Al Jazirah NewsPaper Friday  26/09/2008 G Issue 13147
الجمعة 26 رمضان 1429   العدد  13147
الجوف.. صور من جمالها (3)
الفعاليات الثقافية.. ثالثة الصور
زيد المحيميد

في اليوم الثالث والأخير من الرحلة المباركة في منطقة الجوف اقترح علينا الدكتور دخيل الله الشمدين زيارة بعض المؤسسات والتعرف على بعض الفعاليات الثقافية والعلمية والنشاطات الاجتماعية، وكذلك المراكز العلمية التي تزخر وتتميز فيها .

مدينة سكاكا خصوصا ومنطقة الجوف عموما، فرحبنا في هذه الفكرة، وخاصة أننا متشوقون لمعرفة الجانب الثقافي والعلمي في المنطقة وجدير بالذكر أن الجانب الثقافي والعلمي وصل إلى مراتب جيدة عبر جهود المسؤولين والمثقفين والأكاديميين من أبناء المنطقة وهم كثيرون ويصعب حصرهم أو تعدادهم في هذا المقال المختصر، وللوقوف على أهم المعالم والإنجازات ذهبنا بداية إلى مؤسسة خيرية عريقة تتميز باهتماماتها التربوية والصحية والاجتماعية والاقتصادية على مستوى المنطقة، والتي تأسست بالقرار الملكي رقم أ-442 من عام 1403هـ ألا وهي مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية. كان في استقبالنا في المؤسسة نائب رئيسها الأستاذ الأديب (درعان الدرعان) حيث قدم لنا وصفاً موجزاً ودقيقاً عن هذه المؤسسة العريقة ومما قال ونحن منصتون له: (لقد كان الغرض الأساس من تكوين المؤسسة هو تولي إدارة مكتبة (دار الجوف للعلوم) وتمويلها وتطوير خدماتها لتكون مركزاً للبحث العلمي والأدبي تتوفر فيه وسائل الدراسة والأبحاث العصرية، وقد تبنت المؤسسة إنشاء أول مكتبة عامة في الجوف وأول مكتبة عامة للنساء على مستوى المملكة العربية السعودية، وفي إحصائية العام 1427هـ - 1428هـ بلغ إجمالي عدد الكتب في المكتبة 121374 كتاباً عربياً وأجنبياً وتولى أمانة الدار سبعة أمناء متخصصون، وعضويتان متخصصتان في المكتبات والمعلومات. وقد أرادت المؤسسة أيضا أن يكون لها دور فاعل في خدمة منطقة الجوف في مجالات أخرى كالإسهام في حفظ التراث الأدبي والأثري في المنطقة، ودعم الدراسات ونشر المعلومات المتعلقة بها، ونفذت المؤسسة منذ بدء نشاطها من عام 1403هـ وحتى عام 1428هـ العديد من الندوات والمحاضرات والمعارض المتنوعة والتي تهم منطقة الجوف (تربوياً وصحياً واجتماعياً واقتصادياً) وصل عددها تقريباً 350 نشاطا بقسم الرجال ومثلها بالقسم النسائي.

وتمشياً مع الأهداف التي وضعتها المؤسسة تبنت برنامجاً للنشر ودعم الأبحاث المتعلقة بمنطقة الجوف وأسندت مهمة الإشراف على هذا البرنامج لهيئة علمية ومتخصصة، وخلال سنوات قليلة من وضع هذا البرنامج صدر عن المؤسسة ما يزيد عن خمسة وأربعين كتاباً ودورية في مختلف المجالات العلمية والأدبية، ومن المجلات التي تصدرها المؤسسة مجلة محكمة نصف سنوية والتي تعنى بآثار الوطن العربي مع التركيز على آثار منطقة الجوف وهي مجلة (أدوماتو) برئيس تحريرها الأستاذ الدكتور عبدالرحمن الطيب الأنصاري حيث صدر منها حتى الآن 16 عدداً، كما تصدر المؤسسة مجلة (الجوبة)، والمجلة تحرص على استكتاب عدد من الأسماء الثقافية والإبداعية الرائدة وصدر منها حتى الآن 14 عدداً.

وتملك المؤسسة مجموعة تراثية قيمة تخص منطقة الجوف وهي موجودة في فندق النزل التابع للمؤسسة، وكذلك في مداخل أقسام الرجال والنساء بالدار، وتمشياً مع أهداف المؤسسة الخيرية، تم افتتاح روضة ومدارس الرحمانية حيث تواصل تلك المدارس العطاء من أجل خدمة أبناء وبنات الجوف في كافة المراحل ابتداء من الروضة وحتى المرحلة الثانوية، ولم يقف العطاء عند هذا الحد بل تم رصد جوائز مالية للمتفوقين من الطلاب والطالبات في مختلف المراحل التعليمية بمدارس الجوف، بما في ذلك مدارس محو الأمية وتحفيظ القرآن الكريم، والكليات المتخصصة، ولقد أصبحت هذه الجائزة اعتبارا من عام 1413هـ النشاط الأبرز في أسبوع الجوف السنوي، والتي أضيف إليه بعض المسابقات الأخرى وهي معرض السجاد المحلي، ومسابقة المزارعين المتميزين، كما أضافت إدارة المؤسسة لأنشطة أسبوع الجوف برامج وفعاليات أخرى مثل معرض الكتاب، ومعرض المنتجات المحلية، وندوة أسبوع الجوف، وتنظيم جولات لزيارة المعالم الأثرية والحضارية في المنطقة لزوار المؤسسة وضيوفها. وفي عام 1422هـ قرر أعضاء مجلس إدارة المؤسسة أن تكون جائزة (الأمير عبدالرحمن السديري) للتفوق العلمي في منطقة الجوف منحاً دراسية للمتفوقين من الطلاب في الثانوية العامة للدراسة الجامعية في إحدى الدول التالية (الولايات المتحدة الأمريكية، دول أوروبا الغربية، أستراليا، اليابان، الصين)، وجوائز مالية للمتفوقين من البنات. بعد ذلك قمنا بجولة داخل مقر المؤسسة مع الأستاذ الدرعان حيث أطلعنا عن كثب على مساهمات هذه المؤسسة العريقة وما تحتويه، بعدها أهدى لنا بعض الكتب والمجلات التي تنشرها المؤسسة، وكذلك أهدى لنا بعض الكتب التي تم نشرها في النادي الأدبي بمنطقة الجوف حيث يترأس النادي الأستاذ درعان الدرعان، ومن تلك الكتب التي ألفها بنفسه مجموعة قصصية بعنوان (رائحة الطفولة)، وانصرفنا ونحن مسرورون بما شاهدنا من قفزة ثقافية في منطقة عزيزة علينا، إضافة إلى أعمال ريادية واستعداد تام لبذل المزيد في هذا المجال من قبل أبناء المنطقة للتطوع بوقتهم وفكرهم وجهدهم، والتي أتمنى أن يتم استنساخ مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية في جميع مناطق المملكة العربية السعودية. حقا تلك الجهود المؤسسية تمثل نموذجاً يستحق أن يستفاد منه في بقية المناطق. .............يتبع

كاتب وأكاديمي سعودي


zeidlolo@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد