Al Jazirah NewsPaper Wednesday  22/10/2008 G Issue 13173
الاربعاء 23 شوال 1429   العدد  13173
بلا تردد
نتانة
هدى بنت فهد المعجل

(1)

في (غويانا)، الجمهورية والدولة الصغيرة الواقعة في شمال قارة أمريكا الجنوبية، تلجأ الأفعى الأسطورية كامودي (Camudi) إلى خنق ضحيتها بنشر روائح نتنة.

روائح ولكن نتنة..!! أياً كانت الضحية حيث لم تحددها الأسطورة بقدر ما ذكرت أن خنق الضحية يكون بتأثير من (النتانة).!!

(2)

كنت في حرم جامعي، خارج المملكة، أتابع تسجيل ابنتي عندما تولّت النتانة مهمة تعذيب أنفي، وإيذاء حاسة الشم لدي!!

أكاديميات بدرجات متفاوتة لا تقل عن درجة الدكتوراه بينما الأجساد أبعد ما تكون عن (ثقافة النظافة)..!!

لم يكن الجو حارا.. ولم أجد المكان مكتظا كي تتناسل النتانة في أجسادهن.. جو الدولة جميل ولطيف.. والمكان متسع رحب.. بينما الأجساد ضاقت بروائحها المؤذية.

(3)

نهى الشرع الإسلامي مَن تناول بصلاً أو ثوماً أن يؤدي الصلاة مع جماعة المصلين في المسجد؛ كي لا يؤذيهم بالرائحة السيئة أو يعكر على المصلين جو الخشوع والإنصات.. فهل نمتنع أو نحرم من دخول ذلك الحرم الجامعي وأي مكان ضجّت في أرجائه الروائح السيئة النتنة.

(4)

في الوقت الذي تتنافس فيه دور الموضة والأزياء والتصاميم العطرية على إنتاج عطور تلتقي وذائقة البشر المختلفة نفاجأ بأشخاص أبعد ما يكونون عن النظافة الجسدية.. وأعني بها نظافة الماء الطهور للجسد.. التي دعا إليها الإسلام وشدد عليها.. حيث من المخجل أن دور التصاميم العطرية غير مسلمة في حين تهتم بثقافة النظافة الجسدية وحاسة الشم من خلال الإصدارات العطرية المنوعة والمرضية لكل الأذواق.. بينما أرى أننا الأولى كمسلمين بمتابعة ما يسعد تلك الحاسة الثمينة ويبهجها ويؤنسها.

(5)

وأنا أقرأ لقاء أجرته مجلة (لها) مع المصمم الفرنسي (باكو رابان) كنت أقرأه بأنفي، بحاسة شمي، لا بعيني!! حيث كنت أجد رائحة عطره (واحد مليون) بقارورته الذهبية الجذّابة حتى اقتحمت متعة تحسس أنفي لعطره تخيلاً حادثة نتانة الأكاديميات في ذلك الحرم الجامعي!! فأتساءل: هل النتانة حسية فقط؟

سؤال يدّعي الغباء.. فرئيس وزراء إسرائيل السابق كان اسمه (نتن ياهو).. كان نتناً فعلاً ولكن للأسف فإن معنى اسمه (عطاء الله) على الرغم من نتانة حامل الاسم!! نتانة معنوية كنّا نجدها منه!!

فبجانب نتانة الروائح هناك نتانة المعنى، ونتانة اللفظ، ونتانة التصرف والموقف.. وجمهرة (نتانات) عجزنا عن حصرها عجزنا عن تطهير المجتمع (ككل) منها.

فهل ستتحول الأسطورة إلى واقع ويعتمد على النتانة في خنق الضحية أو اصطيادها وتطبيق حكم الإعدام فيها؟

الضحية الحيوانية والبشرية معاً.. ونحن نصاب بالدوار ما إن تتحرش بأنوفنا روائح نتنة، نتنة.

taboohfm.maktoobblog.com


لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6086 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد