Al Jazirah NewsPaper Wednesday  08/10/2008 G Issue 13159
الاربعاء 09 شوال 1429   العدد  13159
بلا تردد
نفايات
هدى بنت فهد المعجل

عن دار أخبار اليوم (في القاهرة) لفت نظري عنوان كتاب اليوم الصادر (نفايات إسرائيل البشرية).. تأليف: فؤاد حسين..

العنوان جاذب وقد حرضني على اقتنائه.. وأشد ما جذبني كلمة (نفايات).

كل مخلفات المصانع، والمؤسسات، والشركات، والمنازل، يطلق عليها لفظ (نفايات).. أي بمعنى مادة غير صالحة للاستعمال.. بيد أن شركات التدوير أمكنها الاستفادة من تلك (النفايات) وإعادة تدويرها كتدوير الورق والبلاستيك وغيرها.

إذا فتلك النفايات مهيأة للاستعمال مرة أخرى وليست عديمة الفائدة.. ولكن تصور نفسك تقتات من هذه (النفايات)..!!

طبيعي أن نرى الحيوانات.. والحشرات تقتات من (نفاية) منزلك.. من بواقي طعامك.. من فتات الدجاج.. والسمك.. واللحوم.

وما ليس طبيعياً أن يقتات الإنسان منها..!! ولكنه يقتات.. يأكل بتلذذ.. بنهم الجائع.. وقد رأيت ذلك ولم أستطع مواصلة متابعة المشهد.. كونه مؤلما.. وديننا يحضنا على الصدقة بجانب الزكاة المفروضة.

إن أنت زرت مطعماً وقدم لك طعاماً سيئ الطهي.. بارداً.. سارعت بالخروج تاركاً خلفك السفرة بما حوت من طلبات بعد نقد الثمن.. فهل تتخيل نفسك؛ من شدة الجوع، تقتات من (نفاية) جارك!!

رائحة النفايات نتنة.. والأنوف على ما اعتادت عليه.. فهل من الممكن اعتياد أنفك على رائحة نفاية منزلك؟ ومن ثم إطراء الرائحة؟

إذا لن تستطع تناول ما لا تجد له رائحة طيبة.. في حين نرى أن هناك من يتناولها دون محاولة لف اللثام حول أنفه وفمه.

الحلوى التي نتناولها كالكنافة والبسبوسة ما أن يستخدم لها نوع سمن آخر عن ما اعتدنا عليه حتى نفقد القدرة على ابتلاع قطعة صغيرة منها.. في حين نرى من يلتقطها من النفاية وقد اختلطت بأطعمة غيرها وربما تعفنت..!!!

مجرد أن أقول (نفاية) شعر الطرف الآخر بالتقزز.. فكيف لو قلت: تناولت طعام غدائي هذا اليوم من نفاية المستشفى..!!

الوضع مزرٍ.. مقزز.. مقرف.. فكيف يمر على دول ومدن وأحياء وأشخاص فقراء يقتاتون من النفايات ولا يتم صرفهم عن ذلك بإطعامهم حد الشبع والكفاف.

الزائد عن حاجتنا أكثر من الذي نحتاج إليه ولا نعرف كيف نتصرف به..!!

أين الجمعيات.. والمؤسسات الخيرية.. والدور الخاصة بخدمة الفقراء والمحتاجين؟

لا بد أن يكون لها دور جدي في جمع ما زاد عن حاجة الشخص ومنحه للشخص الآخر المحتاج.. ليس في دولة أو منطقة واحدة أخص حديثي بل دول العالم أجمع والمجاعة تفتك بالبشرة حتى لجئوا إلى روث الحيوان وبوله!!

taboohfm.maktoobblog.com
HUDA FAHAD AL.MOAJ


happyleo2007@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد