Al Jazirah NewsPaper Sunday  19/10/2008 G Issue 13170
الأحد 20 شوال 1429   العدد  13170
في الوقت الأصلي
على من تتذاكى يا (نجيب)؟!
محمد الشهري

كنت قد عقدت العزم على الاكتفاء بما تناولته في المطبوعة الأخرى التي أتشرف بالإطلالة من خلالها حول قناة (أبوظبي) الرياضية ومذيعها (محمد نجيب) وبرنامجه خط ال(....) بالإضافة إلى أبواقه الذين يستعين بهم في سبيل تسويق بضاعته الرديئة.. لولا أنني تفاجأت بتصريح صحافي للأخ نجيب نشر يوم الاثنين الماضي.. ذلك التصريح الذي لم يحيد فيه عن أسلوب (الفهلوة) الذي ينتهجه في إدارة برنامجه، والذي يتضح أنه لا يجيد سواه (؟!!).

** وهنا لست بصدد الدفاع عن الأمير عبدالرحمن بن مساعد تجاه الهجمة التي شنها عليه نجيب في ثنايا تصريحه ذاك، ولا عن موقفه المتمثل برفض التعامل مع نجيب.

** ذلك أن الأمير هو الأقدر على الدفاع عن نفسه وعن موقفه.. خصوصاً وأن قرار المقاطعة حق مشروع هو في تقديري أدنى إجراء يمكن أن تتخذه الإدارة الهلالية بحق قناة (تستكري) بعض الارجوزات وتوظيفهم لتشويه الكيان الهلالي الكبير.

** ولكنني سأكتفي بتفنيد وتحليل المغالطات والأراجيف الموغلة في التذاكي التي تضمنها التصريح.

** فهو يقول: لا أعلم سبب القرار الهلالي بالمقاطعة.. في حين أن كل الدلائل والمؤشرات تؤكد على أن الهلاليين لابد أن يكون لهم موقف من حملة التشويه والأكاذيب التي يتعرض لها ناديهم منذ الحلقة الأولى للبرنامج.. إذن هو لم يتفاجأ بالقرار ولكنه يتذاكى كالعادة (؟!!).

** كذلك قوله: لقد جلبنا أفضل الكتّاب في الشارع الرياضي السعودي.. لاحظوا هنا قوله (في الشارع) ولم يقل (في الصحافة) والحمد لله أنه لم يقل (من المدرج) حتى لا يرتفع سقف الإهانات بحق المجتمع الرياضي السعودي أكثر وأكثر (؟!!).

** وكونه أعطى لنفسه الحق في منح ضيوفه الأفضلية المطلقة هكذا على عواهنه حتى دون وضعهم ضمن قائمة الأفضل بين مئات الكتاب السعوديين، على الأقل حتى لا يضع نفسه موضع سخرية.

** وهنا ليسمح لي الأخ نجيب إذا قلت.. إن من حقه الدفاع عن أدواته التي اختارها بعناية، ولكن ليسمح لي أيضاً عندما أقول: إن أساليب الفهلوة لا يمكن أن تنطلي إلا على السذج من عينة بعض ضيوفه وزبائنه من خارج الإستوديو الذين عُرف عنهم إجادتهم للنفخ في البالونات.

** فهو اعتمد في معياره للأفضلية سواء بقصد أو بدون قصد.. على المشهد الإعلامي الإماراتي الشقيق من حيث سهولة فرز الأفضلية وبالتالي حصرها في عدد محدود من الأقلام، وذلك نتيجة منطقية لشحها في ظل الاعتماد على الكوادر الوافدة بالدرجة الأولى مع كامل احترامي وتقديري للأشقاء في الإمارات العزيزة.

** في حين إن الإعلام الرياضي السعودي يزخر بالمئات من الكتّاب والأقلام الرصينة والمتمكنة والمؤهلة التي يصعب معها حصر الأفضلية في العدد (4) أو حتى مضاعفاته.. ثم لماذا الـ(4) تحديداً ولم يكونوا خمسة أو ستة أو ثلاثة (؟!!).

** ونأتي إلى مسألة ادعاء البراءة والحيادية، وأنه لا يسمح لجوقته بالإساءة للآخرين حسب زعمه.. فالأكيد والواضح بكل جلاء أنه بهذا الادعاء لم يكتفِ بممارسة التذاكي والفهلوة فحسب، بل زاد على ذلك بممارسة الاستغفال (الأبله) بكلما تحمله الكلمة من معنى (!!).

** فأيُّ حيادية تلك التي يتشدق بها في الوقت الذي يستحث فيه بعض ضيوفه المتعارف هنا على أنهم أكثر وأشد الأصوات تطرفاً وحقداً على الهلال على مدى عقود من الزمن.. للتمادي والاسترسال في التجني والكذب وقلب الحقائق ضد الهلال مروراً بالإساءة للاتحاد السعودي لكرة القدم من خلال حرص (أقشر وأقيشر) على ترديد الأكاذيب التي تتلخص في أن اتحاد اللعبة ما هو إلا بوابة مشرعة لعبور الهلال إلى تحقيق كل ما يريد تحقيقه على حساب الأصفرين (؟!!).

** بالمناسبة، ثمة قاعدة ذهبية متعارف عليها تقول: إن الذي يرتكب جريمة ما، لابد أن يعود ويحوم حول مكان وقوعها دون وعي منه، مما يوقعه عادة في شر أعماله.. والأخ نجيب كثيراً ما ردد عبارة (نحن حضرنا للدوري السعودي دون أجندة) على طريقة الذي يحوم حول موقع الجريمة، ثم يتذاكى ويطلب شهادة ضيوفه على طريقة أبي الحصين عندما سألوه: من شهودك قال: ذيلي (؟!!).

** هذا التكرار من نجيب إنما يؤكد بما لا يدع مجالاً لأي شك.. بأنه لو لم تكن هناك أجندة وحبكات وترتيبات متفق عليها لتسيير الأمور بالشكل الذي شاهدناه.. لكان من السهل جداً إحداث قدرٍ معقولٍ من التوازن في اختيار الضيوف، ومراعاة ضرورة التكافؤ بين الأطراف الأربعة، من حيث القدرة على الطرح المقنع، فضلاً عن القدرة على التصدي لأية تجاوزات من أي طرف بحق الكيانات الرياضية (؟!).

** أما أن يؤتى بشخص على خصام دائم مع الواقع بما في ذلك الهلال، بدعوى الدفاع عنه أمام (عربدة) أكثر النماذج تطرفاً في منظومة التحالف الأصفر ضد الهلال.. فتلك لعمري (سماجة) ما بعدها سماجة.

الخلاصة

** من الواضح، بل المؤكد جداً، أن الأخ نجيب قد وضع حساباته وترتيباته انطلاقاً من مبدأ (فرق تسد) من خلال العمل على إحداث (انقسام) كبير في الوسط الرياضي السعودي بغية لفت الأنظار والحصول على أكبر قدر ممكن من المتابعة واللغط في سبيل إثبات الوجود (؟!!).

** ولذلك كان لابد أن يختار الزعيم كهدف على طريقة (إذا سرقت فاسرق جمل) وبالتالي فلم يجد عناء في توفير وإيجاد الأدوات البشرية الجاهزة والمستعدة لخدمة غرضه حتى بدون مقابل، بل أجزم إنه لو طلب منها دفع مقابل أداء تلك الخدمات فلن تتقاعس أو تتردد في الدفع.. خصوصاً في ظل تواجد الممول الذي ينتظر الفرصة على أحر من الجمر طالما أن الهدف الهلال (!!).

** بمعنى أن اختيار الهلال.. فضلاً عن الدقة في اختيار العناصر المستخدمة كأدوات لتحقيق الغرض.. لم تكن أبداً مصادفة أو اعتباطاً، أو رغبة في الاستفادة من تجربتها كما يدّعي ويدعون.

** وإنما هي نتاج الاعتماد على مدى وحجم عدائية كل عنصر من تلك العناصر للهلال، استنادا إلى خلفيته وتاريخه في هذا الجانب.. بمن فيهم العنصر الذي عينه نجيب بوظيفة محام وهمي وعن الهلال، لاسيما وهو يحتاج إلى من يدافع عنه باعتباره يسبح في فلك لوحده، بدليل إنه من أكثر الأقلام التي آذت الهلال وأساءت لرموز بدون وجه حق اللهم إلا لغرض في نفسه.

** وليعلم نجيب هو ومن معه، والأكيد أنه يعلم ولكننا نذكره، بأن الهلال الكيان الكبير جداً جداً، ليس عبدالرحمن بن مساعد أو نواف بن سعد فقط.. وإنما هو منظومة رياضية وثقافية واجتماعية عملاقة ينتمي لها الملايين داخل الوطن وخارجه.. لذلك فإن من العبث، بل من الغباء التعامل معه على أنه جدار قصير يمكن التطاول عليه ومن ثم اللجوء (للفهلوة) لتبرير الإساءات التي طالته.. من عينة الضرب على وتر الإعجاب بشاعرية الأمير عبدالرحمن ومحاولة (رشوته) بإجراء لقاء يعنى بالشعر والأدب، وهنا يتضح مدى الضحالة الفكرية لدى نجيب وضيوفه بنفس القدر من ضحالتهم في المراوغة، حين حاولوا التنصل من المسؤولية في كونهم قد جعلوا من الهلال المثال السيئ في كل قضية من قضاياهم التي ناقشوها في برنامجهم، وهنا أسأل نجيب: ما الذي جعله يكرر السؤال الذي يقول فيه (هل الهلال مهيمن على الجهات الرسمية السعودية) على ضيوفه، لولا تكرارهم في ترديد أكاذيبهم التي تصب في هذا المنحى.. ثم يأتي ويتبرأ ويسأل هؤلاء (هل قلتم ذلك) فيقولون (لا)، سبحان الله.

** كما أن من المناسب هنا تذكير الأخ نجيب بأن حساباته قد خانته كما خانت أدواته كعادتهم منذ أن عرفهم الوسط الرياضي كماركة مسجلة للأكاذيب والتضليل والاستماتة في تبني الأفكار الغريبة.. فضلاً عن السعي الدؤوب في إثارة الفتن بين شرائح المجتمع الرياضي (؟!!).

خلاصة الخلاصة

** قد نتفق على أن نجيب نجح إلى حد ما في تحقيق مبتغاه المتمثل في إحداث حالة من اللغط والهرج والمرج، ولكنه في المقابل خسر الكثير والكثير من احترام السواد الأعظم في الوسط الرياضي السعودي سواء لقناة (أبوظبي) أو له شخصياً، لله في خلقه شؤون.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6692 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد