Al Jazirah NewsPaper Wednesday  08/10/2008 G Issue 13159
الاربعاء 09 شوال 1429   العدد  13159
قالوا إن تأثير النظام المالي الأوروبي في اقتصادنا أشد وطأة من الأمريكي.. اقتصاديون:
ردة فعل السوق مبالغ فيها.. وصمت المسؤول وغياب الشفافية يفاقم الأزمة

الجزيرة - عبد الله البراك:

واصلت أسواق الأسهم الخليجية أمس تسجيل الخسائر لليوم الثاني على التوالي، وسجل سوق الأسهم السعودي أمس قاعاً جديداً هو الأدنى منذ أكثر من أربع سنوات مسجلاً خسارة بنحو 17% في يومي تداول. وتراجع سوق مسقط كأكثر الأسواق هبوطاً أمس بنسبة 7.29% ثم سوق دبي مسجلاً تراجعاً بنسبة 5.24% تلاه سوق أبوظبي بنسبة وصلت إلى 4.58%، كما سجلت بورصات الكويت وقطر والبحرين تراجعاً بنسب 2.64% و1.55% و1.33% على التوالي.

بداية أزمة:

اعتبرت رئيسة قسم الاقتصاد في جامعة الملك سعود الدكتورة نورة اليوسف أن بداية المشكلة بدأت حين سيلت البنوك العالمية محافظها الشهر الماضي خاصة المحافظ التي تعود للبنوك المنهارة ليرفعوا من حدة الأزمة.

وقالت اليوسف (المستثمر البسيط في ظل غياب المعلومات والشفافية يعتمد على ما يحدث بالأسواق لاتخاذ قرارة.. أدى ذلك إلى توتر المستثمرين الخليجين وخوفهم من تقلب الأسعار وهذا يعتبر أحد الارتباطات بين سوقنا المحلي والأسواق الأخرى).

من جهته قال الدكتور محمد المغيولي إن هناك خوفا من انهيار النظام المالي الأوروبي وليس الأمريكي وهذا سيكون وقعه كارثيا علينا وسيكون تأثيره بشكل مباشر وأشد من وقع الأزمة الأمريكية وذلك بسبب ارتباطنا بشكل مباشر مع بريطانيا وعدة دول أوروبية، وأضاف (إذا كان هناك خوف من الأزمة الأمريكية فهذا يخيفنا بشكل أكبر حيث إن النظام المالي تجمعه شراكة مع مؤسسات مالية أوروبية، وكثير من المحللين الأوروبين فسروا دعوة الرئيس الفرنسي لعقد قمة طارئة أن هناك خطرا في النظام المالي الأوروبي).

بدوره يعتقد الدكتور سليمان السكران أن ردود الفعل مبالغ فيها وناتجة عن عدم فهمنا لانعكاساتها على سوق الأسهم، ورغم التطمينات من الجهات الرسمية لا نرى لها أي استجابة في السوق فالحاصل (موجة من الرعب) واستدل بقوله (هناك شركات ليس لها في العير ولا في النفير وسجلت انخفاضاً قياسياً فمثلاً هناك شركة عقارية جديدة ليس لها علاقة بالأزمة أغلقت على النسبة الدنيا أول أمس).

مسؤولية (ساما) والهيئة:

أوضحت الدكتورة نورة اليوسف أن من واجب المسؤولين في هيئة سوق المال ومؤسسة النقد الخروج من صمتهم والتصريح عن مدى التأثر بالأزمة وتطمين المواطنين، وقالت (شخصياً لا أتوقع أننا متأثرون بشكل كبير بالأزمة). وعاد الدكتور السكران وقال (نحن لسنا بمنأى عن الأزمة العالمية والمنطق أن ردة الفعل مبالغ فيها.. السبب لهذا الهبوط أن هناك مستثمرين سيلوا محافظهم لتغطية مراكزهم في تلك الأسواق.. وهذا يجعلنا نطالب الجهات المسؤولة بإطلاعنا بمن باع أو بمن اشترى). وأضاف السكران قائلا (إن مشكلتنا هي أننا لا نبحث عن الحلول حتى نغرق في المشكلة)، وأضاف (من الممكن أن يكون هناك خطة ونحن لا نعلم عنها وقضية الصمت هي الخطأ الأكبر).

بدوره أكد الدكتور محمد المسهر الجبرين أن من الواجب أن نستمع للمسؤولين الرسمين في قياسات السيولة وهي التي تؤخذ بعين الاعتبار، مشيراً إلى أن (ساما من المفترض أن تدرس الأزمات مباشرة منذ بدايتها وتمنع تسويق السندات الأجنبية حتى تتضح الرؤيا. وحول وضع خطط استباقية للأزمات قال الدكتور محمد المغيولي الإخوان في الهيئة ما زال عندهم خوف من التدخل.. وخوفهم أن يسجل ذلك سابقة يدعوهم في أي ظرف مستقبلي الاستناد القانوني للتدخل.

وأضاف المغيولي: (إلى الآن نظامنا المالي لا يوجد فيه مشاكل والمطلوب تدخل الهيئة في فرض الإفصاح على البنوك.. ونناشد الهيئة ومؤسسة النقد بالتدخل للإفصاح.. إذا كان هناك مؤسسة مالية متضررة أو متورطة بالأزمة أو أن عملاءها أقحموا في هذه الأزمة فالمؤسسة مطلوب منها أن تتحدث والهيئة مطلوب منها أن تتدخل لإنقاذ السوق.. إحدى خطوات الإنقاذ هي إيقاف التداول وقد شاهدنا الإيقاف يتم في روسيا والبرازيل وهونج كونج فللهيئة الحق في التدخل وإيقاف التداول).

عودة الثقة:

رأى الدكتور محمد المغيولي أن عدم ظهور ضرر الأزمة المالية في قوائم البنوك في الربع الثالث إشارة طيبة لسلامتها من الأزمة، بدورها اعتبرت الدكتورة نورة اليوسف وضع خطط التنمية تقديراتها على أساس أن أسعار النفط بـ(50) دولارا للبرميل وهو المتداول حاليا فوق الـ(80) دولارا يعطي انطباعا بأننا في منطقة آمنة وأن خطط التنمية لن تتأثر، وقالت (الإعلام الأوروبي طمأن المتداولين ونحتاج من الإعلام الخليجي والسعودي القيام بنفس الدور.

وتساءل الدكتور السكران هل سبب هبوط السوق الذعر وتقليد الآخرين أم أن هناك فعلا سببا منطقيا لهذا الهبوط؟ مطالبا البنوك أن تتعامل بشفافية مع الناس وتوضح لهم علاقتهم بالأزمة وقال (ظهور الأقطاب الرئيسية وتواصلها مع الناس بشفافية هي ما سيعيد الثقة إلى السوق).

وتابع السكران (النظام لا يمنع صندوق الاستثمارات من القيام بدور صانع السوق وصحيح أنه حل مؤقت وليس إستراتيجيا ولكنه مطلوب لتخفيف الذعر خاصة أن المستثمر في السوق).

ووجه السكران نصيحة للمتداولين في نهاية حديثه قائلاً في مثل هذه الربكة لا يوجد أفضل من الهدوء قبل اتخاذ القرار والارتجال في البيع والشراء تحت هذه الظروف يعتبر خطأ فادحا ونصح المتداولين بالعودة إلى أساسيات التحليل.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد