Al Jazirah NewsPaper Wednesday  08/10/2008 G Issue 13159
الاربعاء 09 شوال 1429   العدد  13159
أنت
الوقت
م. عبد المحسن بن عبد الله الماضي

تقول .. يا عزيزي: إن الوقت يمضي! ولا تقول: كيف يمضي، وإلى أين ؟.. وكأني بك تراه ظلاً أو سحابة صيف تنقشع.. فهو في حسابك لا شيء!.. والوقت هو الباقي من الأزل إلى الأبد.

وتقول مرة أخرى ببساطة: إن الوقت أعظم طبيب، فمعه تشفى كل الجراح.. وتنسى أنه هو القاتل الأول للبشرية.. حين لا تستغله أو حين تهزأ به أو تتجاهله إلى حد النسيان.

الوقت يا عزيزي نهر جارف.. سريع الحركة.. لا يملكه أحد ولا يستبقيه أحد.. ولا يحبسه أحد في محفظه يضعها في جيبه ثم يفتحها متى شاء فيجده حبيساً هناك.. كأنه جني في مصباح علاء الدين.

إن الوقت هو الذي يملكنا.. ويدمرنا ويحبسنا وراء جدار التخلف والندم إذا نحن أهملناه.. ورأيناه كذرة الهباء وهو أضخم من جبل.

هل يمكن تجاوز الوقت؟.. هل يمكن السباق مع الوقت؟.. هل يمكن التحكم في الوقت؟ هل يمكن إيقاف الوقت؟

لا يوجد في الحقيقة فصل زمني بين الماضي والحاضر والمستقبل.. فاليوم كان في الأمس غداً.. كما أن غداً سيكون (اليوم).. إن عملية التقسيم هي أشبه بتقسيم ماء النهر المتدفق.. فأين أوله وأين وسطه وأين منتهاه؟

يقول مجرِّب إن حرصت على توفير الدقائق.. فالساعات يمكنها أن ترعى نفسها.. والقاعدة الاقتصادية تقول إن الوقت هو المال؟

في كافة العصور كانت الأرض هي التحدي وهي مقياس القدرة.. أما في عصر التقنية فالوقت هو التحدي وهو مقياس القدرة.

في كافة العصور كان الأكبر يأكل الأصغر.. وكان الأقوى يستولي على الأضعف.. أما الآن فإن الأسرع يفوز على الأبطأ.. والنتيجة إما التجاوز أو الالتهام.

تقول العرب وربما يقول غيرهم: الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5913 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد