Al Jazirah NewsPaper Wednesday  08/10/2008 G Issue 13159
الاربعاء 09 شوال 1429   العدد  13159
عبدالقدوس الأنصاري وإسهاماته العلمية
إعداد - تركي إبراهيم الماضي

الكتاب: عبدالقدوس الأنصاري وإسهاماته العلمية

المؤلف: أبحاث ملتقى العقيق الثقافي، إعداد: محمد الدبيسي، عيد الحجيلي

الناشر: نادي المدينة الأدبي

لقد كانت ريادة الأنصاري في المجالات المعرفية التي خاضها وأنجز فيها ما يمكن أن يكون معبرا عن شخصيته العلمية، وأعد النادي الأدبي بالمدينة المنورة جميع أبحاث ملتقى العقيق الثقافي ووثقه في كتاب عن شخصية عبدالقدوس الأنصاري وإسهاماته العلمية والثقافية.

شخصية الملتقى

عبدالقدوس الأنصاري.. من أوائل من استرعاهم.. فيض العراقة الدينية.. وثراء التكوين الحضاري في المدينة المنورة.. من جيل الرواد من أدبائنا..!

** ولد فيها عام 1324هـ.. وتلقى تعليمه في مدرستها الأهلية الأولى (العلوم الشرعية) - التي أسسها الشيخ أحمد الفيض آبادي؛ وساهمت كمؤسسة تربوية ومعرفية في صقل شذرات الموهبة وبدايات النبوغ في شخصية الأنصاري - وترعرع بين أزقتها وأحيائها.. لينشأ في كنف مدينة المعرفة الأصيلة.. ويشب في حاضنة الثقافة والنور.. التي أسس فيه أول مجلة أدبية سعودية هي (المنهل) عام 1355هـ.

** كما كان أول من بدأ.. يرصد ويوثق (آثارها التاريخية ومعالمها الحضارية.. في مدونة تعد من أول ما ألف في هذا المجال الثقافي الحيوي، عبر كتابه (آثار المدينة المنورة) الصادر عام 1353هـ.

كما عاصر الأنصاري جيل الرواد من أدباء ومثقفي المدينة الطاهرة.. فأسس جماعة (نادي الحفل الأدبي) التي كانت منتدى أدبيا يضم نفرا من أدباء المدينة المنورة من أمثال السيد أحمد الخياري وأحمد رضا حوحو وغيرهم.. في أوائل الستينيات من القرن الهجري الرابع عشر.. إيمانا منه بفاعلية دورها وجدوى مناشطها..

وإضافة إلى مجموعته الشعرية (الأنصاريات) الصادرة في بيروت عام 1384هـ يعتبر الأنصاري رائدا للفن الروائي عبر روايته (التوأمان) الصادرة عام 1349هـ.. التي يجمع الباحثون على أنها أول عمل روائي وفق الشروط التقليدية للفن يصدر في بلادنا..

** كما لم تخل التجربة الثقافية لهذا العلم البارز من إسهامات نقدية؛ عبر متابعات.. وأفكار.. ورؤى.. حوتها العديد من المؤلفات والأبحاث القيمة التي كتبها، وصل المطبوع منها إلى (20) كتابا تتوزع موضوعاتها بين التاريخ والآثار واللغة والأدب. وله عدد من الكتب ما يزال مخطوطا.. إضافة إلى ما ضمته (مجلة المنهل) من إنتاج يشير إلى وعيه النقدي.. وحسه الإبداعي المائز. ومن أهم ما اشتمل عليه ذلك الإنتاج ما امتاز به من قراءات ومراجعات في قديم اللغة وحديثها، ترتكز على رؤية عميقة في البحث والتوثيق والتحليل والتقييم، أعادت إصدارها دار المنهل في مجلد بعنوان (إصلاحات في لغة الكتابة والأدب)، إضافة إلى العديد من المصنفات المهمة في اللغة والتاريخ والآثار.

هذا الكتاب:

فيما عدا ما تناوله الباحثون - الذين حرروا آراءهم في عبد القدوس - ورؤاهم حول إسهاماته الثقافية والعلمية في هذا الكتاب - فإن علاقته بالمكان كانت دائما هي المجلى الأوضح والأبرز في المكانة العلمية لهذا الرائد في سياق أدبنا الوطني.

ولم تكن المدينة المنورة وحدها.. محتكرا لبحثه واهتماماته.. مما يسعنا معه القول: إن المكان (الوطني).. كان فضاء يمارس فيه عبد القدوس ولعه بالبحث والاكتشاف.

لنجد جدة والباحة وغيرها.. (أمكنة) ومضامير.. تقصى الأديب الرائد تواريخها وجغرافيتها، واستقصى علاماتها ومكوناتها.. ولأن البحث الدائم والتقصي الدقيق (قضية) تشغل الباحث.. فقد تجاوزا به مكانه الأول.. وتجاوز بهما مكانة كانت ربما.. تحصر قدراته وإمكاناته.

وهو ما جعل اهتماماته كذلك تتجاوز النسق الثقافي الواحد: رواية - صحافة - آثار - لغة - أدب.. يجمع بينها. ويقارب محدداتها.. ويبدع فيها.

في وقت كانت فيه صفة الموسوعية.. منقبة تقليدية لمجايليه ورفاقه.. وكان لكل منهم حظ في استحقاقها.. حسب المرجعية والكفاءة والإنجاز.

ولعل تنوع الأبحاث والدراسات والمقاربات التي يتضمنها هذا الكتاب.. تدلل على زعمنا.. وتحقق بمعنى ما.. بعض تطبيقاته.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد