Al Jazirah NewsPaper Tuesday  14/10/2008 G Issue 13165
الثلاثاء 15 شوال 1429   العدد  13165
حقائق علمية حول العلاج بالليزر

مما لاشك فيه أن علم الأمراض الجلدية وجراحة الليزر شهدا تطوراً سريعاً وملحوظاً. فالتطورات المذهلة والمتلاحقة في مجال جراحة الليزر تعد ثورة علاجية ونقلة نوعية جديرة بالاحترام. ونظراً لهذا التطور الكبير والسريع كسب العلاج بالليزر اهتماماً واسعاً على المستويين الطبي والشعبي. ومن هذا المنطلق كان من المناسب التعرض لبعض الحقائق العلمية المتعلقة بهذا العلاج المتطور والمتجدد. (صورة 1)

أولاً: أشعة الليزر

يخلط البعض بين أشعة الليزر والأشعة الأخرى المتداولة في المجال الطبي كالأشعة السينية والنووية وغيرهما. وبالتالي يظن البعض أن المخاطر الناتجة عن هذه الأشعة هي نفس تلك الناتجة عن أشعة الليزر. وفي حقيقة الأمر أن أشعة الليزر هي أشعة ضوئية كهرومغناصيسيه ذات طاقة معرفة وقدرة انتقائية مرتفعة موجهة لأهداف محددة تختلف عن غيرها من الأشعة التشخيصية أو العلاجية ولا تحمل نفس المخاطر.

ثانياً: الليزر والأورام

يتناقل البعض مقولة (إن العلاج بالليزر يؤدي إلى السرطان أو نشوء أورام خبيثة). ومثل هذا القول يعد مغلوطاً ومجانباً للصواب. فالعلاج بالليزر في مجال طب وجراحة الجلد يعد آمناً إلى حد كبير، كما أن ثبوت فاعلية وأمان العلاج بالليزر كان نتاج عدد كبير من الدراسات والبحوث العلمية. إضافة إلى أن هيئات علمية معتبرة أجازت استخدام الليزر كهيئة الغذاء والدواء الأمريكية والتي تحتم على وجود دراسات كافية قبل استخدام مثل هذا العلاج على البشر.

ثالثاً: الصنفرة وتقنيات الفراكسل

يخلط البعض بين الصنفرة الجراحية وصنفرة الليزر التي تستخدم عادة لتجديد البشرة وعلاج الندب كندب حب الشباب. فالصنفرة الجراحية هي عبارة عن تدخل جراحي مباشر من قبل جراح التجميل وتتطلب مهارة وخبرة عاليين ويتم إجراؤها تحت التخدير العام. في حين أن صنفرة الليزر يتم إجراؤها من قبل جراح الليزر والجلد عن طريق ليزر الصنفرة أو ما يعرف بليزر إعادة تشكيل السطح Re

surfacing Laser وعادة تستلزم

تنويماً أو تخديراً عاماً، وتؤدي الى حدوث تصبغات، كما تؤدي في حال إجرائها بشكل خاطىء إلى تليفات وتشوهات جلدية. وتم مؤخراً اكتشاف ليزر صنفرة حديث وآمن ومتطور يعرف ب(الفراكسل أو الفراكسل ليزر أو الفراكشنال) والذي عن طريقه يتم إجراء صنفرة كاملة للبشرة بكفاءة ودرجة أمان عالية لعلاج ندب حب الشباب والندب الجراحية والتجاعيد والحروق وتشققات الجلد. ويعد الفراكسل ملائماً للبشرة الداكنة والسمراء ويتم العلاج بالفراكسل من خلال عدة جلسات بحيث يتم تلافي الأعراض الجانبية لصنفرة الليزر التقليدية وتجنب فترة الالتئام الطويلة المصاحبة لها. (صورة 2 + 3)

رابعاً: الليزر والألم

يعتقد البعض أن العلاج بالليزر يعد علاجاً خالياً من الألم. وفي حقيقة الأمر أن العلاج بالليزر لا يخلو من الألم ولكن تتراوح نسبة الألم بحسب الجهاز المستخدم والمعايير المنتقاة وطبيعة المنطقة المعالجة. كما يمكن التقليل من هذه الآلام باستخدام بعض الكريمات الموضعية المخففة للألم. كما تجدر الإشارة إلى أن أكثر أنواع الليزر إيلاماً هي تلك المستخدمة في صنفرة الجلد، والتي قد تتطلب أحياناً استخدام الكريمات الموضعية أو إبر التخدير الموضعي أو في أحيان معينة وضع المريض تحت التخدير العام. (صورة 4)

خامساً: الليزر والحمل

هناك من يعتقد بضرورة تجنب علاج الليزر للمرأة الحامل. ومثل هذا الاعتقاد يعد في غير محله. فالليزر يمكن استخدامه للمرأة أثناء فترة الحمل ولا يوجد من الناحية الطبية والعلمية ما يستوجب تجنبه في تلك الفترة.

سادساً: الليزر وإزالة الشعر

يتكرر تداول عبارة (إزالة الشعر الدائم أو النهائي بالليزر). ومثل هذه العبارة تعد غير دقيقة. حيث لا توجد دراسات تم فيها متابعة متلقي هذا العلاج لعشرات السنين ومن ثم التأكد بشكل قاطع من عدم رجوع الشعر. وفي حقيقة الأمر أن المسمى المناسب لعملية التخلص من الشعر بالليزر هو (معالجة الشعر بالليزر) وليس (إزالة الشعر بالليزر). كما أن المحصلة النهائية في الغالب لهذه المعالجة هي التخلص من نسبة عالية من الشعر وبالتالي التقليل من كثافة الشعر بنسبة كبيرة تصل إلى 80-90 بالمائة أو أكثر. (صورة 5)

سابعاً: جلسات الليزر

من الخطأ الاعتقاد بأن إزالة الشعر بالليزر تتم من خلال جلسة واحدة. والصحيح أن إزالة أو معالجة الشعر الزائد أو غير المرغوب فيه بالليزر تتطلب عدة جلسات، وفي المتوسط يتراوح عدد الجلسات ما بين 3 إلى 6 جلسات أو أكثر. كما أن معدل الاستجابة يختلف بين الأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلة. كما أن النساء اللاتي يعانين من اضطراب هرموني كمسبب لظهور الشعر غير المرغوب فيه بحاجة لتقييم وفحص طبي مسبق. كما أن الحاجة إلى عدد من الجلسات ليس مقصوراً على ليزر إزالة الشعر بل يمتد الى انواع أخرى من الليزر مثل الليزر الوعائي والليزر التصبغي.

ثامناً: الليزر والتصبغات الجلدية

من الأمور المقلقة لراغبي العلاج بالليزر لإزالة الشعر (التبقعات أو التصبغات الجلدية في المنطقة المعالجة بالليزر). ويجانب الصواب من يعتقد أن هذه التصبغات دائمة أو لا يمكن علاجها. ويمكن طمأنة من يحدث عندهم هذا العرض الجانبي بأن معظم هذه التصبغات تتلاشى تدريجياً وتختفي كما يمكن تسريع هذه العملية بوصف بعض الكريمات الموضعية. أما من تحدث عندهم هذه التصبغات بشكل متكرر فينصح بإزالة أو معالجة الشعر بأجهزة الليزر من الجيل الحديث والملائمة للبشرة الداكنة لتلافي أو تقليل فرصة حدوث مثل هذه الأعراض الجانبية.

كما تجدر الإشارة إلى أن البشرة العربية تقع في نطاق البشرة الداكنة وينصح باتخاذ التدابير الاحترازية اللازمة كاستخدام الواقي من أشعة الشمس خاصة في الأسبوع الأول من العلاج والمعالجة بالليزر الملائم للبشرة الداكنة والسمراء إذا برزت الحاجة لذلك.

تاسعاً: خيار العلاج بالليزر

لا شك أن التطور الكبير في جراحة الليزر أحدث قفزة نوعية في علاج الكثير من الظواهر والأمراض الجلدية، بل إن هناك بعض الظواهر الجلدية التي لا تستجيب سوى لليزر. غير أن ما يحدث من إصرار بعض المرضى على علاج مشكلاتهم الجلدية بالليزر يعد أمراً مبالغاً فيه. إن المسلك السليم في هذه الأحوال يقتضى تقييم الحالة من قبل الطبيب المختص وبالتالي تحديد الطريقة العلاجية المناسبة. (صورة 6)

عاشراً: الليزر ومسؤولية المريض

كثيراً ما يتم إلقاء اللوم على جراح أو معالج الليزر فيما يحدث للمريض من مضاعفات. وعلى الرغم من أن هذا القول يعد صحيحاً في مجمله والذي يستلزم وجود جراح الليزر المؤهل والخبير في التعامل مع أجهزة الليزر واختيار المعايير المناسبة، إلا أن متلقي العلاج بالليزر لا يخلو من المسئولية في هذا الجانب. فعدم الالتزام بتعليمات ما قبل العلاج أو ما قد ينتج من إهمال بعد العلاج بالليزر كعدم التزام بوضع العلاجات المطلوبة أو تجاهل للتعليمات قد يؤدي إلى مضاعفات أو مشاكل يتحملها المريض أو متلقي العلاج بالدرجة الأولى.

هذه بعض الحقائق العلمية والتي آمل أن تسهم ولو بجزء يسير في رفع مستوى الوعي بجراحة وعلاج الليزر خاصة في ظل ما يشهده هذا التخصص من تطور واكتشافات علاجية متلاحقة.

الدكتور/ سامي بن ناصر السويدان
استشاري طب وجراحة الجلد والعلاج بالليزر
الرئيس المؤسس لوحدة جراحة الليزر
بكلية الطب - جامعة الملك سعود
والاستشاري بعيادات ميدكا
الليزر لا يؤدي إلى نشوء أورام خبيثة





 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد