Al Jazirah NewsPaper Friday  26/09/2008 G Issue 13147
الجمعة 26 رمضان 1429   العدد  13147
جمعية (وقاية) نبراس مضيء في المجتمع السعودي
وسيلة محمود الحلبي

* إن الجمعية الوطنية الخيرية للوقاية من المخدرات (وقاية) من أروع الجمعيات في المجتمع السعودي.. فهي موجهة لكافة أفراد المجتمع بشكل عام والشباب بشكل خاص لتحذيرهم من الوقوع في المخدرات وكشف مدى خطورتها، والأساليب التي يلجأ إليها المروجون للإيقاع بهم.

وهذه الجمعية الرائعة تقوم بأعمال جليلة؛ فهي تقوم من خلال الندوات والمحاضرات والمشاركة بالمعارض والبرامج والمهرجانات بالتعريف بأنواع وأشكال المخدرات للحضور من الجنسين وتقوم بتعريف الأسرة بأعراض الإدمان وكيفية التعامل مع الابن أو الابنة إذا تم اكتشاف تعاطيهم، وكيفية التعامل معه بالطرق الصحيحة التي تقوده إلى التعافي والتوبة، وعدم الزج به إلى الشارع لئلا يلحق برفقاء السوء وزملاء التعاطي.

وتركز الجمعية في نشاطها على تقوية الروابط الأسرية في المجتمع السعودي، وكذلك تسعى الجمعية إلى رعاية وحماية التائبين ومساعدتهم في عدم الرجوع إلى المخدرات مرة أخرى حيث إن نسبة الانتكاس لدى هذه الفئة عالية جداً وذلك عن طريق برامج الرعاية اللاحقة التي تسعى لإعادة زرع الثقة في نفوسهم، ومساعدتهم على التكيف مع المجتمع بإيجابية، وبدء حياة جديدة بعيدة عن المخدرات وعن رفقاء السوء.

وكذلك توعية المجتمع بأهمية منح هؤلاء الفرصة للعودة إلى الحياة الكريمة وفتح أبواب العمل أمامهم وقبل ذلك فتح قلوبنا لهم لمساعدتهم على الثبات.

فما أحرانا أن ندعم هذه الجمعية مادياً وأدبياً ومعنوياً والانضمام إلى عضويتها والتطوع للعمل معها والمساعدة في تنفيذ أهدافها العظيمة التي تخدم المجتمع السعودي كاملاً.

وحذرت الجمعية (المسافرين) من الوقوع في براثن المخدرات ولو عن طريق الخطأ غير المقصود وذلك أثناء تعاطيهم الشيشة حيث من الممكن أن يقوم المجرمون أينما وجدوا بخلط السيجارة أو الشيشة بمزج الحشيش وهو يأتي على رأس قائمة المخدرات التي يتعرض لها المسافرون من الشباب.

مع بعض أنواع المخدرات الأخرى، كالمورفين، والهيروين، والكوكايين وغيرها دون أن يشعر متعاطي السيجارة أو الشيشة بذلك.

وتنبه المسافرين بأنهم سيتعرضون لإغراءات كبيرة في سفرهم لتعاطي هذه السموم من قبل أفراد عصابات دولية لا أخلاق لهم ولا ضمير ولا هدف سوى جمع الأموال بأي ثمن وضرورة الحذر منهم، في الفنادق والمطاعم والمنتزهات وغيرها.

ولا ينسى المسافر أن المخدرات تغزوا مجتمعاتنا بشكل سريع وخطير وأن الشباب والشابات يتساقطون الواحد تلو الآخر في شبكة مافيا المخدرات.

وأن بلادنا مستهدفة بهذه الآفة، وعلينا جميعاً التكاتف لحمايته وحماية أنفسنا وأبنائنا وأسرنا من هذا السرطان الجائر (المخدرات).

(وقاية) توجه الآباء والأمهات بأن المخدرات عدو ماكر سريع الانتشار وأنهم أقدر الناس على معرفة أبنائهم وبناتهم فالإدمان له علامات مميزة لا بد من الانتباه لها قبل فوات الأوان منها: (تغيير الأصدقاء، تغيرات مفاجئة في الحالة النفسية، عدم الرغبة في الاختلاط العائلي، العدوانية واللجوء للعنف والتمرد المستمر، عدم الأمانة والسرقة، العزلة والاكتئاب، فقدان الرغبة في مزاولة الهوايات والأنشطة الرياضية، عدم الاهتمام بالمظهر الخارجي، الخمول وفقدان الحافز على العمل والنشاط، عدم القدرة على التركيز، تغيير عادات النوم، نقص مفاجئ في الوزن، التدهور في المستوى الدراسي، الغياب عن المدرسة، فقدان روح التعاون، الرغبة الدائمة في الحصول على المال وسرعة إنفاقه).

وبإمكان الوالدين الانتباه لهذه العلامات فإن وجدت على الأبناء والبنات ضرورة السرعة في العلاج لدى مستشفيات الأمل بسرية تامة وعدم النظر للخلف واللوم والعتاب والندم، بل الخروج من هذه الأزمة.

تواصلوا معهم بهدوء ومودة وتجنبوا العنف واللوم القاسي والتهديد واطلبوا مساعدة المختصين وأكثروا من الدعاء لهم.

لذا على الوالدين أن يصادقوا أبناءهم وبناتهم وأن يمدوا لهم يد التواصل دائماً، وأن يزرعوا القيم والأخلاق فيهم لحمايتهم من الوقوع في براثن المخدرات.

فأبناؤنا أقرب الناس إلى قلوبنا، وأحبهم إلينا، فأمرهم يهمنا، ومستقبلهم يشغلنا لذا لا نريد تدمير مستقبلهم ولا إفساد حياتهم، فعلينا جميعاً التعاون للحفاظ على فلذات أكبادنا، والجلوس معهم، وتفهم مشاكلهم واحتضانهم واحتوائهم.

وبعد: (وقاية) جمعية وطنية خيرية تخدم جميع أنحاء المملكة، عملها (الوقاية) عن طريق التوعية والتثقيف ونشر المعلومات الصحيحة عن المخدرات وأخطارها وأضرارها وكشف أساليب المروجين، هي توعوية وليست أمنية أو علاجية، أتمنى أن انضم إليها، ألا توافقوني الرأي هيا جميعاً يداً بيد لننضم إلى (وقاية).

لحظة صدق: المخدرات محرمة شرعاً وأبناؤنا وبناتنا أمانة في أعناقنا فلنعمل جميعاً على حمايتهم منها لئلا يقعوا في براثنها..

يداً بيد مع وقاية.. فإنما أولادنا أكبادنا تمشي على الأرض. لو هبت الريح على بعضهم لامتنعت عيني عن الإغماض.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد