضان الروحانية، ففي هذا الشهر تزداد حركة السفر إلى مكة المكرمة لأداء العمرة ومجاورة بيت الله الحرام، الوافدون إلى مكة المكرمة في هذا الشهر الكريم هم من الكثرة ما لا يمكن حصرها، بعضهم يجمع بين أداء العمرة وزيارة للمسجد النبوي الشريف، والكثرة الكثيرة يرابطون في مكة المكرمة معظم أيام الشهر. وفي هذه الأجواء نستشعر ما أنعم الله به على هذه البلاد من خير وأمن واستقرار، وها هي تقدم كل ما تملك من إمكانات وقدرات وخبرات لضيوف الرحمن. ونسأل الله المزيد من التوفيق والرأي السديد للنهوض بخطوات التطوير القائمة في الحرم المكي والمشاعر المقدسة. وأعتقد أنّ هناك حركة رصد مستمرة للإيجابيات والسلبيات، لكن المشاهدات والانطباعات التي تتوفر لدى المواطنين والمقيمين أو الضيوف، أعتقد أنّ استيعابها من الجهات المعنية مهم وقد يفيد للتطوير المستقبلي. وربما لا ينظر إلى المشاريع الحيوية التي تنفذها الدولة في مكة وفي أنحاء المملكة، أنها شأن محلي فحسب، بل لها تأثير كبير في سهولة الحركة والوصول إلى المدينتين المقدستين. وفي ضوء ما ذكرت أجدني مدفوعاً لعرض بعض من مشاهداتي وانطباعاتي أثناء رحلتي الرمضانية إلى مكة المكرمة.

- كانت بادرة جميلة من رئاسة شئون الحرمين بتكليف الشيخ عادل الكلباني إماماً للمسجد الحرام هذا العام، لينضم مع كوكبة من أئمة الحرم الأجلاء، فقد عرفناه إماماَ في مسجد الملك خالد وقبل ذلك في مسجد الملك عبد العزيز بالرياض، فالشيخ عادل جزاه الله خيراً، أسر قلوب الناس بحسن قراءته وتلاوته للقرآن الكريم، بالإضافة إلى ملكته في الخطابة وحسن تعامله، فكسب حب الناس ومحبتهم. تمنياتنا للشيخ الكلباني التوفيق والسداد.

- تبذل رئاسة شئون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف جهوداً كبيرة في سبيل راحة المعتمرين والزوار على مدار الساعة، ومع كل الشكر والتقدير لما تقوم به الرئاسة والجهات الحكومية الأخرى، إلاّ أننا نتطلع للمزيد من التطوير وحسن الأداء في التنظيم وتوجيه ضيوف الرحمان وإرشادهم بمنهجية عالية، للحد من الافتراش والنوم والتضييق على المصلين والتكدس العشوائي في مداخل الحرم وأروقته وفي الممرات وفي الساحات الخارجية، وما يصاحب ذلك من فوضي وممارسات لا تليق ببيت الله الحرام.

- تفاجأنا ونحن في رحاب بيت الله الحرام بما أثارته وسائل الإعلام، حول ما ورد في الحديث الإذاعي لفضيلة الشيخ صالح اللحيدان عن مُلاّك القنوات الفضائية وما تبثه من برامج فيها إفساد للمشاهدين. وقد ساءني تلك الهجمة الخارجية من وسائل الإعلام، والتي لم تمس فضيلته لوحده بل تمس الدولة كذلك. وبالرغم من التوضيح الذي أصدره فضيلته حيال ذلك إلاّ أنه كان بودي لو لم يتحدث فضيلته عن جوانب من حياته العلمية والعملية فمكانته عالية عند ولاة الأمر، ومعروفة لدى القاصي والداني. ولكن الإعلام سلاح ذو حدين، إما لك وإما عليك، سواء حَسُنتْ نوايا القائمين عليه أم لهم مآرب أخرى. فالقنوات الفضائية التي عناها فضيلته لا تبث من أراض سعودية، وليس لأحد عليها سُلطة، وتبرير أي شيء يثار في وسائل الإعلام في عصرنا الحاضر، مهما كان فيه من شطحات قد ينتهي باعتذار أو تبرير للعمل بأنه اجتهاد، والله سبحانه وتعالى {لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ}. وأتمني من علمائنا الأفاضل أن يعيدوا النظر في منهجية التعامل مع الإعلام الداخلي والخارجي، بأسلوب عصري جديد نستطيع من خلاله توصيل العلوم المعرفية بتعاليم الإسلام، وقطع خط الرجعة على من يتربّص ببلادنا وعلمائها .. وفّق الله فضيلة الشيخ اللحيدان وعلماءنا الأجلاء لكل خير.

والله من وراء القصد وكل رمضان والجميع بخير.



alrashid.saad@yahoo.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد