Al Jazirah NewsPaper Wednesday  01/10/2008 G Issue 13152
الاربعاء 02 شوال 1429   العدد  13152
خادم الحرمين وولي العهد يؤديان صلاة العيد مع جموع المصلين بالمسجد الحرام

مكة المكرمة - عمار الجبيري:

أدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - صلاة عيد الفطر المبارك بمكة المكرمة مع جموع المصلين الذين اكتظ بهم المسجد الحرام والساحات المحيطة به. وقد أدى الصلاة مع خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام - حفظه الله -. كما أدى الصلاة مع خادم الحرمين الشريفين أصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ وأصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين وجموع غفيرة من المصلين.

وأمَّ المصلين إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد الذي ألقى خطبتي العيد أوصى المسلمين فيهما بتقوى الله عز وجل، وقال: العيد فرحة وبهجة فمن أحب أن يسامحه الناس فليسامحهم ومن زاد حبه لنفسه ازداد كره الناس له والألفة دليل حسن الخلق..

التهنئة الصادقة والبهجة الحقة لموسر يزرع البسمة على شفة محتاج وشفوق يعطف على أرملة ويتيم وصحيح يزور المريض وطليق يتفقد السجين وأقرباءه والأسير وعائلته. التهنئة لمن صام وقام وحفظ النفس وكفَّ عن نوازع الهوى يلبس الجديد ويشكر الحميد المجيد. يفرح ولا يشغله الفرح ويبتهج ولا تبطره النعم. العيد اجتماع على التزاور والتسامح وتجديد أواصر الحب والقربى. العيد ساحته وسياحته لهدوء النفس تستروح فيها جمال ختام العبادة (للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه). وزاد قائلاً: إن أهمية الإسلام تنوع شعوبه واتساع دياره هي الصبغة الحقيقية للوحدة والقوة وهي طوق النجاة لجميع المسلمين بإذن الله.

إن الاعتصام بحبل الله جميعاً بل إن احتواء الثقافات وانصهارها والتقاء الحضارات خطة انبتتها عالمية الإسلام. لقد احتضن الإسلام في أمته جميع الحضارات التي قابلها من شرقية وغربية وآسيوية وإفريقية وعربية وفارسية وتركية ورومية وسائر الأجناس على امتداد العالم الحديث والقديم. وتراث المسلمين في كتبهم ومؤلفاتهم وما خلفوه من فنون العلم والمعرفة يتجلى فيه هذا الجامع لهذه الحضارات والثقافات المصبوغة بصبغة الإسلام).

وقال إمام وخطيب المسجد الحرام (أيها المسلمون تتأكد الصلات وتتوثق الوشائج وتتجلى الوحدة الإسلامية في أظهر معانيها تحت راية التوحيد وشعار الملة العقيدة الجامعة المانعة) لا إله إلا الله محمد رسول الله) يحيا عليها المسلم ومن أجلها يعيش وعلى نهجها يسير وعليها يموت قول وعمل واعتقاد. تجمع المسلمين العناية بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قراءة وحفظاً وتعلماً وتعليماً وتدبراً وتعظيماً واعتقاداً بوجوب العمل.

وأضاف قائلاً: ثم هذه القبلة الواحدة والالتفاف حول البيت العتيق التفاف للقلوب على الحق والتقاء في الأرواح والأجساد في اليوم والليلة خمس مرات أناء الليل وأطراف النهار خلف إمام واحد صفوفاً متراصين منتظمين وفي مهبط الوحي ومنبعث الرسالة ومهوى الأفئدة وفي طيبة الطيبة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهد المسلمون وحدتهم واجتماعهم ويشهدون منافع لهم في أمر الدين والدنيا.. وحين تلقى نظرة على الحرمين الشريفين في موسم الحج وفي شهر رمضان وطوال العام لترى الأحمر والأبيض والأسود والأصفر والرجل والمرأة والغني والفقير والحاكم والمحكوم والوجيه وغير الوجيه من كل أصقاع الدنيا يتجلى هذا المنظر المهيب الجميل الجليل إنها الصورة العملية الحية الشاهدة المشاهدة لهذه الأمة الواحدة.

كان ذلك قبل أن يشهد العالم المعاصر تقنياته واتصالاته أما اليوم فقد ازداد هذا المنظر جمالاً وبهاءً في نقل حي ومتابعة دقيقة وزادت هذه التسهيلات والتوسعات والاستعدادات التي تقدمها دولة الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية بقيادتها الخادمة للحرمين الشريفين لتستوعب هذه الأمة العزيزة بكل أجناسها وشعوبها ومذاهبها حجة وعمرة وزيارة في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة ثم ناهيكم بإنسانية الإسلام التي قامت عليها الأخوة الإنسانية في قول الله تبارك وتعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ). وأكد دور الإعلام وإيجابياته في التوعية والتثقيف وتوسيع الفهم والمدارك والتبصير بالحقوق والشفافية في الرؤية والمحاسبة ورفع المظالم والانتصار للمظلوم والنقد الهادف البناء، وقال: إن مع هذا الخير الكثير الوفير المذكور المشكور فإن هناك سوء استخدام وغلطاً في التوظيف مما يستدعي التذكير لطلبة العلم وحملة الفكر وأصحاب القلم والصورة ورجال الرأي والثقافة في تحري حسن استخدام نعمة الإعلام لجمع كلمة الأمة والدفاع عن حياضها والتنبيه على ما يكدر صفو وحدتها أو يبث بذور الفرقة والفتنة فيها. يجب اجتناب كلام الإثارة وعبارات التحريض والظنون مما يهز تماسك الأمة في كيانها أو في نسيجها الوطني والمجتمعي في ديار الإسلام أو في مجتمعات ذات نسيج ضعيف لا تزيدها مثل هذه الإثارات إلا ضعفاً واضطراباً في الفكر بل قد تتعدد عندها الولاءات فتحل فيها الفرقة وتحيق بها الهلكة. وأضاف قائلاً: إن من المخيف أن تشهد الأمة نزعات قد تورث نزعات من الطائفية والمذهبية والقومية لتغيير الخرائط والهويات وتفتح أبواب التشرذم والتناحر داخل دائرة الإسلام وداره، أعرافاً وقوميات تنسي تاريخها المشرق الوضاء في خدمة دين الله وثقافة الإسلام ولغة القرآن وحضارته وكأنها تعود إلى جاهليتها الأولى.. إن حالة التعصب حول القومية والمذهبية إرث استعماري ونزعة عنصرية للدول المستعمرة نفسها وقد بدأت في التخلي عنها لظهور فسادها وضررها وتهديدها للمصالح الحقيقية للفرد والجماعة).




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد