كتبت تعقيباً على الأخت رقية الهويريني حول موضوع الاختلاط حيث أجادت حول هذا الموضوع وتطرقت إلى ما يكتبه البعض من الكتاب في انتقاد من يرفض الاختلاط ويبين أضراره ومخاطره وإدعاء أنهم ضد تقدم المرأة ...الخ من التهم المعلبة.
وقد كان التعقيب بعنوان (مللنا الحديث عن المرأة) وهذا العنوان اقترحه المشرف على صفحة العزيزة.. فقرأت في عدد الجزيرة 13166 تعقيباً للأخ محمد الفوزان بعنوان (لن نملّ الحديث عن المرأة) وأنا أوافقه تماماً على هذا الأمر فالمرأة هي أمي وأختي وعمتي وخالتي وهي العزيزة والغالية على قلوبنا ونكن لها كل التقدير والاحترام ونسعى جاهدين للكتابة عن كل ما يحفظ لها حقوقها ويحترم كيانها ويقدر مكانتها كنصف المجتمع بل هي المجتمع كله فهي نصف المجتمع وتلد وتبني النصف الآخر.
ولكن أقول مللنا الحديث عن المرأة ممن لا يريدون لها الخير والسعادة إنما يكررون اسطوانة قديمة لكُتّاب جعلوا من قفز المرأة إلى مقود السيارة ومخالطتها للرجال في العمل جنباً إلى جنب ورميها للحجاب أن ذلك هو الانتصار الكبير والفوز العظيم وحصروا هموم المرأة ومشاكلها وقضاياها بهذا الأمر.. فهؤلاء هم من مللنا حديثهم عن المرأة لأنه حديث يدل على بساطة في التفكير وسطحية في النظر لعواقب الأمور.. فمثل هذه المواضيع تحدث عنها الكبار وحسموا الأمر شرعاً وعقلاً.. فلماذا يحاول بعض الكتاب مزاحمة الكبار ويحشر نفسه بينهم؟! وابتسم كثيراً حينما أقرأ في نهاية كل مطلب من المطالب التي تنسف الأدلة الشرعية عبارة (وفق الضوابط الشرعية).
ويبدو أن من يكتبون في هذا الأمر بين الفينة والأخرى يريدون إثارة الغبار أمام سير المجتمع السعودي الذي يرفض هذا الأمر كما في نتيجة تصويتات عامة، فيلقون الحجر في الماء الراكد لا لشيء إنما لإثارة الزوبعة من باب (نحن (هنا؟) وللفت الأنظار والصعود على أكتاف بعض القضايا الاجتماعية الحساسة والتي تكلم فيها هيئة كبار العلماء في هذه البلاد، فكل من أراد أن يحظى بعدد لا بأس به من التعقيبات ويبحث عن أي أمر يشتهر من خلاله يبدأ بالحديث عن قيادة المرأة للسيارة ويطلق لقلمه العنان دونما تروي ولا اتزان مثلا في انتقاد رجال الحسبة (نقداً سلبياً) وليس نقداً بناء هادفاً!! ولا ننسى النيل من بعض العلماء الكبار في أسلوب ممجوج لا يرقى إلى مكانة العلماء.. وكل هذه الإثارة والمشاغبة الصحفية بهدف واحد وهو استقطاب أكبر عدد ممكن من الدود والتعقيبات التي تظهر الاسم عاليا ولو كان علواً مذموماً.. ويذكرني هذا الأسلوب بذلك المسكين الذي أراد أن يشتهر فبحث عن أسرع وأخصر طريق للشهرة والنجومية؟؟ فذهب وبال في ماء زمزم فحينما سأل عن هذا الأمر الشنيع أفاد بأنه يبحث عن الشهرة وطمعاً في أن يسج اسمه في التاريخ!! فصار يضرب به المثل بعدها وهو (كمن يبول بماء زمزم).
فأقول أن من يكتب عن هذه المواضيع لم نر منهم حديثا عن قضايا المرأة الاجتماعية التي تأرق حياتها كالعضل ومنعها من الزواج وأكل أموالها بغير حق وإهانتها بالضرب والاعتداء وبعض قضايا الطلاق والتعليق وغير ذلك مما يهم المرأة.. ولكنهم حصروا كل همومها ومشاكلها ب(مقود السيارة أو أن تضيف الركاب بالطائرة!!) وأشكر العزيزة على إتاحة الفرصة للتعقيب.
عبدالعزيز بن عبدالله السعدون - مدرسة الإمام السيوطي ببريدة