Al Jazirah NewsPaper Sunday  19/10/2008 G Issue 13170
الأحد 20 شوال 1429   العدد  13170
نوافذ
ماذا بعد؟
أميمة الخميس

آخر سلال الهدايا التي ستضعها الحكومة الأمريكية الحالية على بوابة الشعب الأمريكي قبل مغادرتها البيت الأبيض، هي سلة الركود الاقتصادي الكبير الذي يطبق على الاقتصاد الأمريكي ويكتم أنفاسه، والذي أيضا ستظهر انعكاساته على المدى الطويل ولأجيال لاحقة.

وعلى الرغم من أنه لم تعلن النتائج النهائية بعد بين المرشحين المتنافسين على الرئاسة في البيت الأبيض، لكن الكثير من استطلاعات الرأي حتى الآن ترجح كفة الديمقراطي أوباما كرئيس متوقع للولايات المتحدة.

بعد أن طفح ليس فقط الكيل بل الأواني والأوعية جميعها بالشعب الأمريكي بسبب السياسات الشنيعة التي مارستها حكومة الصقور ضد العالم وضد الشعب الأمريكي نفسه. فخلال الثمان سنوات الماضية تصعدت فيها لغة القوة والعضلات والمفردات العنصرية القائمة على الصراع والتنافر ونفي الآخر ليس على مستوى الثقافة فقط بل على المستوى الإنساني أيضا، وصارت جزءا رئيسا من أدبيات الخطاب السياسي هناك.

في العهد المجيد!! للصقور لاقت نظرية (هنتغنتون) عن صراع الحضارات رواجا كبيرا في مفردات المفكرين والمحللين المقربين للبيت الأبيض بل أصبحت هي الكتاب المقدس الذي يرجعون له في مقاربتهم لخريطة العالم من أمثال (ريتشارد بيرل، وبول ولفيتز) ومن هناك قامت حروب واشتعلت صراعات واحتلت بلدان وتأججت صراعات، وأنشأت سجون للتعذيب على ضفاف الولايات المتحدة، تتقاطع وتهدم كل القيم وقوانين الحرية والعدالة وحقوق الإنسان التي يتضمنها الدستور الأمريكي.

في العهد المظلم لحكومة الصقور لم تحقق عملية السلام في الشرق الأوسط خطوة واحدة إلى الأمام بل تقهقرت مسافات طويلة عن أحلام أوسلو الطوباوية، ولم نعد نسمع سوى تصريحات (رايس) التي تدعو إلى (الفوضى الخلاقة) في الشرق الأوسط كالحل الوحيد لجميع أشكال الظلم والاحتلال والقمع السياسي التي تسيطر على المنطقة. في عهدهم الجامح بجنونه تحدثوا عن الشرق الأوسط الكبير، وسربوا خرائط لإعادة ترتيب المنطقة، وأعلنوا عودة الحروب الصليبية. لا أعتقد أن الولايات المتحدة قد شهدت جموحا وطغيانا بل وغرائبية في سياساتها كالتي شهدتها في عصر المحافظين الجدد.

ونرجو حينما يغادرون أن يقفل خلفهم الشعب الأمريكي ألف باب، وتنشغل أمريكا بذاتها وتكف أذرعها الطويلة عن العالم.

قد يقول البعض إن السياسات الأمريكية، لا تتغير كثيرا، وأنها ذات نهج ثابت قائم على المؤسسات وليس على ديكتاتورية الأفراد، ولكن أيضا المشهد العالمي الدامي الذي سيخلفه المحافظون الجدد بعد مغادرتهم البيت الأبيض، يشير إلى أن السياسات التي من الممكن أن يتبعها أفراد محدودون من الممكن أن.. تجر العالم بأسره خلفها إلى فوهة الهاوية.

أيام معدودة على نتائج الانتخابات الأمريكية والتي نتمنى أن تغلق نتائجها إحدى بوابات الجحيم التي ألهبت العالم وأنهكته.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة «6287» ثم أرسلها إلى الكود 82244



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6287 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد