Al Jazirah NewsPaper Wednesday  29/10/2008 G Issue 13180
الاربعاء 01 ذو القعدة 1429   العدد  13180
ثقافة بلا أفق..!
محمد الدبيسي

وكان طرفاها رجلين فاضلين.. (مُقدم برامج) وآخر سماه مُضيفه (صاحب موقع تربوي).. والمشهد برنامج يبحث عن (آفاق ثقافية).. وكان محور الحلقة (ثقافة الترفيه).. وتوقيته بعيد أيام العيد

** أما أنا فمتابع لبرامج هذه القناة.. أرصد فيها نموذجاً لنسق (الثابت والمتغير) في ثقافتنا وإعلامنا وخطابنا.. وأُمنِّي النفس دائماً بأن (القادم أحلى..) فلماذا القادم لا يأتي...؟

** إذا لا أجد في بعض تلك (البرامج) ما يمكن أن يكون مبشراً بأن الوعي قد تغيَّر أو تطور..!

ليس (الوعي) بالقضايا المطروحة طبعاً.. ولكن الوعي بأصول تقديم (برامج تلفزيونية) تُعد بمهنية.. وتصاغ بحرفية إعلامية تحترم عقلية المشاهد وترقى بها.. .. وقبل.. تعي أنها تخاطب وطناً بأطياف مجتمعية متعددة.. وتقاليد شعبية وسلوكية متنوعة.. وثقافات بيئية متباينة.. وقضايا وإشكالات متفقة ومختلفة..

** أعود إلى (برنامجنا).. الذي كان نثراً لحديث ثنائي بسيط.. لم يعدم الفكاهة والطرفة.. ولا المباسطة... حتى خُيِّل لي.. أنه كان (دردشة) تجريبية قبل البرنامج.. وما هي بتلك.. بل كانت صلبه وعماده..

كان حديث الضيف عفوياً شعبوياً.. تمسه ظلال جدلية الحلال والحرام.. عند ما كان يُصنِّف ما يتوجب اتخاذه مسلكاً ترفيهياً وما لا يجب..!

أسرَّ فيه لمضيفه أنه خطيب جمعة.. وهكذا أعلنت إجاباته وعبَّرت قناعاته.. إلا أنه كرَّر عبارة (..أنا ما أقول حرام..) حوالي عشر مرات..!

** بدا لي أثناءها وبعدها.. أن (الضيف الكريم) اختلطت عليه الأدوار.. فلم يحر في أيها يكون موقعه: المفتي والخطيب.. أم التربوي الذي يسن لنا وسائل ومسارات الترفيه.. ..؟

فقام (محاوره).. بدور الحابل.. لنابل يستعين بكلام ليس إجابة... وليس تسديداً.. لتغيب محددات السؤال وتضيع المقاربة.. ويمتقع الكلام.. على بقية (نوستالجيا) لثقافة قروية ترفيهية كان الحنين إليها - بحسب الضيف والمضيف- أقوى من خيارات جادت بها قريحة الأول.. تمثلت في: (أن تتعاون الأسرة في اختلاق عالمها الترفيهي من بقايا متاعها.. وأن يكون البيت ملجأ ترفيهي مهما كانت الظروف.. وربنا يساعدهم..)

ولم يشرح الضيف كيفية ذلك...!

فانقلبت حسيراً على عدم معرفة ذلك..!

** في برج التلفزيون في وسط (الرياض) - فيما أظن غير آثم - كان ثمة ((أستوديو)) صُوِّرت فيه الحلقة..

... وفي كل بقاع (الرياض) وأنحائها حينئذ.. كانت ممارسة الترفيه تطبيقاً فعلياً واعياً وحيَّاً... في أيام العيد.. تزامناً مع عرض ذلك البرنامج...

** ما كان أغناه - البرنامج والضيف والمضيف عن كل ذلك الكلام... وما كان أغناه لمقدم برنامج.. يبحث من (آفاق لثقافة الترفيه).. وما كان أغناه لو فتح نافذة تلفزيونية.. تبدأ من ذلك الواقع الترفيهي الحي ترصد أثره..

.. وتستشرف سبل الرقي به وأثره في الناس.. بدل التمحك في شرعنته.. والإفراط في بلادة التنظير للحياة... فذلك هو (الحلال البيِّن) الذي تنفَّسه أولئك الجذلون بموسم الفرح.. وبمناشط ترفيهية واسعة سعة الحياة.. بهيِّة بهاءها.. لا ينتظرون من يتوغل في عتمات الشكوك والظنون.. وعن حرام وحلال الترفيه.. أو عنه خارج الواقع والحياة...

والله المستعان.



Md1413@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5215 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد