Al Jazirah NewsPaper Wednesday  29/10/2008 G Issue 13180
الاربعاء 01 ذو القعدة 1429   العدد  13180
الرعيان ناموا عن الإبل!
بقلم: محمد بن أحمد الشدي

مَنْ منا لا يفكر في هذه الكارثة المالية التي تهز العالم بأسره؟ ويوم الأحد الماضي أتحفنا الصديق معالي الدكتور علي بن طلال الجهني بتعليق تلفزيوني بديع واضح موزون يفهمه كل مَنْ استمع إليه حتى ولو كان مثلي ليس له علاقة بالعملية الاقتصادية المعقدة؛ فقد سهّل الرجل كل صعب في سبيل توضيح ما يجري، وقد أهّله لذلك جهده ومتابعته المستمرة لمجريات الأحداث والاقتصادات في العالم خاصة الاقتصاد الأمريكي منذ عام 1966م، أي منذ أيام دراسته في أمريكا.

لقد تحدث الأخ أبو طلال من موقع الخبير المتمكن، واستعمل مفردات بسيطة مفهومة حتى لدى العامة، وعندما قال له مدير الندوة الأستاذ البارع طلعت حافظ: صف لنا يا دكتور ما جرى قبل هذه المعضلة، قال باختصار: لقد نام الرعيان عن الإبل. وأنا - يقول الجهني - راعي إبل. لقد أهملت السلطات الأمريكية هذا الأمر فجاءت الرهون العقارية وسحبت البساط من تحت الجميع، فحصل هذا السقوط المدوي. لقد وضع معالي الأخ الجهني كثيراً من النقاط على الحروف بكل رفق دون أن يتجاوز مسؤوليات أحد، وأثنى على أسس الاقتصاد السعودي، وذكر دور كل مَن ساهم في ذلك مثل سمو الأمير مساعد بن عبد الرحمن - رحمه الله - ومن سبقوه من وزراء المالية، وكذلك من أتى بعده.

لقد فرحت كمراقب لوجود رجال أمثال الأخ أبي طلال متمكنين بهذا الشكل (ما شاء الله)، يخلط الحديث العلمي بالحديث العادي المفهوم، ثم هو من كتب قبل فترة وأشار إلى ما يحدث اليوم.

إن بلادنا الناهضة، وهي ولله الحمد بلاد غنية بأهلها وما حباها الله من ثروات متعددة، في حاجة إلى الكثير من جهود كل فرد منا، كل بما يجيده من أعمال، سواء اقتصادية أو عمرانية، مشورة أو عمل مباشر. ولعلي بهذه المناسبة - وهذا الأمر حتماً لا يخفى عليه - أقترح على المسؤولين محاولة الاستفادة من الخبرات المالية السابقة للذين سبق أن ساهموا في تأسيس القواعد الاقتصادية لهذه البلاد، سواء كانوا وزراء أو خبراء.. ولعلنا في هذه الأيام بالذات في أمسّ الحاجة إلى الاستماع إلى ما لديهم من آراء عما يحدث للعالم وما سيطول بلادنا منه من سلبيات، وأمامي بعض الأسماء التي لا تخفى على الأنظار المخلصة في وطننا الغالي.. أطرح ذلك دون تقصير من أحد أو جهة، وإنما زيادة الخير مطلوبة، وهم معالي الأستاذ محمد أبا الخيل ومعالي الدكتور سليمان السليم ومعالي الدكتور أحمد علي ومعالي الدكتور علي طلال الجهني ومعالي الأستاذ هشام ناظر. كما ألفت نظر وسائل الإعلام إلى السعي تجاه هؤلاء الخبراء للاستفادة بما لديهم، وسوف يُستفاد من آرائهم إن شاء الله في مثل هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها العالم، وبلادنا جزء منه.

والله الموفق.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد