لم يكن هدف النادي الأدبي بالباحة من انعقاد ملتقى (الرواية والتحولات في المملكة العربية السعودية) مجرد التنظيم والالتقاء بالنخبة الأدبية في الوطن، على أهمية هذه الغاية، وإنما تعداه إلى ما هو أكثر أهمية في المحيط الفكري، وأعني بهذا استخلاص أفكار تلكم النخبة المتميزة من مبدعي الوطن، وإخوتهم العرب الذين شاركوا في الملتقى، وإصدارها في كتاب حفظاً لها، وخدمة للمولعين بالقراءة من حاملي الهم الثقافي الذين تتزايد أعدادهم في زمن المد الفكري الملموس حراكه، والمحسوس أثره، بحيث يصبح اعتباره تحولاً مفصلياً يأخذ في اعتباره تنمية الحصيلة المعرفية والثقافية لدى جمهور القراءة والمتابعة؛ إذ يظل الكتاب حتى في ضوء فاعلية الوسائل المنافسة وعاءً أدبياً لا يستغنى عنه المهتم بالثقافة؛ لكونه الأسهل حتى يوم الناس هذا، بل هو الأكثر ارتباطاً عندما يحمل أمام نواظر المرء لتتشكل بينهما علاقة حميمة تجعل بيت المتنبي الشهير دائم التوهج مع وجود الحاسوب؛ فقد أبدع أبو الطيب عندما قال: (وخير جليس في الزمان كتاب)، لاسيما ونحن نرى المطابع في طوال العالم وعرضه تقذف بملايين الكتب كل يوم!!