Al Jazirah NewsPaper Wednesday  08/10/2008 G Issue 13159
الاربعاء 09 شوال 1429   العدد  13159
يا مؤسسة النقد.. ماذا تدرسون؟
محمد سليمان العنقري

بعد عام من ظهور أزمة الائتمان العالمية طالعتنا مؤسسة النقد بخبر قبل يومين أنها تدرس تطبيق إجراءات إضافية لمنع تسويق سندات الرهن العقاري على البنوك المحلية والمستثمرين السعوديين وبنفس الوقت قرأنا نية مستثمرين سعوديين يعتزمون رفع دعاوى قضائية على بنوك سعودية تسببت لهم بخسائر كبيرة جداً نتيجة تسويقها لاستثمارات بصناديق الرهن العقاري خلال الفترة السابقة معتبرين أن لدى البنوك معرفة تامة بالوضع الخطر لتلك الاستثمارات مما يشير إلى توريطهم بتلك الاستثمارات دون اهتمام ومراعاة للحفاظ على عملائهم ولكن إذا كانت البنوك أيضاً خدعت بتلك المعلومات والدراسات التي ضللتهم فأين دور مؤسسة النقد كجهة رسمية يفترض أنها على علم بوضع الأسواق الدولية وحجم المشكلة المالية العالمية منذ بروزها بل قبل ذلك من حيث مراقبتها للأزمة وإعطاء معلومات للبنوك بحجم المخاطر المترتبة عليها ولماذا لم تفرض على البنوك منع تسويق أي استثمارات تتعلق بالرهون العقارية من بداية الأزمة بنهاية صيف 2007 ماذا ستفيد التدابير التي تدرس الآن إذا كان الأسوأ قد حصل والمستثمرين السعوديين دخلوا فيها منذ فترة بعيدة، فالجميع يعرف الآن حجم الأزمة ولا يمكن أن تنطلي عليه أي إغراءات فالتخوف يسود الأسواق عامة وحتى من ليس لهم علاقة بالأسواق العالمية يعلمون حجم المخاطر فيها فكيف هو الحال بالمستثمرين المتابعين لحركة الأسواق والذين أنكووا بنارها, أننا اليوم بحاجة أكبر لمزيد من الشفافية من قبل البنوك ومؤسسة النقد حول حجم هذه الاستثمارات بل يجب أن تقوم المؤسسة بفتح تحقيق مع البنوك حول حقيقة تسويقهم لهذه المنتجات الخطرة خلال الفترة الماضية حيث كانت المعلومات واضحة للجميع ولا تحتاج إلى إيضاح لسلبية الوضع الاستثماري بها فالمؤسسة اليوم بحاجة لمراجعة فعالية الإدارات المتخصصة بمراقبة الأوضاع الاقتصادية الدولية وحجم المخاطر الموجودة بها ومدى ديناميكية أدائها بنشر المعلومات المتعلقة بأي سلبية موجودة بها للقطاع المالي بل ولعموم المهتمين بالاستثمار الدولي بل ويفترض منع المؤسسات المالية المحلية من تسويق أي استثمارات خارجية إلا بعد أخذ المعلومات حول المخاطر المترتبة عليها من قبل المؤسسة من خلال جهاز يعنى بجمع المعلومات وتقييمها وتقديمها للمؤسسات المالية حتى لا ترتهن لمصدر خارجي فقط بالحصول عليها فالثقة أصبحت معدومة بكبرى بيوت الاستثمار الدولية والدليل أن الكثير منها إما افلس كليمان براذر أو اختفى كميري لانش وغيرهم ممن كانوا يعتبروا قادة الاستثمار العالمي.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد