في العدد 13176 الصادر يوم الخميس 17-10-1429هـ في صحيفة الجزيرة كتب الأستاذ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ بصفحة مقالات مقالاً بعنوان (الحنين إلى الماضي)، مبدياً نقده الشديد للماضي، ومبدياً وجهة نظره في بيته القديم الذي أسس من الطين قديماً، وأنه يفتقر إلى كل أسباب الحياة النظيفة وما إلى ذلك مما قاله وذكره وما سرده من الأمثلة الكثيرة التي لا تعجبه في حياة الماضي وقسوته وأنها حياة بدائية وكريهة ومتخلفة.
رفقاً يا أخي؛ فليس الماضي بدائياً وكريهاً ومتخلفاً كما ذكرت، وليست البيوت في الماضي مكاناً للذباب والنمل والفئران والحشرات؛ فالبيت القديم نظيف ومرتب وخال مما ذكرته؛ فالعائلة في البيت القديم تهتم كثيراً ببيوتها وتهمها نظافتها ورائحتها، وليس للذباب والنمل والفئران مكان في هذه البيوت إلا في الأماكن القذرة التي لا يوجد فيها من ينظفها والخالية من السكن والسكان، فالحياة قديماً والبيت القديم نظيف وأهله يهتمون بالنظافة، حتى الشوارع والأحياء تجدها نظيفة ولا تجد فيها ما أشرت إليه رغم أن الناس قديماً كانوا في فقر وعوز، لكن الذي ذكرته لا يوجد في بيوتنا لا قديماً ولا حديثاً، وهو ما يوجد في البلاد الفقيرة والمعدمة، وربما أخذت ما ذكرته من القنوات التلفزيونية التي تُظهر بلاداً فقيرة ومعدمة، فالناس في بلادنا قديماً يهتمون ببيوتهم وبنظافتهم وبأنفسهم وبصحتهم ويفضلون العمل بعزيمة أكثر مما في وقتنا الحاضر، حيث يجد البعض في وقتنا الحاضر مساكنهم وبيوتهم جاهزة وبلا مشقة ولا تعب فلا يستطيعون اليوم بناء ما بناه وأسسه الناس في الماضي حيث لا زالت بيوتهم ومساكنهم المبنية من الطين شامخة وباقية ما بقي الزمن، الفارق بين الماضي الحاضر والفقر والعوز، ونحمد الله على ما نحن عليه من النعم في حاضرنا، والماضي يهمنا وغير قابل للإساءة، فكل بلاد العالم لها ماضٍ ولها حاضر في عاداتها وتقاليدها وفي سكنها وبيوتها، ولدى مواطنيها اهتمام بماضيهم وحاضرهم، فما بالك وفي بلادنا ماض وحاضر، فحياة الماضي جميلة وأنيسة لكنها قاسية نعم، فالماضي جميل والحاضر أجمل هذا ما أحببت ذكره.. والسلام عليكم.
فريح جارالله المشعان- حائل