Al Jazirah NewsPaper Saturday  11/10/2008 G Issue 13162
السبت 12 شوال 1429   العدد  13162
انطلاقة باهتة للسوق والنفسيات أعادت المؤشر لمستويات 2003

ثامر بن فهد السعيد

شهد السوق السعودي انطلاقة سلبية وتراجعاً حاداً لتداولات ما بعد إجازة عيد الفطر المبارك، حيث أنهى السوق تداولات شهر سبتمبر بنهاية جلسة تداول الأحد 28-09- 2008م عند مستوى 7.458 نقطة. وعلى هذا المستوى افتتح السوق تعاملات ما بعد العيد وكان الافتتاح سلبياً جداً كما شهد المتداولون، حيث هوى المؤشر في أول أيام التداول بالنسبة الدنيا إثر انخفاض جميع شركات السوق بالنسبة الدنيا، وتلاها الانخفاضات التي شهدها السوق وسجل السوق في جلسة الاثنين مستوى قياسياً في انخفاض السيولة، حيث إن قيمة التداول في تلك الجلسة لم تتجاوز 1.3 مليار ريال، وقد بلغ إجمالي قيمة التداول للأسبوع الماضي والمتكون من ثلاث جلسات 13.690 مليار ريال، وبلغ حجم الأسهم المتداولة في السوق 577.6 مليون سهم وعدد صفقات بلغت 357.421 صفقة، وتوقفت تحركات مؤشر السوق مع نهاية تداولات الأسبوع عند مستوى 6.160 نقطة منخفضاً ب1.297 نقطة ما يعادل انخفاض ب17.4%. وعلى صعيد الإغلاقات اليومية للسوق فقد كان إغلاق يوم الاثنين هو الإغلاق الأعلى للسوق خلال ثلاث الجلسات السابقة، كما أن إغلاق الأسبوعي في جلسة الأمس كان الإغلاق الأسبوعي الأدنى، وقد تداول السوق خلال الأسبوع الماضي ب1.762 نقطة بعد أن سجل مؤشر السوق أدنى مستوياته عند مستوى 5.696 نقطة. وعلى صعيد أداء القطاعات فقط سجلت قطاعات السوق تراجعاً في تداولات الأسبوع الماضي.

وبالنسبة لأداء الشركات فلم تنجح أي شركة في تسجيل ارتفاع خلال الأيام الماضية، فخلت قائمة الشركات الأكثر ارتفاعاً من الشركات في ظل تراجع جميع الشركات المدرجة في السوق، وكانت شركة الصحراء للبتروكيماويات الشركة الأكثر تراجعاً خلال تداولات الأسبوع الماضي بعد أن تراجعت بإغلاقها عند مستوى 22.05 ريال بما يعادل 26.99%، تلتها شركة بدجت السعودية التي أغلقت عند مستوى 38.70 بما يعادل 26.98%، تلتهما شركة أسواق عبد الله العثيم التي أنهت تداولات الأسبوع عند مستوى 29.3 ريال منخفضة بما يعادل 26.93%، فشركتا عسير والأهلي تكافل التي تراجعتا بنسب متقاربة تجاوزت 26.85%. وكان مصرف الإنماء بإغلاقه عند مستوى 12.2 ريال وبانخفاض بلغ 16.72% الأكثر نشاطاً في السوق بحجم أسهم متداولة تجاوزت 143.895 مليون سهم، تلاه شركة زين للاتصالات التي أغلقت منخفضة بما يعادل 22.93% بعد إغلاقها عند مستوى 14.45 ريال بحجم أسهم متداولة تجاوزت 57.4 مليون سهم، تلتهما شركة معادن المنخفضة بنسبة 23.6% والمغلقة عند مستوى 15.95 ريال بحجم أسهم متداولة تجاوزت 48.3 مليون سهم. وسجلت شركة سابك أعلى قيمة تداول خلال الأسبوع المنصرف بعد أن تجاوزت قيمة التداول على أسهم الشركة 2.695 مليار ريال، وقد أغلق سهم سابك بنهاية الأسبوع عند مستوى 90.25 ريال متراجعاً بما يعادل 14.25%. وبالنظر إلى أداء السوق ومؤشره منذ بداية تداولات العام الحالي 2008 فقط تراجع مؤشر السوق وحتى إغلاق الأربعاء بما يعادل 44.1% وكان قطاع التأمين هو أكثر القطاعات تراجعاً بعد أن سجل 67.1% من التراجعات، تلاه قطاع شركات الاستثمار المتعدد الذي انخفض بنسبة قاربت 62.26%، فقطاع الإعلام والنشر الذي تراجع بما يعادل 50.3%

قراءة في الأداء الأسبوعي للسوق:

استهل السوق السعودي تداولات ما بعد إجازة عيد الفطر المبارك بشكل سلبي وبنفسيات مشحونة إثر تداعيات الأزمة المالية وقضايا الرهن العقاري وتراجع الأسواق العالمية بشكل كبير طيلة فترة الإجازة ما جعل من شأنه شحن نفسيات المتعاملين نحو الأسوأ. وهذا ما حدث مع افتتاح السوق الاثنين الماضي حيث انحدرت جميع الأسهم المدرجة في السوق السعودي نحو النسب الدنيا سواء من ذوي العوائد أو من الشركات الخاسرة. وهذا يرجع إلى الحالة النفسية التي سادت بين المتداولين والمتعاملين في السوق منذ الإجازة وحتى انطلاقة التداولات، فكان الافتتاح سلبياً فلم يتوقف السوق عند أي من مناطق الدعم نظراً للإقبال القوي على البيع والعروض الشديدة التي شهدها السوق للنسب الدنيا، واستمرت التراجعات حتى كسر السوق القاع السابق الذي تم تسجيله في انهيار فبراير 2006 عند مستوى 6.767 نقطة واستمر الانخفاض في السوق حتى تم كسر مستوى الـ6000 نقطة وعاد مؤشر السوق ليسجل مستويات قياسية لم يلامسها المؤشر منذ 2003 وهو مستوى بداية انطلاقة الطفرة في السوق السعودي التي استمرت حتى فبراير 2006م. وفي ظل وجود هذه المؤثرات الخارجية التي ساهمت في التأثير على الأسواق العالمية بشكل عام وليس السوق السعودي فقط، فقد انخفضت دقة القراءات الفنية نظراً لسيطرة هذه المؤثرات على الأسواق. ومما زاد قوة التخوف من السوق والشركات المدرجة فيه وبشكل خاص قطاع المصارف والخدمات المالية قبل أن تصدر تقارير مؤسسة النقد العربي السعودي وقبل أن تصدر إعلانات القطاع حول أرباح الربع الثالث وتسعة الأشهر الماضية عن العام الحالي حيث إن إعلانات البنوك عن أرباحها ومقدرة عدد من البنوك تحقيق نمو في أرباحها والبعض حقق انخفاضاً في الأرباح ولم يحقق خسائر إشارة إيجابية على عدم تأثر هذا القطاع بالأزمة المالية العالمية أو كما تم التصريح من قبل البنوك بمحدودية التأثير على البنوك والمصارف السعودية. واستمرت المخاوف لتطول قطاع البتروكيماويات بعد أن تراجعت أسعار النفط لما دون 90 دولاراً وتراجع أسعار المشتقات النفطية ومواد البتروكيماويات كالبولي بروبلين الذي سجل في فترة سابقة تراجعاً قياسياً وكذلك بقية أسعار المواد كالإيثيلين والإستيرين والميثانول وأيضاً طال الانخفاض اليوريا والأمونيا، إلا أن الأسعار التي تراجعت لها شركات هذا القطاع أعادتها إلا مستويات متدنية وكأنها استبقت الآثار المتوقعة لانخفاض أسعار هذه المواد على أرباح تلك الشركات بل تواجدت شركات في السوق على خلفية هذا الانخفاض بعوائد استثمارية تفوق 5% و7% وفي بعضها تجاوزت مستويات 10%. وتعتبر هذه المستويات من العوائد هي مستويات جاذبة للاستثمار خصوصاً مع وجود البراهين حسب التصريحات من الجهات المسئولة في السعودية. وأيضاً من جهة أخرى فمع هذا الانخفاض قد تراجعت مكررات الربحية لكثير من الشركات المدرجة في السوق إلى مستويات لم تشهدها هذه الشركات منذ فترة طويلة، فعلى سبيل المثال لا الحصر بلغ مكرر الربح لشركة سابك وهي القائد الأكبر للسوق إلى مستوى X9 وهذا يعني أنه حتى في حال سجلت بعض الشركات تراجعاً في أربحاها نظراً لتأثرها بالمحيط العالمي فإن الشركات حتى وان انخفضت أرباحها بقوة تأثير ما يحدث في الاقتصاديات العالمية ستكون ضمن مكررات ربحية غير متضخمة، ولكن رغم هذا فإن الاستمرار والأفضلية في توجه السوق ظلت للنفسيات المتأثرة في الأحداث العالمية. وبالعودة إلى الناحية الفنية سيكون الدعم للسوق في حال استمر التراجع هو المستوى الأسبوعي الأدنى وإلى منقطة 5.600 نقطة وهو مستوى دعم تاريخي لم يزره السوق منذ العام 2003م، وعن مناطق المقاومة، فأهم مستوى يترقبه المتعاملون الأسبوع القادم هو القاع السابق للسوق الذي تم كسره الأسبوع الماضي 6.767، والجهة الأكثر أهمية هي نتائج الشركات المدرجة للربع الثالث وتسعة الأشهر الماضية من هذا العام وهي التي ستوضح أكثر موقف شركاتنا المدرجة من الأزمات الحادثة في العالم سواء بتأثير مباشر أو غير مباشر بمقابل توقعات انخفاض الطلب أو انخفاض أسعار موادها المنتجة.

محلل أسواق مالية


Thamerfalsaeed@Gmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد